تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ ........... )

ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 07:11 ص]ـ

من قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

تفصيل ثان لمجمل قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، فكأن في السياق سؤالا مقدرا: من أولئك؟، فجاء الجواب بـ: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)، و: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

"الناس": عام أريد به خاص، و وهو: أبو سفيان، رضي الله عنه، وكان يومئذ على الشرك قائدا لجيش المشركين، فيكون إطلاق الناس عليه من باب المجاز عند من يقول به.

وكذلك "الناس" الثانية: فهو، أيضا، عام أريد به خاص، وهو: نعيم بن مسعود، رضي الله عنه، وكان، هو الآخر، يومئذ مشركاً.

يقول أبو السعود رحمه الله: "وإطلاقُ الناس عليه لما أنه من جنسهم وكلامُه كلامُهم، يقال: فلان يركبُ الخيلَ ويلبَسُ الثيابَ وما له سوى فرسٍ فردٍ وغيرُ ثوبٍ واحد". اهـ

ومثله:

قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ): أي: الخليل الأول: محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم على نعمة الرسالة.

و: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ)، أي: الخليل الثاني: إبراهيم صلى الله عليه وسلم.

"وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ": تذييل يناسب السياق، و: "حسبنا الله": قصر بتعريف الجزأين، فحسبنا الله، ولا حسب لنا سواه.

"ونعم الوكيل": حذف ما دل السياق عليه من المخصوص بالمدح، فتقدير الكلام: ونعم الوكيل الله الممدوح، فحذف المخصوص بالمدح: لفظ الجلالة: "الله"، و: خبره: "الممدوح"، أو يكون التقدير: ونعم الوكيل هو الله، فحذف المبتدأ والخبر: "هو الله".

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير