تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلان قلب في بني فلان؛ إذا كان من صرحائهم (8)، وفي النضار (9) من أحسابهم، فيجوز أن يكون المراد بالكبد ها هنا كالمراد بالقلب هناك؛ لتقارب الشيئين، وشرف العضوين، فيكنى باسم كل واحد منهما عن العِلق الكريم، واللباب الصميم.

والأفلاذ: القطع المتفرقة عن الشيء، وقلّ ما يستعمل ذلك إلا في الكبد خاصة.

قال الشاعر (10):

تكفيه فلذة كبدٍ (11) إن ألم بها = من الشواء ويكفي شربة الغمر

=========

1 ـ الخبر مع الحديث في نسب قريش؛ لمصعب الزبيريّ، والأغاني، ووفيات الأعيان، والوافي بالوفيات، وفي نسب قريش:

((وكان هاجر في التاسع بعد الحديبية في الهدنة، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، هو وخالد بن الوليد بن المغيرة، ولقوا عمرو بن العاصي مقبلاً من عند النجاشي، يريد الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لقوه بالهدأة؛ فأصبحوا جميعاً، حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال صلى الله عليه وسلم حين رآهم مقبلين:

"رمتكم مكة بأفلاذ كبدها"،

يقول: إنهم وجوه أهل مكة.

وهو في النهاية في غريب الحديث، واللسان والتاج (فلذ).

2 ـ الأفلاذ: جمع فلذة، والفِلْذَةُ: القطعةُ من الكَبِد واللَّحمِ والذَّهبِ والفضَّة ج فلَذَّا وأَفْلاذٌ/ أَفْلاذُ الأكباد، همَ الأولاد/ أفلاذُ الأرض، هي كنوزُها.

3 ـ بَدْرٌ وبَدَرُ: اسم موضع في الحجاز بين الحرمين، وقع فيهِ في أوَّل الإسلام قتالٌ مشهور، يُذكَّر ويُؤَنَّث.

4 ـ لم يؤنث الفعل؛ لأنه يريد (بنو قريش)؛ أو (حيّ قريش)، لا القبيلة، انظر كتاب سيبويه 3/ 247.

5 ـ أجْلَبَ يُجْلِبُ إجْلابًا:- القومُ: اجتمعوا واحتشدوا.- على القوم: هددهم بالشرّ وجَمَع الجَمْع عليهم؛ {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ}؛ أي صِحْ.

وأجلب القوم بمعنى جلبوا وتجمَّعوا من كل وجه للحرب

6 ـ فرَط القومَ يفرِطهم فَرْطًا وفَرَاطَة تقدَّمهم إلى الوِرْد لإصلاح الحوض والدلاءِ. قيل هذه المادة موضوعة في الأصل للسبق والتقدم وباقي المعاني متفرّعة منهُ، وهؤلاء هم الطليعة والكشافة.

7 ـ الذادة؛ ذائِدٌ - وجمعها: ذُوَّدٌ، ذُوَّادٌ. [ذ ي د]. (اسم فاعل. مِنْ ذادَ).

"ذائِدٌ عَنْ حَوْزَةِ الوَطَنِ": مُدافِعٌ، أَي الحامِي عَنْ حَوْزَتِهِ وَحُرْمَتِهِ.

8 ـ صُرَحاءُ؛ جمع الصَّرِيحُ: الواضح؛ هذه الشهادة صريحةٌ لا غموض فيها.

وكلامٌ صريح.-: الخالص مما يشوبه؛ وشرابٌ صريحٌ،

ونسب صَرِيح، وفرس صَرِيح، أي أصيل.

9 ـ النُّضَارُ: الخالص من كل شيء.

10 ـ البيت لأعشى باهلة من قصيدة يرثي بها المنتشر بن وهب الباهليّ، واسم

الأعشى هذا عمرو بن الحارث ويكنى أبا قحافة.

وهو شاعر جاهلي مجيد (راجع إحالات ترجمته في الأصمعيات 87).

ـ والبيت هو الرابع والعشرون، من قصيدة مشهورة في فن الرثاء (بترتيب الأصمعيات)، رثى بها أخاه لأمه النتشر بن وهب.

وقال قطرب: إنه للدعجاء بنت وهب، وإنها هي التي ترثي أخاها المنتشر بالقصيدة المعروفة التي أولها:

إني أتتني لسان لا أسرّ بها = من علو لا عجب فيها ولا سخر

وبعد البيت الشاهد:

لا يتأرّى لما في القدر يرقبه = ولا تراه أمام القوم يقتفر

لا يغمز الساق من أين ومن وصب = ولا يعضّ على شرسوفه الصفر

التأرّي: التحبّس والمكث. والاقتفار: أن يأكل خبزه قفاراً دون أدم جشعاً قبل أن يدرك الطعام. والصفر: حيّة في البطن تعضّ الشرسوف إذا جاع صاحبه. وقيل الصفر داء يعالج بقطع النائط. قال الراجز:

قطع الطبيب نائط المصفور

وكانت العرب تزعم أنه يعدي.

وفي الحديث: لا عدوى ولا هامة ولا طيرة ولا صفر.

وقال قوم: معنى صفر في الحديث غير هذا ويروى:

ولا يزال أمام القفر يقتفر

أي لا يزال هادياً لهم متقدماً يقتفر الآثار.

وكان في حديث المنتشر وكان يغير على بني الحارث بن كعب فقتل منهم عمرو بن عاهان.

11 ـ "فلذة كبد"؛ هي رواية الكامل 4/ 65، وروي أيضا:

"حزة فلذ"، و"فلذة لحم"، وهي متقاربة المقاصد، والغُمَرُ: قَدَح صغيريقتسم به القوم الماء بينهم إذا قل فى السَّفَر.

للحديث بقية >>

يتبع ـ بمشيئة الله ـ

أرجو ملاحظة طريقة قراءتنا للكتاب، وكيفية تحقيقه

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 05:05 م]ـ

والمعنى الآخر:

أن يكون المراد بذلك أعيان القوم ورؤساؤهم، والعرانين (1) المتقدمة منهم؛ فكأنه عليه الصلاة والسلام أقام مكة مقام الحشا (2)، التي تجمع الأعضاء الشريفة؛ كالقلب، والنياط (3)، والكبد، والفؤاد (4)، وجعل رجال قريش كشعب الكبد التي تحنو عليها الأضالع (5)، وتشتمل عليها الجوانح، وقاية لها، ورفرفة عليها.

===========

1 ـ (العِرْنِينُ): أَوَّلُ كلِّ شيءٍ.

و- ما صَلُبَ من عَظْم الأنف حيث يكون الشَّمَمُ.

(جمعه) عَرَانينُ.

ويقال: هم شُمُّ العرانين: أَعِزَّةٌ أُباةٌ.

وعَرانينُ القوم: ساداتُهُم وأَشرافُهم.

2 ـ الحشا، مفرد الأحشاء؛ والحَشَا ما دُون الحِجابِ مما في البَطْن كُلِّ من الكَبِد والطِّحال والكَرِش وما تَبعَ ذلك حَشىً كُلُّه.

3 ـ النِّياطُ: عِرق غليظ متصل بالقلب فإذا قطع مات صاحبه؛

كقولهم: قطع الحزنُ نياط قلبه.

و"يُمَزِّقُ الأَسَى نِيَاطَ قَلْبِهِ".

جمعه: أَنْوِطَةٌ، نُوطٌ.

والنياط أيضا: القلب.

4 ـ الفُؤَادُ: وسط القلب، أو غشاؤه، أو وعاؤه، أو داخله.

جمعه: أَفْئِدَةُ.

والفؤاد؛ هو القلب أيضا.

5 ـ الأضالع؛ جمع الجمع.

والضِّلْعُ: [مؤنثة ويجوز تذكيرها]، وهي قوسٌ عظميّةٌ مسطَّحة يؤلِّف مجموعها القَفَص الصَّدريَّ.

وجمعه: أضْلُعٌ وضُلُوعٌ وأَضْلاَعٌ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير