تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 05:48 م]ـ

هنا توضيح آخر ..

وهو أن الصوت المسموع ورد أن سماعه للملائكة فقط كما نص الحديث ..

وورد تشبيه سماعهم له كسماع صوت السلسلة على الصفوان ..

ولا شك أن صوت السلسلة على الصفوان مخلوق .. وصوت الباري ليس بمخلوق لأنه صفة من صفات الحق.

والملائكة بلا شك لهم قدرات أعلى من بني آدم .. ومع ذلك فصوت هذه السلسلة الذي هو مثل (عند الملائكة) لصوت كلام الله تعالى بالوحي وقد أزعج الملائكة جدا وأخافهم كما في قوله (فزع عن قلوبهم) ومع ذلك لم يعرفوا كنه كلام الحق تبارك وتعالى ..

فأفاد أن تشبيه السلسلة بصوت الحق إنما هو تشبيه سماع الملائكة من حيث القوة التي لا يستطيع تحملها من هم أشد خلق الله تعالى ..

فنفهم من هذا بوضوح: أن صوت السلسلة على الصفوان مُثَّل به على ما سمعته الملائكة من أثر عِظًم وقوة صوت الباري بالوحي .. والذي لم تحتمله الملائكة ولم تعرف كنهه، واحتمله جبريل عليه السلام إذ إن هذا من مهامه وهي أنه (رسول كريم - ذي قوة - عند ذي العرش - مكين) ولذلك عرفه جبريل ولم تتحمله الملائكة ..

فالحديث فيه:

- إثبات الصوت للباري.

- بيان واضح لعظمة وقوة صوت الباري بالوحي.

- ضعف الملائكة عن فهمه وسماعه على وجهه.

- معرفة جبريل بالوحي إذ إنه رسول مبلغ عن رب العالمين.

- سماع الملائكة لصوت الباري بالوحي يشبه عندهم في القوة والعظم صوت السلسلة على الصفوان ..

- وليس بالضرورة أن يكون صوت السلسلة على الصفوان هو عين صوت الباري بالوحي إذ إنه تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.

- أن وجه المشابهة من حيث سماع الملائكة وعدم تمييزهم لحقيقة صوت الباري بالوحي.

والنتيجة: نفي تشبيه صوت الباري بصوت السلسلة على الصفوان.

ومن أمثلة هذا: حديث الرؤية في الإسراء وقوله صلى الله عليه وسلم " نور أنى أراه " و " رأيت نورا ".

فإثبات النور لا يعني أن الله ذاته هو النور الذي رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

وإنما هذا النور هو حجاب الباري كما في روايات أخرى ..

قال ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية (1/ 3):

سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللهّ تعالى يقول: معناه كان ثَمَّ نور وحال دون رؤيته نور، فأنى أراه ....

قال: ويدل عليه أن في بعض الألفاظ الصحيحة: هل رأيت ربك؟ فقال: رأيت نوراً ..

ويدل على صحة ما قال شيخنا في معنى حديث أبي ذر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: حجابه النور، فهذا النور هو والله أعلم: النور المذكور في حديث أبي ذر رضي اللّه عنه: رأيت نوراً. الخ من ابن القيم.

وفي تفسير قوله تعالى " مَثَلُ نُورهِ كَمِشْكاة فيهَا مِصْباحٌ " قال أيضا:

الصحيح أنه يعود على الله سبحانه وتعالى، والمعنى: مثل نور اللّه سبحانه وتعالى في قلب عبده. الخ

فلم يضطرب أحد من السلف في أن هناك تشبيه بين قوله (مثل نوره) وبين نور الله الذي هو صفة من صفاته مع أن (النور) اسم من أسمائه تبارك وتعالى ..

فكذلك ها هنا لا يستلزم التشبيه بين ما سمعته الملائكة من صوت السلسلة على الصفوان بأنه صوت الحق تبارك وتعالى ..

والله أعلم .. وأستغفر الله من الخطأ والزلل ..

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا والقول على الله بلا علم ..

أستغفر الله أستغفر الله استغفر الله.

ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 08:06 م]ـ

بارك الله فيك اخي الكريم

- فأفاد أن تشبيه السلسلة بصوت الحق إنما هو تشبيه سماع الملائكة من حيث القوة التي لا يستطيع تحملها من هم أشد خلق الله تعالى .. -

هل يفهم من هذا ان التشبيه وقع من حيث قوة الصوت.

مع العلم ان الاخت الفاضلة اشارت الى هذا في المشاركة التي هي برقم 17

شكرا بارك الله فيكم.

ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 12:45 ص]ـ

لم أقل هذا تعيينا ..

وإنما قلت: من حيث القوة .. وهذا لا يعني أن التشبيه وقع بقوة السلسلة على الصفوان فقط ..

وحاصله:

أن الملائكة عند استماعهم لصوت الحق بالوحي فزعوا حتى لم يستطيعوا تمييز ما سمعوه وكأنهم .. لاحظ هذا جيدا - وكأنهم سمعوا صوت سلسلة على صفوان فيه الشدة والقوة وعلو الصوت وإزعاجه بالرنين ..

فالقضية تكمن في: كأنهم سمعوا صوت سلسلة على صفوان فأزعجهم حتى لم يعلموا ماذا قال ربنا عزوجل ..

فصوت السلسلة ليس هو صوت الحق تعالى عن ذلك.

إذ إن قولنا "كأنهم " تشبيه لحالة عدم استماعهم لكلام الحق تبارك وتعالى ..

ومن أدلة التغاير بين صوت الحق وبين صوت السلسلة ..

ما رواه البخاري في الصحيح - ووصله البيهقي - وفي خلق أفعال العباد ووصله الحافظ في تغليق التعليق:

عن ابن مسعود قال:

إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئا، فإذا فُزِّع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق.

ففيه أنهم سمعوا شيئا مبهما لم يميزوه .. وهو صوت بدليل قوله: حتى سكن الصوت ..

ولم يعلم كنه هذا الصوت،، ولكنه في الحديث الآخر وصف سمعهم له كأنه جر سلسلة على صفوان ..

وهذا التشبيه هو لبيان حقيقة سماعهم وليس لبيان تشبيه صوت الحق بصوت السلسلة.

فالمسموع صوت لا ريب،، وهو ما يثبته أهل السنة ..

وصوت السلسلة هو تشبيه الحالة التي منعتهم من فهم كلمات الصوت.

والأشعرية يهربون من اثبات الصوت وينسبون المسموع لصوت السلسلة أو صوت السماء ..

والحق هو اثبات الصوت مع نفي التشبيه.

والعلم عند الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير