تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمؤلف عفا الله عنه حصر المؤمنين في من يصح أن يقال فيهم أولياء الله تعالى كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ([9]):" وهذا الحديث قد بين فيه أولياء الله المقتصدين أصحاب اليمين والمقربين السابقين"انتهى.

وقال ([10]):" فقد بين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أولياء الله نوعان: المقرَّبون السابقون، والأبرار أصحاب اليمين، هم الذين تقرَّبوا إليه بالنوافل بعد الفرائض"انتهى.

التَّعَقُّبُ السَّادِسُ

ص: 76 قوله (اعلم أخي المسلم ثبتني الله وإياك علي الحق أن التوحيد ينقسم إلي أربعة أقسام وهي:1 – توحيد الربوبية. 2 – توحيد الألوهية. 3 – توحيد الأسماء والصفات. 4 – توحيد المتابعة.) اهـ مع قوله ص: 72 (وشرعاً هو: إفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وحكمه ... انظر مجموع فتاوى ابن باز 1/ 34) انتهى.

قلت: هذا تخليط فإن إدخاله توحيد المتابعة في أقسام التوحيد في نفسه غير منكر بل هو حق، قرر ذلك غير واحد من الأكابر.

ولكن يتعقب من جهة أنه عرف التوحيد الخاص بجناب الله تعالى بقوله (وشرعًا: إفراد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وحكمه) وهذا حق، ثم قسم التوحيد إلى هذه الأربعة ... فهذا يعني أن ذلك التوحيد المقسم هو عين التوحيد المعرف من قبل. وهذا غير صحيح. فإن التوحيد المعرف هو الخاص بالله تعالى أما التوحيد المقسم فمنه ما هو خاص بالله تعالى وهو الثلاثة الأولى، أما الرابع الذي هو توحيد المتابعة فهو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ثم إن عزوه حفظه الله إلى مجموع فتاوى الشيخ ابن باز 1/ 34 خطأ، فالتعريف في 1/ 35، وقد نقل الشيخ بالمعنى من كلام الإمام ابن باز ولم يشر إلى ذلك.

أما كلام الشيخ في تذلك الصفحة فهو:" وهذه الكلمة التي أقولها لكم الآن تتعلق بأنواع التوحيد وأنواع الشرك. والتوحيد: مصدر وحد يوحد توحيدا, يعني: وحد الله أي اعتقده واحدا لا شريك له في ربوبيته, ولا في أسمائه وصفاته, ولا في ألوهيته وعبادته, سبحانه وتعالى. فهو واحد جل وعلا وإن لم يوحده الناس، وإنما سمي إفراد الله بالعبادة توحيدًا؛ لأن العبد باعتقاده ذلك قد وحد الله عز وجل"انتهى

وزاد الشيخ بلا تعليل كملة (حكمه) وعزاها للإمام ابن باز، وابن باز لم يتفوه بها كما نقلنا.

التَّعَقُّبُ السَّابِعُ

ص: 96 قوله (شرك أصغر: وهوكثير مثل الحلف ..... ومنه الرياء والسمعة ... ) انتهى.

قلت: الأضبط أن يقول كيسير الرياء، لأنه يكون من الرياء ما هو شرك أكبر وذلك إذا قصد بأصل عبادته رياء غير الله تعالى.

قال صاحب تيسير العزيز الحميد ([11]):" الثاني الشرك الأصغر كيسير الرياء والتصنع للمخلوق وعدم الإخلاص لله تعالى في العبادة بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطلب الدنيا تارة ولطلب المنزلة والجاه عند الخلق تارة .... "اهـ

وبذا قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في منهاج التأسيس والتقديس في الرد على ابن جرجيس في غير موضع. وكذا شاعر الدعوة سليمان بن سحمان في الضياء الشارق. وهو جادة عبارات أهل العلم وأئمة الدعوة.

وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشية كتاب التوحيد ([12]):" وأما الشرك الأصغر كيسير الرياء، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، ومالي إلا الله وأنت، ونحو ذلك فيطلق عليه الشرك كما في حديث .... "انتهى

وقال الشيخ العثيمين ([13]):" الثانية: أن الرياء من الشرك. لحديث: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، فسئل عنه فقال "الرياء"، وقد سبق بيان أحكامه بالنسبة إلى إبطال العبادة.

الثالثة: أنه من الشرك الأصغر، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عنه فقال: "الرياء"، فسماه شركاً أصغر، وهل يمكن أن يصل إلى الأكبر؟

ظاهر الحديث لا يمكن، لأنه قال: "الشرك الأصغر"، فسئل عنه، فقال: "الرياء".

لكن في عبارات ابن القيم رحمه الله أنه إذا ذكر الشرك الأصغر قال: كيسير الرياء، فهذا يدل على أن كثيره ليس من الأصغر، لكن إن أراد بالكمية، فنعم، لأنه لو كان يرائي في كل عمل لكان مشركاً شركاً أكبر لعدم وجود الإخلاص في عمل يعمله، أما إذا أراد الكيفية، فظاهر الحديث أنه أصغر مطلقاً"انتهى

ويغلب على ظني أن الشيخ الوصابي نقل ذلك من محاضرة الشيخ ابن باز ([14]) وهي التي نقل عنها تعريف التوحيد السابق.

وقوله بأن الرياء مثال للشرك الأصغر مذكور فيها في 1/ 45.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير