تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما الحكمة من تغيير حرف الجر ثم الرجوع إليه في هذه الآية؟]

ـ[ضاد]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 10:49 م]ـ

يقول ربنا جل وعلا:

قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [يونس: 35]

وفي هذه الآية تعدى الفعل \هدى\ مرة بـ\إلى\ ثم بـ\لِـ\ ثم عاد لـ\إلى\؟

عندي إحساس لسبب هذا التغيير, ولكني لا أريد أن أتقول في القرآن. فهل يفيدنا الأساتذة في المسألة؟

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 11:27 م]ـ

أهلا بك رفيقي

أنقل إليك ما جاء على لسان صاحب الدر المصون:" قوله تعالى: {يَهْدِي? إِلَى ?لْحَقِّ}: "هَدَى?" يتعدَّى? إلى اثنين ثانيهما: إمَّا باللام أو بإلى، وقد يُحْذَفُ الحرفُ تخفيفاً. وقد جُمع بين التعديتين هنا بحرف الجر فَعَدَّى الأول والثالث بـ"إلى" والثاني باللام، وحُذِف المفعولُ الأول من الأفعال الثلاثة، والتقدير: هل مِنْ شركائكم مَنْ يَهْدي غيره إلى الحق قل اللَّهُ يَهْدي مَنْ يشاء للحق، أفَمَنْ يهدي غيرَه إلى الحق. وزعم الكسائي والفراء وتبعهما الزمخشري أنَّ "يهدي" الأولَ قاصرٌ، وأنه بمعنى اهتدى?. وفيه نظر، لأن مُقابلَه وهو {قُلِ ?للَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ} متعدٍّ. وقد أنكر المبرد أيضاً مقالة الكسائي والفراء وقال: "لا نَعْرِفُ هَدَى بمعنى اهتدى قلت: الكسائي والفراء أَثْبتاه بما نقلاه، ولكن إنما ضَعُف ذلك هنا لِما ذَكَرْت لك من مقابلته بالمتعدي، وقد تقدَّم أن التعديةَ بـ"إلى" أو اللام من باب التفنُّن في البلاغة، ولذلك قال الزمخشري: "يقال: هَدَاه للحق وإلى الحق، فجمع بين اللغتين". وقال غيره: "إنما عَدَّى? المسندَ إلى الله باللام/ لأنها أَدَلُّ في بابها على المعنى المرادِ من "إلى"؛ إذ أصلُها لإِفادةِ المُلْك، فكأن الهداية مملوكة لله تعالى?" وفيه نظر، لأن المراد بقوله: {أَفَمَن يَهْدِي? إِلَى ?لْحَقِّ} هو الله تعالى? مع تَعدِّي الفعلِ المسند إليه بـ"إلى"." أهـ

ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 07:45 ص]ـ

في قوله تعالى: ?قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي

لِلْحَقِّ? [يونس: 35].

اللافت للنظر في هذا السياق تعدي فعل الهداية بحرف الجر (إلى) مع الشركاء، فقال: (هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) ثم عدل عنه إلى التعدي بـ (اللام) في نسبته إلى الله –عزوجل- فقال: "قل الله يهدي للحق"، ولم يقل: (قل الله يهدي إلى الحق) ليطرد السياق على نسق واحد.

وقد ذهب بعضهم إلى أن هذا من قبيل تداخل الحروف وتناوبها، يقول: البطليوسي (ت 521هـ) "معلقاً على هذه الآية" (): "جاز وقوع (اللام) موقع (إلى)، ووقوع (إلى) موقع (اللام)، لما بين معنييهما من التداخل والتضارع، ألا ترى أن (اللام) لا تخلو من أن تكون بمعنى الملك أو الاستحقاق أو التخصيص، أو العلة والسبب، و (إلى) للانتهاء والغاية، وكل مملوك فغايته أن يلحق بمالكه، وكل مستحق فغايته أن يلحق بمستحقه، وكل مختص فغايته أن يلحق بمختصه، وكل معلول فغايته أن يلحق بعلته، فكلها يوجد فيها معنى (إلى) وموضوعها الذي وضعت له" وإلى هذا ذهب ابن منظور فقال (): "يقال: هَدَيْتُ للحق وهَدَيْتُ إلى الحق بمعنىً واحد".

ومع أن الزمخشري له حس بلاغي في تتبع الفروق الدلالية للحروف إلا أنه في هذا الموضع سوَّى بينهما في الدلالة إذ عدَّهما تنوُّعاً في اللغات فقال (): "هداه للحق وإلى الحق فجمع بين اللغتين".

والحقيقة أن الفعل إذا عُدِّي بحرف ثم عُدِّي بحرف آخر، فلا بد أن يكون له مع كل حرف دلالة خاصة تختلف عن الأخرى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير