وهذا تخليط فأنت لا تنفي مجيء الشرع وإنما تنفي إمكان مجيء الشرع وأستحي أن أشرح الفرق بينهما لمن يزعم أنه درس الفلسفة وما دمت تنفي إمكان مجيء الشرع بأن الله فقير فأنت تقول إن الله بالعقل وحده ليس بفقير وهذا وصف لله بصفة سلبية أنه ليس بفقير،هل العقل يمكن أن يدرك اتصاف الله بكمال ضدها،نعم بلا نزاع قد لا يدرك العقل بما يعبر عن كمال الضد هذا وقد يختار له لفظاً غير ما سيأتي به الشرع ولكنه سيدرك كمال الضد ما دمت قد سلمت معنا أن العقل يدرك أن الله متصف بالكمال فما دام أدرك أن الله ليس بفقير وأن الله متصف بالكمال فسيدرك مجملاً أن الله متصف بكمال ضد هذه الصفة وهو المطلوب إثباته ..
والحمد لله وحده ..
وسؤالك عن صفة واحدة أثبتها السلف اعتماداً على العقل وحده = يدل على عدم تصور هذا المبحث عند أهل السنة وقد شرحته لك من قبل ولا بأس من إعادته فالقص واللصق من كلامي سهل ..
قلتُ:
كما أن الدخول في مسألة منهج أهل السنة في إثبات الصفات بالنقل يدل على خلل في تصور المسألة محل البحث؛فأصل هذا البحث لما أقامه أهل السنة وقدروا ثبوت الصفات بالعقل إجمالاً كان مع من يُنحون الشرع عن باب إثبات الصفات ويحصرون طريق إثباتها في العقل أصالة ثم يحصرون ما يثبته العقل في صفات معينة، فدخل معهم أهل السنة مقررين أن العقل يثبت الصفات إجمالاً وأن مما يثبته العقل ما تزعمون أنتم أن العقل لا يثبته كالغضب والرضى، فأهل السنة لا يزعمون هنا أن الغضب والرضى لم يأت في النقل ولا يقال لهم لا نثبت الصفات بالعقل ولا حاجة لنا لإثبات الغضب والرضى بالعقل لأنهما ثبتا في النقل ولا يقال لهم أين الصفة التي ثبتت بالعقل وحده فهذا جهل وغلط في تصور المسائل؛ لأن المراد هنا البحث مع من يُنحي النقل ويجعل دليل الإثبات هو العقل فيستدل له أهل السنة بالعقل ويقولون إن العقل لا يمنع إثبات هذه الصفات؛لأنه قد يدركها مجملة بناء على قاعدة إثبات الكمال المطلق من كل وجه لله بالعقل وأننا لو قدرنا من له هذه الصفة المعينة ومن ليست له فمن كانت له فهو أكمل = فتثبت الصفة لله؛لأن له الأكمل، فالبحث هنا تقديري إلزامي اتفق الطرفان فيه على غض البصر عن وجود الصفة في النقل من عدمه مؤقتاً؛لكي يثبت أهل السنة أن العقل يثبت هذه الصفات مجملة ويحتاج في تفصيلها وبيان أحكامها ومتعلقاتها والألفاظ التي يعبر بها عنها لوحي يأتي به نبي .. فأهل السنة يقولون لهم: في حال رجعتم للعقل وحده فبعض ما تنفونه يمكن إثباته بالعقل، وفي حال سلمتم لنا بوجوب الرجوع للاثنين معاً = انتهت الشبهة ..
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[13 - 03 - 10, 02:45 ص]ـ
يا أخ وليد ..
"لا يدرك"، ولّا "لا يثبت"، ولّا "غير مكلف بأن يثبت"، ولّا "غير مكلف بأن يتعبد"، ولّا "غير مكلف بالتفكير في أن يثبت"، ولّا أيه بالظبط؟!! ..
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[13 - 03 - 10, 08:04 ص]ـ
الأخ الكريم أبو فهر
ما ألزمت به الأخ أبا قتادة قد قال به سابقاً وهو يقر به أصلا
ثم إن دور العقل في مسألة الصفات هو أنه يدرك أحيانًا وجه كون هذا الوصف المعين كمالا فما كان هذا صفته من الصفات كان صفة عقلية وما لم يكن كذلك فهو خبري محض.
والصفات جميعها عقلية كانت أو خبرية تثبت بالشرع وحده، والعقل يدرك وجه طون بعضالصفات كمالا ولا يدرك وجه كون بعض الصفات كذلك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 05:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم صالح ..
الأخ وليد ظاهر عباراته التناقض والاضطراب وعدم تصور محل البحث؛ ولذلك نقرره لنمسك به على جهة واحدة من غير روغان ..
وعبارته التي اقتبستها ليس فيها إقراره أن هذا قبل الشرع وأنه هذا يكون على جهة الوصف .. وفي البداية كانت مشكلته أن العقل لا يدرك إلا جنس الكمال لا أفراده ثم تطور إلى أنه يدرك بعض أفراد الكمال ولكن لم يتعبد بنسبتها، ثم تطور فصارت إضافة هذه الأفراد ونسبتها ليست إضافة وصف، وكل ذلك من بنات أفكاره المخلطة فحسب ..
فهو الآن يقول إن العقل يمكن أن يدرك أن الله ليس بفقير قبل مجيء الشرع ..
قلنا الحمد لله هذا هو قولنا واتفقنا ..
فعاد فقال .. لا. هذه ليست نسبة وصف ..
أمال نسبة إيه بس يا رجل ..
فعدنا فسألناه ..
هل يمكن أن يدرك العقل قبل مجيء الشرع أن الله موجود أو خالق أو عالم أو قادر ..
وهل هذه إضافة وصف ..
فإن لم تكن فما هي؟
أخي الكريم صالح بن عمير .. هذا الذي يفعله الأخ وليد تخليط عجيب جداً وعدم تصور لأبجديات هذا البحث عند أهل السنة ..
وليس بنا قصد لمجرد تخطئته وإنما قصدنا بيان وجه الحق عند أهل السنة وسيرتهم في بحث هذا الباب ودافعهم إليه وحماية جناب ذلك من التخليط ..
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 05:56 م]ـ
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية في التدمرية /
.... وليس المقصود هنا استيفاء ما يثبت له ولا ما ينزه عنه واستيفاء طرق ذلك لان هذا مبسوط في غير هذا الموضع وانما المقصود هنا التنبيه على جوامع ذلك وطرقه وما سكت عنه السمع نفيا واثباتا ولم يكن في العقل ما يثبته ولا ينفيه سكتنا عنه فلا نثبته ولا ننفيه فنثبت ما علمنا ثبوته وننفي ما علمنا نفيه ونسكت عما لا نعلم نفيه ولا اثباته والله اعلم.
¥