ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 03 - 10, 04:21 ص]ـ
الأخ محمد: ما تقول فى قول شيخ الإسلام ابن القيم: " وهكذا باب التوحيد وإثبات الصفات فإن في الفطرة الإقرار بالكمال المطلق الذي لا نقص فيه للخالق سبحانه ولكن معرفة هذا الكمال على التفصيل مما يتوقف على الرسل وكذلك تنزيهه عن النقائص والعيوب هو أمر مستقر في فطر الخلائق خلافا لمن قال من المتكلمين أنه لم يقم دليل عقلي على تنزيهه عن النقائص وإنما علم بالإجماع ... "؟!
معنى التفصيل في كلام ابن القيم - و الله أعلم -: أن يستقل العقل بإدراك كل صفة من صفاته تعالى، وهو لا ينافي إدراك العقل لبعض الصفات.
قال ابن القيم في خطبة الصواعق المرسلة: " لا حياةَ للقُلُوب ولا نعيمَ ولا لذَّةَ ولا سُرورَ ولا أمانَ ولا طمأنينَةَ إلا بأن تعرفَ ربَّهَا ومعبُودَهَا وفاطِرَهَا بأسمائِهِ وصفَاتِهِ وأفعالِهِ ويكونَ أحبَّ إليها ممَّا سِوَاهُ، ويكونَ سعيُها في ما يُقرِّبُها إليهِ ويُدنِيها من مرضاتِه، ومن المحال أن تستقلَّ العُقُول البشريَّةُ بمعرفةِ ذلك وإدراكِه على التَّفصيلِ، فاقتضت رحمةُ العزيزِ الرَّحيمِ أن بعثَ الرُّسُل به مُعرِّفينَ وإليه داعينَ ولمن أجابَهُم مُبشِّرينَ ولمن خالفهم مُنذِرين "
ولا يناقض كلامه كلام شيخ الإسلام بل قد نص عليه هو أيضاً: "مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ تَفَاصِيلِ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَمَرَتْ بِهِ مِنْ تَفَاصِيلِ الشَّرَائِعِ لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ، كَمَا أَنَّ مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ تَفْصِيلِ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَعْلَمُونَ بِعُقُولِهِمْ جُمَلَ ذَلِكَ.
وَهَذَا التَّفْصِيلُ الَّذِي يَحْصُلُ بِهِ الْإِيمَانُ وَجَاءَ بِهِ الْكِتَابُ هُوَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ? وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ?، وقَوْله تَعَالَى: ? قُلْ إنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إلَيَّ رَبِّي إنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ?، وقَوْله تَعَالَى: ? قُلْ إنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ? " مجموع الفتاوى (3/ 115)
ولعلني أكتب شيئاً في هذه المسألة في موضوع مستقل ..
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[05 - 03 - 10, 06:02 م]ـ
أحسنت، فهكذا دار الأمر فى خلدى أول ما رأيته.
فما يقول أبو قتادة؟ هل تبينت المسألة أم عنده بعض إشكال؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[05 - 03 - 10, 11:01 م]ـ
الأخ أبو قتادة، ما تقول فى قول شيخ الإسلام: " والمقصود هنا أن ثبوت الكمال له ونفى النقائص عنه مما يعلم بالعقل.
وزعمت طائفة من أهل الكلام كأبي المعالي والرازي والآمدى وغيرهم أن ذلك لا يعلم إلا بالسمع الذي هو الإجماع وأن نفى الآفات والنقائص عنه لم يعلم إلا بالإجماع وجعلوا الطريق التي بها نفوا عنه ما نفوه إنما هو نفى مسمى الجسم ونحو ذلك وخالفوا ما كان عليه شيوخ متكلمة الصفاتية كالأشعرى والقاضي وأبى بكر وأبى إسحاق ومن قبلهم من السلف والأئمة في إثبات السمع والبصر والكلام له بالأدلة العقلية وتنزيهه عن النقائص بالأدلة العقلية.
مجموعة الرسائل والمسائل (2
197) "؟!
ثبوت النقص وآحاد النقص يعلم بالعقل ولا يضاف إلى الله تعالى.
وثبوت جنس الكمال يثبت بالعقل ويعلم ولكنه لا يضاف إلى الله تعالى إلا بعد ورود النص بذلك، لأنك في باب الصفات متعبد باتباع النصوص الشرعية.
مثال للتوضيح:
المسع والبصر من صفات الكمال المعروفة عقلا وهي ثابتة بالعقل أنها كمال، لا نتعبد الله بإضافتها إليه إلا بعد ورود النص لأن باب الصفات توقيفي.
فماذا إذا لم يات النص؟
ج/ نثبت لله نوع الكمال الذي يندرج تحته كل آحاد الكمال، ولا نتكلف إثبات هذين الكمالين مفردين جازمين بأنهما ثابتان لله ما دام لله لم يثبتهما لنفسه.
فلا نشتط في اتباع العقل بغض النظر عن النقل، ولا نهمل العقل بل عندنا العقل تابع للنقل.
والله أعلم.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[05 - 03 - 10, 11:03 م]ـ
أحسنت، فهكذا دار الأمر فى خلدى أول ما رأيته.
فما يقول أبو قتادة؟ هل تبينت المسألة أم عنده بعض إشكال؟
راجع كلامي في المشاركة السابقة.
العقل مستقل بإدراك أن الشيء المعين كمال، ولكنه غير مستقل في إضافة ذلك إلى الله تعالى إلا بعد ورود النص.
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 03 - 10, 11:06 م]ـ
ولا نتكلف إثبات هذين الكمالين مفردين جازمين بأنهما ثابتان لله ما دام لله لم يثبتهما لنفسه
هل الدليل العقلي على إثبات هاتين الصفتين دليل قطعي يقيني أم ظني؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[06 - 03 - 10, 10:17 م]ـ
دليل ظني.
¥