جَوَابُهَا
قلت: وهذا لا دلالة فيه من عدة أوجه:
الأول: الجواب المجمل وهو أن الاسم المفرد لا يدل على معنى يحسن السكوت عليه فلا يصح ذكر الله والثناء عليه به فلا يقال: الله، الله فضلًا عن (هو، هو).
الثاني: أنه جاء في رواية {حتى لا يقال لا إله إلا الله} كما في المسند (21/ 332ح13833)،وقال الحافظ في الفتح (13/ 85):" إسناده قوي". والمستدرك (4/ 540ح8512) وقال:" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلت: فتعتبرت رواية" الله الله" مجملة، تبينها رواية" لا إله إلا الله" ولا يخفاك أن الذكر بلا إله إلا الله فقد روى ابن ماجة والترمذي من حديث طلحة بن خراش بن عمر عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله يقول أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله. وكذا روى أبو حاتم ابن حبان والحاكم وابن أبي الدنيا في كتابه الذكر والنسائي في عمل اليوم والليلة.
وفي الموطأ وغيره عن طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: {أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير}.
وفي هذه الآثار –أيضًا-أبلغ رد على من زعم أن الذكر بالاسم المفرد أفضل الذكر.
الثالث: أن اللفظ غير مراد بعينه إنما المعنى:" حتى لا يذكر الله" فاستعير له "حتى لا يقال الله الله". كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي استأذن عليه فقيل له من؟ فقال النبي:" أنا أنا" قيل: كأنه كرهها. فليس المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم مجرد اللفظ:" أنا أنا" إنما المراد التعبير عن كرهه لجواب من قال:"أنا" إذا سئل عند الاستئذان عن نفسه.
الشُّبْهَةُ الرَّابِعَةُ
قول بلال رضي الله عنه عندما كان يعذبه المشركون:" أحد، أحد".
ووجه: أنه ذكر لله بالاسم المفرد.
جَوَابُهَا
قلت: هذا أثر صحيح، أخرجه أحمد في مسنده (6/ 382ح3832) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَصُهَيْبٌ وَبِلَالٌ وَالْمِقْدَادُ فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَّا بِلَالٌ فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ وَأَخَذُوا يَطُوفُونَ بِهِ شِعَابَ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ أَحَدٌ أَحَدٌْْْْ".
وبه في مصنف ابن ابي شيبة (6/ 396ح32333)، وابن ماجه في سننه (1/ 53ح 150)، والحاكم في المستدرك (3/ 320ح5238) قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو البختري عبد اله بن محمد بن شاكر ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله، به.
وأبو نعيم الأصبهاني في الحلية (1/ 149) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا ابن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله، به.
والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 209ح16674) قال:" حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا الحسين بن علي الجعفي ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله، به.
وابن حبان في صحيحه (15/ 558ح7083) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر: عن عبد الله، به.
وقال ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 396ح32334):" حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد ... ثم ساق متن ابن مسعود.
وأخرجه كذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة من كلام مجاهد.
¥