ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[14 - 03 - 10, 04:24 م]ـ
الاشاعرة يعدون من الصفاتية في باب الاسماء والصفات لاثباتهم الصفات السبع المعروفة.
واثباتهم لها اثبات عقلي كما هو معلوم.
فكيف نقر بانهم اثبتوا بعض الصفات اذا كان العقل لا تثبت به الصفات مطلقا.
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[14 - 03 - 10, 08:17 م]ـ
هذا على أساس أني أقول أنه ما دام لم يُكلف بوحي فهو مخير بين إثباتها ونفيها ..
أخي الكريم
ألا يُعد التخيير من التكليف؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 08:42 م]ـ
بالضبط ..
فإذا كانت المسألة في تقدير إمكان إثبات العقل قبل مجيء الوحي فلا محل أصلاً للتكلم عن معاني الإيجاب والندب والكراهة والتخيير .. كل هذه المعاني الشرعية التي تُستمد من الوحي لا محل لإثباتها أو نفيها هنا؛لعدم الوحي ..
وبالتالي فعبارتي: ((هذا على أساس .. )) هي تعجب من هذا الذي فهمه من كلامي وليد؛فقد فهم أني مادمتُ أقول لا يُتعبد بإثباتها قبل الوحي = أني أقول: إنه مخير بين الإثبات والنفي، وهذا خطل في الفهم؛لأنه كما أنه لا محل للكلام عن التعبد قبل الوحي فلا محل للكلام عن التخيير قبل الوحي .. فالوحي هو الذي يدل على التعبد بالإثبات وهو الذي يدل على أن هذا مباح مخير فيه، ومع عدم الوحي فلا محل لهذه الأحكام الشرعية ..
محل البحث واضح: هل يمكن أن يدرك العقل قبل مجيء الوحي ويعتقد أن الله موجود خالق عالم قادر كلها أو بعضاً منها؟
أما ما هي الألفاظ التي سيعبر بها عن هذه المعاني وما مدى إدراكه السليم لباقي تفاصيل أحكام ومتعلقات هذه الصفات = فكل هذا ليس له محل هاهنا ..
مثال تقريبي:
هل يدرك العقل أن الصدق في الجملة حسن ممدوح وكذا كثير من أفراد الصدق؟
الجواب: لا نزاع بين أهل السنة في هذا ..
هل يدرك العقل أن الكذب في الجملة قبيح مذموم وكذا كثير من أفراد الكذب؟
الجواب: لا نزاع بين أهل السنة في هذا ..
هل يأثم الكاذب ويعاقب ويحرم عليه الكذب بمجرد هذا الإدراك ..
الجواب: لا ولا خلاف بين أهل السنة في ذلك ..
هل معنى نفينا للعقاب والإثم والتكليف بحرمة الكذب = أنه مخير في أن يصدق أو يكذب؟
الجواب: لا. ولا يقول بهذا من يفهم ..
فما حكمه إن كذب إذاً؟
حكمه من الأحكام الشرعية ولا حكم شرعي قبل الوحي.
فهل يذم إن كذب؟
الجواب: نعم.
فهل يتعلق بهذا الذم حكم شرعي أو عقاب؟
الجواب: لا فلا حكم شرعي قبل الوحي.
=====
فالعقل يدرك أحكاماً ونسباً كثيرة،ولولاها لما أقيمت عليه الحجة بالنبوة، ولما احتج الله سبحانه على الكفار بالحجج العقلية في القرآن، ومحل بحثنا:
أن العقل يُمكن أن يُدرك أحكاماً ونسباً لله سبحانه،ويُدرك بالفعل أشياء يصيب فيها ويأتي الوحي بتصديقها، ولكن لا تكون إدراكاته تامة على التفصيل بالألفاظ والأحكام والمتعلقات إلا بوحي ..
ونافي هذا القدر عليه أن يُجيب على الأسئلة السابقة ..
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[14 - 03 - 10, 09:42 م]ـ
مسألة التحسين والتقبيح العقليين يقر بها أهل السنة والجماعة وموقفهم وسط بين
الاشاعرة النافون لها الذين يقولون أنه يجوز على الله أي ممكن ولا يقبح منه شيء أصلا
والمعتزلة وأصحاب أبي حنيفة الذين قالوا انها صفات ذاتية للفعل والشرع مجرد كاشف لها وجوزوا التعذيب على ذلك
وقول أهل الحق ان الحسن والقبح يدركان بالعقل ولكن لايتوقف عليهما ثواب ولا عقاب الا بالشرع
وتطرد هذه القاعدة كذلك في الصفات فننزه عن النقص و نصفه بصفات الكمال
ـ[مالك مناع]ــــــــ[15 - 03 - 10, 09:17 ص]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: " إن العقل لا مدخل له قي باب الأسماء والصفات: لأن مدار إثبات الأسماء والصفات أو نفيها على السمع؛ فعقولنا لا تحكم على الله أبداً؛ فالمدار إذاً على السمع؛ خلافاً للأشعرية والمعتزلة والجهمية وغيرهم من أهل التعطيل، الذين جعلوا المدار في إثبات الصفات أو نفيها على العقل، فقالوا: ما اقتضى العقل إثباته، أثبتناه، سواء أثبت الله لنفسه أو لا! وما اقتضى نفيه؛ نفيناه، وإن أثبته الله! ما لا يقتضي العقل إثباته ولا نفيه؛ فأكثرهم نفاة، وقال: إن دلالة العقل إيجابية؛ فإن أوجب الصفة؛ أثبتناها، وإن لم يوجبها؛ نفيناها! ومنهم من توقف فيه، فلا يثبتها لأن العقل لا يثبتها لكن لا ينكرها؛ لأن العقل لا ينفيها، ويقول: نتوقف!
¥