الأولى: أنها لَمَّا سافرا إلى المشرق، يقولون إنهما التقيا بشيخ الإسلام ابن تيمية، فناظراه، وظَهَرَا عليه .. كذا قالوا! .. وليس هذا قصدُك .....
نعم ليس هذا مقصدي ...
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من قول إذا قيل
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 07 - 07, 03:10 ص]ـ
.... ... ...
وأنا أسألُ كذلك، ما دُمنا قد ذكرنا خَليلا وشروحَه:
مَن الذي "سَرْوَلَ مختصرَه وعَمَّمَه"؟ وما الذي يَقصدونه من هذه القولة؟ وقد ذُكِرَ في ضَنِّ بعض العلماء بهذا الكتاب قِصَّة طَريفة، ذَكَرها بعضُ المكيِّين مِمَّنْ شَرح خليلا؟ -نعم مكيٌّ وشَرَح خَليلا- .. ، فما هي القصة، ومن هو هذا المكيّ؟
...
نعم وفقك الله ... المراد هنا العلامة ابن مرزوق الحفيد التلمساني < 842> - رحمه الله - .. وكان عمل شرحا على المختصر الخليلي لأوله وآخره ... وترك وسطه ... أسماه < المنزع النبيل في شرح مختصر خليل > سلك فيه مسالك أهل الاجتهاد فيما ذكروا ونقلوا ... وبسبب اقتصاره في شرحه على أول المختصر وآخره؛ قالوا: عممه وسروله ... وأما القصة وصاحبها المكي ... فلعلك تلمح إلى ما ذكره العلامة الحطاب في أول شرحه على المختصر عن والده وهو يعدد أهم شروح المختصر قائلا: ( ... و شرح الفصلين الأولين من كلام العلامة المحقق أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق التلمساني ولم أر أحسن من شرحه ; لما اشتمل عليه من تفكيك عبارة المصنف وبيان منطوقها ومفهومها والكلام على مقتضى ذلك من جهة النقل , ولكنه عزيز الوجود مع أنه لم يكمل ولا يقع إلا في يد من يضن به حتى لقد أخبرني والدي أنه كان عند بعض المكيين كراس من أوله فكان لا يسمح بإعارته , ويقول: إن أردت أن تطالعه فتعال إلي).
.... ... ...
وللما لكية رموز أسألكم عنها:
تت: هل يقصدون منها تقريب التهذيب أو تهذيب التهذيب؟
وفقك الله إنما يعنون بهذه الأحرف العلامة التتائي < 942 > سارح الرسالة القيروانية والمختصر الخليلي ... وإن كان أحد شروحه على المختصر غير محمود عندهم ... وهو المسمى " جواهر الدرر " ...
م: هل يعنون به مسلما في صحيحه؟
بل هذا يختلف باختلاف اصطلاح المصنفين ... فمنهم مَن يرمز به للعلامة بهرام شارح المختصر الشهير ... ومنهم: مَن رمز به للشيخ ميارة شارح نظم ابن عاشر ... ومنهم من رمز به للإمام ابن يونس ...
س: هل يقصدون النسائي، أو ابن فارس اللغوي؟
وكذلك الحال في هذا الحرف ... فبعضهم أشار به لابن عبد السلام شارح مختصر ابن الحاجب الفرعي ... وبعضهم للسنهوري ...
د: هل يعنون أبا داود؟
بل يعنون الشيخ أحمد الزروق دفين مدينة مصراته ... وأحيانا الشيخ: أحمد الزرقاني شارح المختصر ... وجاء الاختلاف من اختلاف اصطلاح الكتبة ... ولا مشاحة في الاصطلاح وإن تسبب في الخلط!!
ك: هل يقصدون الحاكم في المستدرك؟
لا ... بل المراد العلامة تاج الدين الفاكهاني شارح عمدة الأحكام للمقدسي.
ق: هل يعنون ابن ماجه القزويني، أو يعنون بعض القزوينيين من المالكية؟
بل المراد بعض أهل الغرب الإسلامي ... العلامة المواق ... أو العلامة الأقفهسي ... وهي على الأخير أغلب ...
أفيدوا ألأخاكم فقد اختلطت عليه رموز المالكية برموز أخرى ..
إذا نظرتَ إلى اصطلاح كل فنّ لن تختلط عليك الأمور أيها الصاحب المفيد ... إنما تختلط على من خلط على نفسه ... وذهب يطلب العلم بلا زاد ......
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:11 م]ـ
أعلى الله ذكرك ..
أحسن الله إليك، وبارك فيك ..
ما ذكرته عن كتاب المنزع النبيل، وما حكاه الحطاب المكيُّ، هو الذي عنيتُه .. وللعلم فإنَّ الكتاب ليس مفقودا، بل قد حُقِّق -أظنّ كلّ الموجود منه- في جامعة الجزائر، كرَسائل علمية .. وقد اطلعتُ على جزء منه مُحقَّقاً، وهو شرحٌ جَليلٌ ..
أمَّا قِصَّةُ القبَّاب مع ابن عرفة التي أشرتَ إليها، فهي أنَّ ابن عرفةَ شَرَع في مختصر فقهي، ولَمَّا أن كان القبابُ في رحلته للحج لَقِيَ في طريقه ابنَ عرفة، فأراه مُختصَرَه، فقال له القبَّابُ: هذا كتاب لا يحتاج إليه المنتهي، ولا ينفع المبتدي .. فلذلك قيل إنَّ ابن عرفة وَسَّعَ العبارةَ في آخر الكتاب تأثُّرا بقولة القباب ..
والقبابُ هو صاحب ذلك القول الذي نقله إبراهيم اللخمي: ابن شاس وابن الحاجب وابن بشير أفْسَدُوا الفقه .. للاختِصار ..
ومن الغرائب أنَّ إماماً كالشيخ أبي محمد يَقَعُ في بعض الأغلاط في الاختصار في كتابه العظيم النوادر والزيادات، وقد نَبَّه على بعضِها ابن رُشد في البَيان ..
وللتنبيه: فإنَّ الرُّهوني صاحب الحاشية هو غير الرّهوني الذي شَرَح مختصر ابن الحاجب الأصلي، في كتابه "تُحفة المسؤول في شرح مختصر منتهى السول" ..
كذلك فإنَّ الزرقاني اثنان: الزّرقاني شارح خَليل، وهو عبد الباقي بن يوسف المتوفى سنة 1009 ... والزّرقاني الآخر هو شارح الموطأ والمواهب اللدنية، واسمه محمد بن عبد الباقي ..
كذلك فإن القرافي قرافيان: الأول وهو المشهور: شهاب الدين أحمد بن إدريس صاحب الذخيرة والفروق وشرح التنقيح وغيرها من الكتب الجليلة ...
والثاني: هو بدر الدين، صاحب كتاب توشيح الديباج، وهو في تراجم المالكية ..
بارك الله في الشيخ "الفهم الصحيح" على هذه الفوائد الجليلات ..
¥