تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

صفحات مشرقة من تراثنا؛ من كتاب المجازات النبوية؛ للشريف الرضيّ

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 01:37 م]ـ

كتاب المجازات النبوية (أو: مجازات الآثار النبوية)؛

للعلامة الشاعر الشريف الرضيّ المتوفى سنة 406 هـ

وهذا الكتاب كنت قد نشرته منذ أكثر من عشرين عاما أنا وأخي

الأستاذ الدكتور محمد رضوان الداية، وذلك في دمشق

سنة 1986 م.

وقد حظيت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بما هي أهله من مكان علي، ومنزلة شريفة، ودرجة عالية في حياة المسلمين الأولين:

دينا وشرعا، وسنة ومنهاجاً وفكراً ومعرفة، ولغة وأدبا. لقد أدرك علماء اللغة ورواتها وحملتها ونقلتها ما لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم من أثر بالغ في تهذيب النفوس وتقويم الألسنة، فاندفعوا يؤلفون فيها ويصنفون، وانطلقوا يبيّنون ما فيها من ضروب البلاغة، وصنوف البديع، وألوان البيان، وغريب اللغة.

فأبو عبيدة معمر بن المثني، وأبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، وابن الأثير وجلال الدين السيوطي وغيرهم يؤلفون في غريب الحديث والأثر، والشريف الرضي يؤلف كتاباً في المجازات ا لنبوية وقد جمع جملة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم اشتملت على كثير من الألفاظ اللغوية الجزلة والأساليب البلاغية العالية، وجمعت من التشبيهات والاستعارات والكنايات قدراً يرتفع بتحصليه شأن عالم البلاغة فضلاً عن طالبها ويبز بها عالم اللغة أقرانه، ويفوق بحفظها ناشئ العرب أترابه.

وقد أحببت أن أنتقي من كتابي هذا مجموعة من الدلائل البلاغية، تدل عليه، وتبين طريقة المؤلف في معالجة القضايا البلاغية، والمجاز في الأحايث النبوية الشريفة.

=========

(الشريف الرضي):

(359 - 406 ه‍ = 970 - 1015 م):

وهو محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي: أشعر الطالبيين، على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد. انتهت إليه نقابة الاشراف في حياة والده. وخلع عليه بالسواد، وجدد له التقليد سنة 403 ه‍.

له (ديوان شعر - مطبوع) في مجلدين، وكتب، منها (الحسن من شعر الحسين - مخطوط) السادس والثامن منه، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج، مرتبة على الحروف في ثمانية أجزاء، و (المجازات النبوية - مطبوع) و (مجاز القرآن - مطبوع) باسم (تلخيص البيان عن مجاز القرآن) و (مختار شعر الصابئ) و (مجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل) طبعت باسم (رسائل الصابي والشريف الرضي) و (حقائق التأويل في متشابه التنزيل - مطبوع) و (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - مطبوع) و (رسائل) نشر بعضها. وشعره من الطبقة الاولى رصفا وبيانا وإبداعا. ولزكي مبارك (عبقرية الشريف الرضي - ط) ولمحمد رضا آل كاشف الغطاء (الشريف الرضي - ط) ومثله لعبد المسيح محفوظ، ولحنا نمر (1).

************

(1) وفيات الاعيان 2: 2 وتاريخ بغداد 2: 246 وفيه: (كان يلقب بذي الحسبين). والمنتظم 7: 279 ويتيمة الدهر 2: 297 - 315 ونزهة الجليس 1: 359 والذريعة 7: 16.

للحديث بقية >>

يتبع ـ بمشيئة الله ـ

ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 04:22 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله يا دكتور مروان، وبارك في جهدك، وجعلك الله دائما في خدمة تراثنا المشرق.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 04:36 م]ـ

[1]

فمن ذلك قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ (1):

"هذه مكة قد رمتكم بأفلاذ (2) كبدها "، وفي رواية أخرى:

"قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها".

وهذه من أنصع العبارات.

وقال ذلك عليه الصلاة والسلام عند خروجه إلى بدر (3) للقتتال؛ وقد خرج (4) قريش من مكة مجلبة عليه (5)، ومجلبة إليه؛ وكان المسلمون قد ظفروا ببعض فرّاطهم (6)، فأتوا النبي عليه الصلاة والسلام، فسأله عمن خرج في ذلك الجمع، من علية قريش، فقال:

فلان وفلان، وعدّد قادتهم وذادتهم (7)، والوجوه والسادات منهم؛ فقال عليه الصلاة والسلام:

"هذه مكة قد رمتكم بأفلاذ كبدها ".

ولهذا الكلام معنيان:

أحدهما:

أن يكون المراد به أن هؤلاء المعدودين صميم قريش ومحصنها ولبابها وسرّها؛

كما يقول القائل منهم:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير