تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأورد أكل أموال اليتامى بالباطل معبرًا ــ كذلك ــ عنه بالظلم، قال تعالى: " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرا " [النساء: 10].

والله - تعالى - أعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 09 - 2008, 06:35 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

جزاك الله خيرا على هذا التتبع والاستقراء.

والنوع الثاني من المحور الثاني: فيصل في بيان الفارق بين الخالق الكامل الغني، عز وجل، والمخلوق الناقص الفقير، فإن الظالم لا يظلم إلا لافتقاره إلى ما في يد المظلوم، فلن يأكل مال أخيه ظلما بالربا إلا لافتقاره إليه، ولن يأكل مال اليتيم إلا لذلك، ولن يقتل المظلوم إلا لغرض يفتقر إليه من أخذ ماله، أو للثأر منه ......... إلخ، فهو في كل الأحوال فقير لا يسد فاقته إلا استيلاؤه على ما في يد المظلوم.

أما الباري، عز وجل، فهو الغني عمن سواه، بل كل الخلق مفتقر إليه، فهو الحي، الذي أمد الكائنات بأسباب الحياة، القيوم: الذي أقام خلقه بأسباب حياة الأبدان التي يشترك فيها الإنسان والحيوان والنبات، وحياة الأرواح التي لا يباشر أسبابها إلا المؤمن الذي أسلم قياده لرب العالمين.

وفي التنزيل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ).

فلم يخلقهم ليأنس بهم من وحشة، أو ليستكثر بهم من قلة، أو ليتقوى بهم من ضعف، تعالى وتنزه عن كل نقيصة، وإنما خلقهم ليعبدوه، ففي الآيات نص على علة خلق الكائنات، والنفي في قوله تعالى: (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ)، مؤكد بلازمه: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، فلازم انتفاء حاجته إلى الرزق والطعام، أنه هو الرزاق المطعم لعباده، مصداق قوله تعالى: (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ)، وقد أكد هذا اللازم بـ: "إن" وضمير الفصل: "هو"، واسمية الجملة، وتعريف جزأيها: "الله" و "الرزاق"، والحصر في هذا السياق: حقيقي، فالله، عز وجل، هو الرزاق حقيقة، فلا يملك الخلق رزق بعضهم، وإن كانوا أسبابا في ذلك، فإن السبب لا يعمل إلا بإذن خالقه، جل وعلا، باستيفاء شروطه وانتفاء موانعه، ولو شاء خالقه لأبطله، فهو مفتقر في عمله إلى:

إذن الله، عز وجل، الكوني أولا.

واستيفاء أسباب تعضده، وانتفاء موانع تعطله ثانيا.

والله أعلى وأعلم.

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[07 - 09 - 2008, 07:04 ص]ـ

فتح الله عليك فتوح العالمين العارفين ..

وبورك في وقفاتك الدالة على فكر بلاغي نيّر تبارك الرحمن ..

هذا الموضوع – في الأصل – جزء من دراسة بلاغية موسعة، تناولت جوانبه، وتتبعت تفصيلاته، وتعرضت إلى شيء مما تفضلت به من لمحة بارعة:

والنوع الثاني من المحور الثاني: فيصل في بيان الفارق بين الخالق الكامل الغني، عز وجل، والمخلوق الناقص الفقير، فإن الظالم لا يظلم إلا لافتقاره إلى ما في يد المظلوم، فلن يأكل مال أخيه ظلما بالربا إلا لافتقاره إليه، ولن يأكل مال اليتيم إلا لذلك، ولن يقتل المظلوم إلا لغرض يفتقر إليه من أخذ ماله، أو للثأر منه ......... إلخ، فهو في كل الأحوال فقير لا يسد فاقته إلا استيلاؤه على ما في يد المظلوم.

أما الباري، عز وجل، فهو الغني عمن سواه، بل كل الخلق مفتقر إليه، فهو الحي، الذي أمد الكائنات بأسباب الحياة، القيوم: الذي أقام خلقه بأسباب حياة الأبدان التي يشترك فيها الإنسان والحيوان والنبات، وحياة الأرواح التي لا يباشر أسبابها إلا المؤمن الذي أسلم قياده لرب العالمين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير