ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:57 م]ـ
أحسن الله إليك أبا عبد الله .. ولكن ما أحسبك إلا قد أتيت على كل الأسئلة ..
ومِمَّا بقي:
أما الأسدُ الثاني، فلعلَّه البُرْزلي صاحب النوازل .. البُرزلِيُّ بحفظه ونَقله، والأبي بعَقْله وفهمه .. ويُذكِّرُني هذا قولةً لبعض أئمَّة المالكيَّة في تلميذَيْن له، فمَنْ هو؟ ومَنْ تلميذاه؟ وماذا قال؟
عوتِبُ البرزليُّ على فرط اجتهاده في تحضير دُروسه التي كان يُلقيها .. فقال لهم: "كيف يَطيبُ لي النوم وأنا بين أسَدَيْن: البُرْزليُّ بحفظه ونَقْله، والأُبِّيُّ بفَهْمه وعقله" ..
وهذا يُذكِّرُ بقول الإمام الباقِلاَّنِيِّ لأبي عِمْران الفاسيّ: "لو اجتمعتَ أنتَ وعبد الوهَّاب بن نصر -وكان إذَّاك في الموصل- في مَدْرَستي، لاجتَمَع لي مذهبُ مالِكٍ: أنتَ تحفظُه، وعبد الوهاب يَنصُرُه" ..
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 03:14 م]ـ
· · وعلى ذِكْر ابن العربي المالكي، تذكرتُ سَميَّه –عند المَغاربة- "ابن العربي" الحاتمي الطائي الصُّوفي، الذي يُقال له "محي الدِّين" .. أسألُ إخواني: ما هو مذهبُه الفقهيّ؟ وهل له كتب في أصول الفقه أو في الفقه، حتى ولو كان اختصارا لكتاب فقهي، وأين أجِده؟
هو ظاهري داودي حزمي قياسي (ابتسامة عاكسة)، اختصر المحلى، ونسخ إبطال القياس، ومن نسخته لخص ابن الذهبي الإبطال.
قول أخي أبي أُويس فائدَةٌ جليلة، وهي أنَّ "ملخص إبطال القياس" ليس من اختصار ابن حَزْم، وإنَّما هو من اختصار الحافظ أبي عبد الله الذهبي .. وكنتُ قد سألتُ أبا أوَيْس عن ذلك، فأجابني إجابة أحببتُ أنْ أشرك فيها إخواني:
قال أبو أويس:
أمَّا " ملخص إبطال القياس " فليست تطوله يدي الآن، وقد رأيت الشيخ مشهور بن حسن يقول في حاشية " سبيل الرشاد، في هدي خير العباد " (م3 ج4 ص13):
طبع " ملخص إبطال القياس "، وتبرهن لي أنه للذهبي، ولم يذكره أحد له، ولم يعرفه المتخصصون بدراسة الذهبي وكتبه، ووقفت منه على نسخة بخط الذهبي نفسه، ثم وقفت على أصل الكتاب -وهو واحد من الثلاثة المذكورة في كلام السيوطي- واسمه بتمامه: " إبطال الرأي والقياس والاستحسان والتعليل والتقليد "، ولا أعلم له إلا نسخة فريدة وحيدة، خطها وعر، وفي غاية الصعوبة، وجهدت في ترسّمه، وقاربت على (كذا!) الانتهاء من نسخه ــ.
وقال في حاشية " سبيل الرشاد، في هدي خير العباد " (م2 ج3 ص342):
ولابن حزم كتاب مفرد في " إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد "، طُبع ملخّصه، وهو للذهبي، وليس لابن حزم كما أُثْبِتَ على طُرّته! وقد فرغت من تحقيقه على نسخة خطية وحيدة، يصعب جدا قراءتها ــ.
وذكر الأستاذ محمد بن زين العابدين في مقدمة " الإعراب " 1/ 117 كتاب "إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد "، وقال: منه نسخة خطية في مكتبة غوطه برقم: 460.
اهـ كلام أبي أويس .. أحسن الله إليه، وبارك فيه ..
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 03:32 م]ـ
- قد ذكر المَقري في قواعده أن الشيوخ حذروا من خلافات اللخمي، وأحاديث عبد الوهاب، وإجماعات ابن عبد البر، واحتمالات الباجي.
وعبد الوهاب هو ابن علي بن نصر البغدادي نزيل مصر.
لعل دقة الخط حالت دون الرؤية (ابتسامة).
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 03:34 م]ـ
قد بقيت أشياء للمتعقب أيها الأحباب ... منع منها إما النسيان ... وإما عدم معرفة جوابها ... فهل نطمع ببيانها من أبي إسحاق أو غيره ... من ذلك:
الاختلاف للخمي ... والاجماعات لابن عبد البر ... والاحتمالات للباجي ... وجميعها مما حذر منه الشيوخ الأقدمون ...
أحسن الله إليكم.
سبق الجواب، لكن مع تقديم وتأخير، وتصرف في النقل، لأني نقلته من الذاكرة الخؤون.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 03:41 م]ـ
قول أخي أبي أُويس فائدَةٌ جليلة، وهي أنَّ "ملخص إبطال القياس" ليس من اختصار ابن حَزْم، وإنَّما هو من اختصار الحافظ أبي عبد الله الذهبي .. وكنتُ قد سألتُ أبا أوَيْس عن ذلك
أحسن الله إليك أخي أبا إسحاق، كأنك نسيت أنك صاحب هذه الفائدة الجليلة، فقد اهتديتَ إليها بحسن تأتيك، ولُطْف تهديك، أما أنا فلم أَعْدُ النقل عمن تهدى إلى ما تهديتَ إليه.
وعفا الله عنك، فقد جاوزت الحد في التفصي عن بنات أفكارك، ونتائج أنظارك.
ولو لا علمي بسمو أخلاقك، وطِيب أعراقك، لألحقتك بمن (حدث ثم نسي)، لكنني موقنٌ بأنك مفيد في هيأة مستفيد، كلأك الله وحرسك ووفقك لما يحب ويرضى.
وللأمانة العلمية، فقد كان ممن تنبه لهذه الفائدة ابن تميم التميمي سدده الله ووفقه.
ـ[أبو اللُّطف]ــــــــ[06 - 08 - 07, 07:46 م]ـ
· وهل مُوطَّأ ابنِ وَهْب هو روايتُه لموطإ مالِكٍ؟ وما هو الكتابُ الذي يكثر النَّقْل عنه؟
موطَّأ ابن وَهْب غيرُ روايته لموطإ مالك، رضي الله عن الجميع ..
وأما الكتاب الذي يكثر النقل عنه، فهو كتابُ "المدوَّنة"، في الجزء الذي حرَّره سَحنون ورتَّبه وهذَّبه .. فلا يَكادُ يُغادِرُ مسألةً حتى ينقل من موطإ ابن وهب ... كما أن ابن عبد البر ممن ينقل عنه في كتبه ...
أمَّا وهمي في سنة وَفاة اللَّخمي، كما أشار إليه أبو عبد الله، فهو كما تفضل به، وقد نقلتُها مِنْ بعض الكُتب كذلك .. ومعلومٌ أنَّ كثيراً ما تتصحَّفُ "تسعين" إلى "سبعين" والعكس، فلذلك نجدُهم يَضبِطون "السبعين" بقولهم "بتقديم السين"، و"تسعين" بقولهم: "بتقديم التاء" .. ومن أمثلة الغَلَط: أنَّ "المنتقى" المطبوع كُتِبَ على طُرَّته أنَّ سنة وَفاة الباجي: سنة 494هـ، وهو تصحيفٌ، وصوابه: 474هـ، وكذلك وَقَع هذا التصحيفُ في بعض طبعات "الدِّيباج المُذْهَب" لابن فرحون .. ولعلَّ تصحيفَ نسخة "المنتقى" كان من النَّقل عن نُسخَة "الدِّيباج" ..
¥