·وشيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجموع (9/ 292_293):" ويراد بنَفْس الشيء ذاته وعينه؛ كما يقال: رأيت زيداً نفسه وعينه، وقد قال تعالى:) تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ (، وقال تعالى:) كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (، وقال تعالى:) وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ (، وفي الحديث الصحيح؛ أنه قال لأم المؤمنين: ((لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزن بما قلتيه لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله مداد كلماته))، وفي الحديث الصحيح الإلهي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ؛ ذكرته في ملأ خير منهم))؛ فهذه المواضع المراد فيها بلفظ النَفْس عند جمهور العلماء: الله نفسه، التي هي ذاته، المتصفة بصفاته، ليس المراد بها ذاتاً منفكة عن الصفات، ولا المراد بها صفة للذات، وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات، كما يظن طائفة أنها الذات المجردة عن الصفات، وكلا القولين خطأ)). اهـ.
·وابن كثير في التفسير لآيات آل عمران والمائدة والأنعام.
·وابن منظور في اللسان (6/ 233) وكذا صاحب المفردات في غريب القرءان (501).
·والشوكاني كما في فيض القدير (1/ 368) حيث قال:" قال الزجاج معناه ويحذركم الله إياه ".اهـ
·وصديق حسن خان في التفسير كما تقدم.
·والقاسمي في التفسير حيث قال:"وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ (أي: ذاته المقدسة ".اهـ
·والعثيمين في شرحه علي الواسطية كما تقدم.
·والغنيمان في شرحه علي كتاب التوحيد من الصحيح (1/ 249): ((المراد بالنَّفْسِ في هذا: اللهَ تعالى، المتصف بصفاته، ولا يقصد بذلك ذاتاً منفكة عن الصفات، كما لا يراد به صفة الذات كما قاله بعض الناس)).اهـ
التحقيق:
النفس هي ذات الله المتصفة وليس صفة من صفاته ولا الذات المجردة لعدم الدليل عليه والله أعلم.
صفة الهرولة
لغة:
جاء في المعجم الوسيط (2/ 982):" هرول: أسرع بين العدو والمشي ويقال:هرول السراب ".اهـ
ذكر الهرولة:
لم تذكر في كتاب الله تعالي ولكن جاء ذكرها في السنة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري (7405و7536) ومسلم (2675): ((000 وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَةً)).
المثبتون للهرولة:
·قال أبو إسماعيل الهروي في ((الأربعون في دلائل التوحيد)) (ص79): ((باب الهَرْوَلَةِ لله عزَّ وجلَّ)).
·وأبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (2/ 684) بعد أن أورد حديث أبي هريرة: ((قوله: هَرْوَلَة)): مشيٌ سريع)) اهـ
·وأبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (3/ 96) في الحديث عن الله تبارك وتعالى: ((من أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهي مشي سريع، بين المشي والعدو)) اهـ.
·واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كما في الفتوى (رقم 6932) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/ 142) ما يلي:
((س: هل لله صفة الهَرْوَلَة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه 000 وبعد:
ج: نعم؛ صفة الهَرْوَلَة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به، قال تعالى: ((إذا تقرب إليَّ العبد شبراً؛ تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً؛ تقربت منه باعاً، وإذا أتاني ماشياً؛ أتيته هَرْوَلَة)).رواه: البخاري، ومسلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)).
وقد وقع على هذه الفتوى كلٌ من المشايخ: عبد العزيز بن باز، عبدالرازق عفيفي، عبد الله بن غديان، عبد الله بن قعود.
·والشيخ العثيمين في ((الجواب المختار لهداية المحتار)) (ص 24) قوله: ((صفة الهَرْوَلَة ثابتة لله تعالى؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي به 000 (فذكر الحديث، وفيه:) وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهذه الهَرْوَلَةُ صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل؛ لأنه أخبر بها عن نفسه، فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأنَّ التكييف قول على الله بغير علم، وهو حرام، وبدون تمثيل؛ لأنَّ الله
¥