·الإمام أحمد كما نقله عنه الخلال في السنة وقال:" باب: (يضع كَنَفَه على عبده، تبارك وتعالى): أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر؛ أنَّ أبا الحارث حدثهم؛ قال: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: ((إنَّ الله يدني العبد يوم القيامة؛ فيضع عليه كَنَفَه؟)) قال: هكذا نقول: يدنيه ويضع كَنَفَه عليه؛ كما قال؛ يقول له: أتعرف ذنب كذا". اهـ (من الصفات الإلهية للسقاف ص. 267).
·ابن المبارك والبخاري كما تقدم.
أبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (3/ 78): ((في الحديث: ((يُدنى المؤمن من ربه عَزَّ وجَلَّ حتى يضع عليه كَنَفَه))؛ أي: يستره، وقيل: يرحمه، وقال الإمام إسماعيل: لم أر أحداً فسَّرَه؛ إلا إن كان معناه: يستره من الخلق، وقيل في رواية: يستره بيده. وكنفا الإنسان: ناحيتاه، ومن الطائر: جناحاه)).
شيخ الإسلام ابن تيمية في نقضه كما ذكر الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري >.
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي >:" اما صفة الكنف فهي من الصفات الذاتية لحديث البخاري " يدنو .... " الحديث نقله أبو عبد الله عن أحمد وأقره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حامد شيخ القاضي أبي يعلي ". انتهي بتصرف
أهل التاويل:
·منهم ابن حجر العسقلاني كما في الفتح 10/ 503: "قوله: (حتى يضع كنفه) بفتح الكاف والنون بعدها فاء: أي جانبه، والكنف أيضاً الستر وهو المراد هنا، والأول مجاز في حق الله تعالى كما يقال: فلان في كنف فلان أي في حمايته وكلاءته .. ".اه
قلت: ليس مجازاً بل منصوص عليه كما قال الخلال: أنبأنا إبراهيم الحربي؛ قال: قوله: ((فيضع عليه كَنَفَه))؛ يقول: ناحيته.
قال إبراهيم: أخبرني أبو نصر عن الأصمعي؛ يقال: نزل في كَنَفِ بني فلان؛ أي: في ناحيتهم)) اهـ>.
التحقيق:
الكنف صفة ذاتية لله تعالي ثابتة بالسنة نجريها علي ظاهرها بمعناها كما فعل السلف فلا غير التصديق والإيمان.
صفة التردد
لغة:
قال ابن منظور كما في لسانه :" تردد وترادّ: تراجع ". اه
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي عندما ذكر حقيقة التردد :" أن يكون الشئ الواحد مراداً من وجه مكروهاً له من وجه ". اهـ
ذكر التردد:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((إن الله قال: من عادى لي وليّاً؛ فقد آذنته بالحرب 000 وما تردَّدت عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت، وأنا أكره مَسَاءَته)). رواه البخاري (6502) واحمد في المسند بمعناه وابن أبي الدنيا (قال ذلك ابن رجب ولم أجده) وأبو نعيم في الحلية (1/ 5).
قال ابن رجب الحنبلي كما في جامع العلوم والحكم >: " هذا الحديث تفرد بإخراجه البخاري دون بقية أصحاب الكتب ...... وزاد في آخره ((وما ترددت ..... )) الحديث.
وهو من غرائب الصحيح تفرد به ابن كرامة عن خالد وليس في مسند أحمد مع أن خالد بن مخلد تكلم فيه احمد وغيره ".اه
المثبتون للتردد:
·قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجموع >:" والتحقيق: أنَّ كلام رسوله حق، وليس أحد أعلم بالله من رسوله، ولا أنصح للأمة منه، ولا أفصح ولا أحسن بياناً منه، فإذا كان كذلك؛ كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس وأجهلهم وأسوئهم أدباً، بل يجب تأديبه وتعزيره، ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة والاعتقادات الفاسدة، ولكن المتردد منا، وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور؛ لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنْزلة ما يوصف به الواحد منا؛ فإن الله ليس كمثله شيء؛ لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ثم هذا باطل؛ فإن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب، وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة، ويكرهه لما فيه من المفسدة، لا لجهل منه بالشيء الواحد الذي يحب من وجه ويكره من وجه؛ كما قيل:
الشَّيْبُ كُرْهٌ وكُرْهٌ أَنْ أفَارِقَهُ
فأعْجَبْ لِشَيْءٍ عَلى البغضاءِ محبوبُُ
ِ
¥