قلنا ما دام انه صح عندك ان الله يخلق ما يشاء في وقت ويؤخر ما يشاء الى وقت.
فما الذي يمنع ان يؤخر كل الخلق الى وقت يشاءه سبحانه وتعالى.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:25 ص]ـ
فان قال تاخيره الى وقت يلزم منه تعطيل الله عن الخلق.
قيل له وتاخير البعض على قولك يلزم منه تعطيل الله عز وجل عن البعض الذي اخره وانه كان ممتنعا عليه.
فان قال لا يلزم من تاخير البعض التعطيل
قلنا لا يلزم من تاخير الكل التعطيل والله اعلم.
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:32 ص]ـ
1/ عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الأمر قال كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها.
2/ عن طارق بن شهاب قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.
ذكرهما البخاري في كتاب بدء الخلق
من يستدل بهذين الحديثين على أن المخلوقات لها أول بمعنى أن الله تعالى لم يكن يخلق في الأزل ثم خلق.
أقول لا دلالة في الحديثين على هذا المعنى بيان ذلك:
أما حديث عمران:
الجملتان (كان الله ولم يكن شيء غيره) والأخرى (كان عرشه على الماء) كيف يستقيم إذا كان المقصود كما تقول أنت بأنه لم يكن شيء غيره (أو معه) معناه: ليس هناك أي مخلوقات، أقول كيف يستقيم هذا مع عطفه على هذه الجملة (بحرف الواو التي لا تقتضي الترتيب) بأن عرشه على الماء.
وهذا بمنزلة قولك: كنت في البيت ولم يكن هناك غيري، وكان الخادم في غرفة الطعام.
في هذا المثال لا يمكن أن يكون معناه صحيحا إلا إذا كان مقصودك بـ (غيري) تعني به غيري من أهلي ونحو ذلك، لأنك في الحال التي تخبر بها بأنه ليس في البيت غيرك تخبر بأن الخادم كان في البيت.
أقول هذا لتعلم توجيه لفظ (غيره) في الحديث (كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء) فإن معناه ولم يكن شيء غيره من هذا العالم (السموات والأرض) الذي سأل عنه أهل اليمن. وإلا من رجح لفظ (ولم يكن شيء قبله) لا يحتاج إلى هذا التوجيه وهو معنى قوله أنت الأول فليس قبلك شيء.
فإن قيل بل سألوه عن أول المخلوقات مطلقا، يقال له إن كان الأمر كما تقول فليس في الحديث جواب لهم عما سألوه عنه، لأنه لم يذكر فيه ما هو أول المخلوقات مطلقا.
ومما يدل على هذا إيراد البخاري قبل حديث عمران هذا لفظا آخر عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: جاء نفر من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يا بني تميم أبشروا). قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاءه أهل اليمن فقال (يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا قبلنا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بدء الخلق والعرش فجاء رجل فقال يا عمران راحلتك تفلتت ليتني لم أقم.
قال الحافظ ابن حجر: قوله فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم يحدث بدء الخلق والعرش أي عن بدء الخلق وعن حال العرش وكأنه ضمن يحدث معنى يذكر وكأنهم سألوا عن أحوال هذا العالم وهو الظاهر ويحتمل أن يكونوا سألوا عن أول جنس المخلوقات فعلى الأول يقتضي السياق أنه أخبر أن أول شيء خلق منه السماوات والأرض وعلى الثاني يقتضي أن العرش والماء تقدم خلقهما قبل ذلك ووقع في قصة نافع بن زيد نسألك عن أول هذا الأمر. انتهى.
أي أنه لما عطف (العرش) على (بدء الخلق) علمنا أنه لم يُرِد بقوله (بدء الخلق) أي الخلق مطلقا، ولهذا استظهر الحافظ أن سؤال أهل اليمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان عن هذا العالم.
وأيضا لو كان سؤالهم عن أول المخلوقات مطلقا لما عدل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن أن يجيبهم بقوله: (إن أول ما خلق الله القلم) عند من يرى أن هذا الحديث يدل على أن أول المخلوقات هو القلم.
وعلى هذا يكون قول عمر هنا (بدء الخلق) معناه كمعنى قول عمران هنا (بدء الخلق والعرش)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 08:25 ص]ـ
ليس كذلك، والإمام أحمد قال لكامًا في مقام المناظرة والتعقب، وللمناظرة أحكام ليست كأحكام التقرير والتأصيل ....
ولذا نجد في الرد على بشر المريسي للدارمي كلامًا لا ينبغي إطلاقه أحوجته إليه المناظرة ليس غير.
الحمد لله وحده ...
تنبيه:
كلام الإمام أحمد في هذا الموضع موافق موالف لما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية لم يتعارض معه قط.
فليست الحجة جدلية في مقام المناظرة.
¥