[ما العلاقة يا ترى؟]
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 04:34 م]ـ
قال الله تعالى: ((وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ)) [النساء: 3]
فقد بدأت الآية بالحديث عن اليتامى ثم تحول الحديث فجأة عن النكاح في نفس الآية , فهل من سرٍ بلاغي؟
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 07:37 م]ـ
قال شيخنا العلامة الكبير محمود مشوِّح؛
(أبو طريف)، رحمه الله، وذلك
من خلال تفسيره لسورة النساء:
الله جلّ وعلا ينهى الأوصياء عن ذلك، لينزه العلاقة الزوجية عن شوائب الطمع وعلائق المادة المقيتة، فيوجه أنظار الأوصياء توجيهاً حكيماً، ولكن في نفس الوقت هو توجيه شديد الدلالة، فالله جلّ وعلا بعد أن يقول:
(وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى)، يقول: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) لاحظوا (ما طاب لكم من النساء) ومن قبل تكلمنا عن معنى الطيب من النساء ومن الرزق ومن الأخلاق، وقلنا إن الطيب في غالب استعمالات الشريعة هو الحلال، وقلنا إن دلائل ذلك في الكتاب والسنة كثيرة، فحين يقول الله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) بعد قوله تعالى:
(وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) فكأن الذي يستقر في الذهن أن إجبار اليتيمة على أن تتزوج من وصيها بمهر هو أدنى من مهر أمثالها من نسائها ليخرجوا هذه العلاقة عن أن تكون علاقةً طيبة ويلحقها بالعلاقة الخبيثة، لأن فيها معنى من معنى الإكراه ومعنى زائداً على معنى الإكراه وهو الطمع والجشع في نفس الوصي وفي نفس الولي. فالله تعالى يوجه هؤلاء الناس إلى شعور بالمقت والتقزز من علاقة زوجية مبنية على الشره والطمع، وعلاقة زوجية ليست مبنية على الرغبة وعلى التفاؤل.
(وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء) أي اتركوا التزوج باليتيمة التي هي في حجركم وتحت وصايتكم وابتغوا غيرها من حلائل النساء، لأن الطيب هو الحلال.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 03:56 م]ـ
بوركت شيخنا الفاضل , حقاً توجيه لطيف