ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[29 - 01 - 08, 07:09 م]ـ
وعندي مخرج قد يصلح للتفصي مما قد يجلب عليك غضبهم، أظنك تتذكّره.
ولا أريد أن أدلف إلى مضايق يعسر المناص والخلاص منها، كزعم من زعم أن أبا عمر النمري تحول شافعيا بأخرة، لأنني لا أومن بذلك أنا والجهشياري و ... ، كما لا نومن أن أبا الفضل الكناني تحول مالكيا بأخرة، أما أبو الحسن الأشعري فتحديد مذهبه أعسر من توليد فرخ من ديك أعرابي.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[30 - 01 - 08, 01:32 ص]ـ
الحمد لله وحده.
وجزاك عنّا كل خير.
بلى .. ما نسيت ابن وهب القشيري! وما أعرضت عنه إلا لأنه "تعارَض المانع والمقتضي"، كما قال. وإلا فهو النموذج الأعلى للملكعية ..
وقد تعمَّدت إغفاله لسببين اثنين:
_ أولهما: إشفاقي على المالكية، وخشيتي أن أحرِّك جرحا قديما ما زال ينز دما إلى الآن. كيف لا، وقد وصفه المترجمون له بأنه "كان إماماً، متفنناً، محدِّثاً، مجوّداً، فقيهاً مدققاً، أصولياً، أديباً، نحوياً، شاعراً، ناثراً، ذكياً، غوَّاصاً على المعاني، مجتهداً، وافر العقل، كثير السكينة، بخيلاً بالكلام، تام الورع، شديد التدين، مديم السهر، مكباً على المطالعة والجمع؛ قل أن ترى العيون مثله. وكان سمحاً جواداً عديم الدعاوى. له اليد الطولى في الفروع والأصول، وبصر بعلل المنقول والمعقول"؟ كيف لا، وقد عدَّه الشافعية من مجددي هذا الدين؟
فالمالكية، لو استطاعوا، لأقاموا لذكراه "القشيريات" (على غرار "الحسينيات" عند الشيعة)، ولفتحوا لرثائه مجالس العزاء .. وهم لا يذكرونه إلا وفي الحلق غصة، وفي الروح جرح لا يندمل. ولولا "خليل"، لذكروه مثالا في باب عقوق الوالدين! فهم إزاءه بين أسف ونقمة، وهما الرديفان لزوال النعمة.
_ أما السبب الثاني: فقد أشرت إليه تلميحا، وكأنك تدفعني إلى ذكره تصريحا! وكأنْ لم يكفك توريطي مع إخواننا الكونتيين (رفع الله قدرهم)، فها أنت ذا تريد توريطي مع المالكية! وها أنذا أتحاشى "زعلهم"؛ وإن كنت أحبذ أن يكون مدلول الزعل صادرا عنهم بمعنى النشاط، لا الاضطراب ...
لذا، أكتفي ببث حسرتي على كتاب لابن وهب القشيري، قيل عنه: "لو كمل، لم يكن للإسلام مثله"، فأرجو من أي مالكي عثر عليه، أو وقع بين يديه، أن يرسل إلي بنسخة منه، وأجره على الله ..
وإني لأخشى "حدوج المالكية"، وإن كان "يجري الماءُ رَفْهًا خلالَها" ..
وإني من فرط خشية المالكيين، أتمنى ألا يكون مآلي كالذي قيل فيه:
ألا هل أسير المالكية مطلَق
فقد كاد لو لم يعفه الله يغلق
فلا هو مقتول، ففي القتل راحة
ولا منعَمٌ يوماً عليه فمُعتَقُ
وإذا كانت "فتيا السيوف المالكية" قد أباحت لابن الأحمر الجمع بين الأختين، كما أشار إلى ذلك ابن الخطيب، فما الذي يضيرها إذا هي أفتت بجواز التنقل بين مذهبين! وهم ملزَمون بالإجابة؛ وإن لم، فسنغادر منتداهم، ونلتحق بذلك الشاعر الذي عناهم، حين قال:
تولَّى الصِّبا والمالكية أعرضت
وزال التصابي والشباب قد انقضى
وفي الختام: لو لم يكن لابن وهب القشيري إلا جملة واحدة قالها في حياته، لكفته مهابة وشرفا وفخرا؛ وهي قوله، لما طُلِب منه التوقيع على إراقة دم "ابن بنت الأعز": "لن أساهم في إراقة دم مسلم" (أو كلاما بهذا المعنى). وما أحوج العلماء والمشايخ والدعاة إلى استحضار هذا الموقف، في زمننا الذي نبتت وانتشرت فيه "فتاوى الاستباحة" كالفطريات، من أناس لا يعرفون نواقض الوضوء .. ومع ذلك، لهم أتباع!!
نسأل الله أن يلهمنا حسن الفهم، وأن يمنَّ علينا بإدراك "الفهم الصحيح". وجوزيت خيرا أبا أويس، وجعل حظ معانيك الميس لا الهيس. وذلك ما عهدناه منك ..
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[30 - 01 - 08, 02:33 ص]ـ
وعندي مخرج قد يصلح للتفصي مما قد يجلب عليك غضبهم، أظنك تتذكّره.
أحسن الله إليك.
رأيت بعض تلاميذ ابن وهب القشيري حلاّه بـ*المفتي بالمذهبين المالكي والشافعي*.
والظاهر أنه أخذ أصل العلم بالمذهبين عن أبيه علي بن وهب، ويحضرني الآن ما قرأته في ترجمة التاج أحمد بن علي بن وهب: اشتغل بالفقه بالمذهبين: مذهب مالك ومذهب الشافعي على أبيه.
¥