أما كلمة الحد فقد أطلقها ابن المبارك رحمه الله ردًا على الجهمية القائلين بأن الله ليس بائنًا عن خلقه ولا فوق عرشه الذي هو فوق سمواته إنما هو في كل مكان بذاته، والحد ما يتميز به الشيء عن غيره، وقال الدارمي بأن له حدين عرشه حد وسمواته حد على هذا المعنى وعرشه فوق سمواته، وفي نصوص أحمد نفي الحد على غير هذا المعنى ولذا افترق أصحاب أحمد فمنهم من نفاه ومنهم من أثبته، ولم يخالف أحد في نفي الحد الذي هو في كلام ابن المبارك والدارمي وغيرهم، وإنما عنى أحمد بنفي الحد نفي حقيقة إدراكه من قبل الخلق فلله حد لا يدركه الخلق لأنهم لا يحيطون بعلم حقيقة ذلك.
وأما أن يكون الله تعالى لا نهاية له من سائر الجهات المخلوقة وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل وأن ذات فلكية محيطة بالخلق فللشيخ رسالة في نفي ذلك التصور (جامع الرسائل- عزيز شمس: 183 - 193).
وأما المماسة فذكر فيها ابن تيمية خلافًا لأصحاب أحمد وغيره، ثم قال:" ولكن نذكر جوابًا عامًا فنقول كونه فوق العرش ثبت بالشرع المتواتر وإجماع سلف الأمة مع دلالة العقل ضرورة ونظرًا أنه خارج العالم فلا يخلو مع ذلك إما أن يلزم أن يكون مماسًا أو مباينًا أو لا يلزم فإن لزم أحدهما كان ذلك لازمًا للحق ولازم الحق حق وليس في مماسته للعرش ونحوه محذور كما في مماسته لكل مخلوق من النجاسات والشياطين وغير ذلك فإن تنزيهه عن ذلك إنما أثبتناه لوجوب بعد هذه الأشياء وكونها ملعونة مطرودة لم نثبته لاستحالة المماسة عليه وتلك الأدلة منتفية في مماسته للعرش ونحوه كما روي في مس آدم وغيره وهذا جواب جمهور أهل الحديث وكثير من أهل الكلام وإن لم يلزم من كونه فوق العرش أن يكون مماسًا أو مباينًا فقد اندفع السؤال فهذا الجواب هنا قاطع من غير حاجة إلى تغيير القول الصحيح في هذا المقام وبين من قال إنه فوق العرش ليس بمباين كما يقوله من الكلابية والأشعرية من يقول ومن اتبعهم من أهل الفقه والحديث والتصوف والحنبلية وغيرهم إن كان قولهم حقًا فلا كلام وإن كان باطلاً فليس ظهور بطلانه موجود قائم بنفسه مع وجود قائم بنفسه إنه فيه ليس بمماس ولا مباين له وأنه ليس هو فيه ولا هو خارجا عنه"انتهى من بيان التلبيس.
وأما مسألة الثقل فقد أثبتها القاضي أبو يعلى وأرجعها إلى الذات وأن العرش يثقل بسببها ونفى أن تكون متجددة كانت بعد أن لم تكن، ولم أجد في إرجاع الثقل إلى الله للشيخ ابن تيمية شيئًا، مع أنه مع مقر بأن العرش أعظم المخلوقات وزنًا يتأول في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وزنة عرشه).
الاستقامة1/ 214.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 09:08 ص]ـ
صِفَةُ السَّمْعِ وَصِفَةُ البَصَرِ
= الكرامية=
نسب الشهرستاني إلي بعضهم القول بأن السمع والبصر تفسيرها القدرة على التسمع والتبصر.
= ابن تيمية=
يفرق ابن تيمية بين السمع والبصر وبين القدرة.
أَجْنَاسُ القُدْرَةِ
= الكرامية=
قال الشهرستاني:" وقال بعضهم أيضًا: تتعدد القدرة بعدد أجناس المحدثات، وأكثرهم على أنها تتعدد بعدد أجناس الحوادث التي تحدث في ذاته من:- الكاف، والنون، والإرادة، والتسمع، والتبصر، وهي خمسة أجناس"اهـ
= ابن تيمية=
ولم أقف على مناقشة ابن تيمية لذلك القول، واعتقد أنه يضعف ذلك جدًا ويرفضه أصلًا.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 09:13 ص]ـ
حَوَادِثُ لَا أَوْلَ لَهَا
= الكرامية=
ينفون تسلسل الحوادث في الماضي شأنهم شأن الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والشيعة وغيرهم. (منهاج السنة النبوية 1/ 176).
ويستحيل على الكرامية إثبات حوادث لا أول لها لأن مقوم إثبات ذلك مفقود عندهم لأنهم يجوزون حدوث نوع الصفة بعد أن لم تكن، كالكلام ونحوه.
ومن يثبت حوادث لا أول لها يعتقد أن صفات الله الفعلية قديمة النوع حادثة الآحاد لا كما تقول الكرامية بأنها حادثة النوع!
= ابن تيمية=
يثبته على نحو مبسوط في كتبه مثل: الصفدية، ومنهاج السنة النبوية ودرء التعارض ومواضع من مجموع فتاويه.
وكذلك كتاب (قدم العالم وتسلسل الحوادث بين شيخ الإسلام ابن تيمية والفلاسفة).
وحاصل قوله:اعتقاد قدم نوع أفعال الله تعالى لأن الفعل من لوازم الحياة فمن كان فعالًا فهو حي والعرب تعرف الحي من الميت بالفعل ولذا قال البخاري في خلق الأفعال (ص:107):" ولقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق وأن العرب لا تعرف الحى من الميت إلا بالفعل، فمن كان له فعل فهو حى ومن لم يكن له فعل فهو ميت، وأن أفعال العباد مخلوقة، فضيق عليه حتى مضى لسبيله، وتوجع أهل العلم لما نزل به.
وفي اتفاق المسلمين دليل على أن نعيماً ومن نحا نحوه ليس بمفارق ولا مبتدع، بل البدع والرئيس بالجهل بغيرهم أولى، إذ يفتون بالآراء المختلفة، مما لم يأذن به الله"اهـ
وقال الدارمي أبو سعيد:" وأما دعواك أن تفسير القيوم الذي لا يزول من مكانه ولا يتحرك فلا يقبل منك هذا التفسير إلا بأثر صحيح مأثور عن رسول الله أو عن بعض أصحابه أو التابعين لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء ويتحرك إذا شاء ويهبط ويرتفع إذا شاء ويقبض ويبسط ويقوم ويجلس إذا شاء لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك كل حي متحرك لا محالة وكل ميت غير متحرك لا محالة"اهـ (نقض الدارمي1/ 215).
والقول بأن الله لم يكن متكلمًا ثم تكلم أو لم يكن فاعلًا ثم فعل تعطيل لله عن كماله المقدس وتخصيص لابتداء فعل بلا مخصص، ولوازمه أمور كثيرة مبسوطة في موضعها.
¥