تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن في الكفر ظلمة معنوية وحسية، فكما أنّ الظلمة تحجب عن الرؤية، لجهل مكنون الشيء، فلا ترى الخطر فتبتعد عنه، كذلك الكفر يكون حاجبا عن رؤية الحق، ومسببها هو الجهل الذي يطابقه العلم، فمتى ما علمت بكنه الشيء اتخذت السبل الصحيحة، وتفاديت الوقوع في الخطر وبالتالي يكون الكفر والظلمة متساويان في المعنى الحسي، وتزول الظلمة بالنور الذي هو في العلم النافع.

الدليل على سبق الجهل على العلم:

قال تعالى:" الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة "

إذن من رحمة الله تعالى علينا ونحن في بطون أمهاتنا أن جعل لجهلنا السابق "لا تعلمون شيئا" أدوات وآلات تمكننا من التغلب عليه فيما بعد ولادتنا وهي السمع والأبصار والأفئدة".

الدليل على أنّ الظلمة سابقة النور:

قال تعالى: " يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه "آية 257 البقرة

قال تعالى:" يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث " آية 29 الزمر

ثلاث ظلمات محسوسات: ظلمة الرحم وظلمة البطن وظلمة المشيمة، وكل هذه الظلمات تسبق خروج الجنين إلى عالم نور المحسوسات.

وفي الحديث: "إنّ الله خلق عباده في ظلمة ثمّ ألقى عليهم من نوره ".

في كتاب بدائع الفوائدلابن قيم الجوزية:" فإن الظلمة سابقة للنور في المحسوس والمعقول، وتقدمها في المحسوس معلوم بالخبر المنقول، وتقدم الظلمة المعقولة معلوم بضرورة العقل.

قال سبحانه: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة)، فالجهل ظلمة معقولة، وهي متقدمة بالزمان على نور العلم، ولذلك قال تعالى: (في ظلمات ثلاث)، فهذه ثلاث محسوسات ظلمة الرحم، وظلمة البطن، وظلمة المشيمة، وثلاث معقولات: وهي عدم الإدراكات الثلاثة المذكورة في الآية المتقدمة، وفي الحديث إن الله خلق عباده في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره "


والله تعالى أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير