تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

_ اليزليتني: وبعضهم يضبطه "اليزليطيني". واليِزْلِيتَي، نسبة إلى "يِزلِيتَن" وهو اسم قديم لمدينة "زليطن" الليبية، التي تقع على بعد 150 كلم إلى شرقي طرابلس. وإليها ينتسب أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن اليزليتني القروي، الشهير بـ "حلولو" (ت 898هـ)، صاحب "التوضيح في شرح التنقيح".

_ الونكري: ضبطُه "الوَنْكَرِي". الكاف يقابل الجيم منطوقة باللهجة المصرية، "?" أي: قاف مثلثة ( Wangari). وهي نسبة إلى قبيلة "الونـ?ـارا" المنتشرة في غرب أفريقيا، وتعود جذور موطنها إلى "غانا". إذ نجد نسبة "بقايوكو" في نسب الفقيه العالم محمد بن محمود بن أبي بكر الونكري الشهير بـ "بغيع". و"بقايوكو" فرع من فروع قبيلة "الونـ?ـارا"، مثل "سيسي" و"فوفانا"، وهي فروع كانت مشهورة بالتجارة وبالإمامة.

وهذه المعلومات استقيتها من كتاب "أندريا ماسينغ":

The Wangara, an Old Soninke Diaspora in West Africa?

_ أبو سعيد التنوخي: هل روى عن مالك؟ وهنا لا بد من توضيحات ثلاث:

1_ أبو سعيد التنوخي الحمصي هو: سحنون؛ عبد السلام بن سعيد بن حبيب.

2_ أبو حاتم هو: ابن حبان البستي.

3_ القزويني هو: أبو يعلى الخليلي.

وقد جاء في "الثقات" لابن حبان: "سحنون بن سعيد التنوخي: من أهل إفريقية من فقهاء أصحاب مالك ممن جالسه مدة روى عنه أكثر من ثلاثين ألف مسألة وكان يفرع على مذهبه وهو الذي أظهر علم مالك ومذهبه بالمغرب روى عنه."

وجاء في "الإرشاد" لأبي يعلى الخليلي: "سحنون القيرواني: روى عن مالك وله في الفقه ذكر، لم يرض أهل الحديث حفظه".

والذي ذكره ابن حبان يثير الحيرة! وبما أن مشايخنا علَّمونا ألا نبادر إلى تخطئة علماء السلف، وأن نتأمَّل فحوى كلامهم، ونحاول التوصل إلى مخارج لما يوهم ظاهره الخطأ، فالذي يبدو لي أن هذا النص من "الثقات" وليد احتمالين اثنين:

1_ أن يكون في الأصل سقط. إذ يحتمل أن ابن حبان ذكر ابن وهب من أصحاب مالك، ثم عاد إلى الحديث عن سحنون. ومن الوارد أن تكون عين أحد النسَّاخ غفلت عن سطر بكامله؛ وهذا كثير الوقوع.

2_ أن يكون اشتبه عليه بابن وهب.

فقد روي عن "ابن وهب" أنه قال: "سألت مالكاً في ثلاثين ألف مسألة نوازل في عمره، فقال في ثلثها أو شطرها أو ما شاء الله منها: لا أحسن، ولا أدري".

والله أعلم.

ولم يقع في هذا الخطأ ابن حبان والخليلي فقط؛ بل تبعهما عليه "السمعاني" في "الأنساب" و"ياقوت" في "معجم البلدان".

حيث قال السمعاني: "منهم: أبو سعيد سحنون بن سعيد التنوخي الافريقي، من فقهاء أصحاب مالك رحمه الله ممن جالسه مدة، وروى عنه أكثر من ثلاثين ألف مسألة وحفظ مذهبه وفرع عليه، وهو الذي أظهر مذهب مالك بالمغرب وبلادها، وكان يروي عن عبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن وهب، ودخل الشام والعراق وحمل عنه الحديث والفقه".

وقال ياقوت: " وينسب إليها أيضاً سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك جالس مالكاً مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهرَهُ فيها وتوفي سنة 251 وقيل سنة 240".

ومن المعلوم أن "سحنون" توفي سنة 240هـ ووُلِد عام 261هـ؛ والإمام مالك توفي سنة 179هـ. والتقى ابن القاسم عام 191هـ.

ووجدت محقق "الأنساب" أحال على "ترتيب المدارك"، مشيرا إلى أن القاضي ذكر روايتين: الأولى أنه لقيه (أي مالكا)، والثانية أنه لم يلقه. وبالرجوع إلى "الترتيب" لم أجد ما ذكر. ولعله اشتبه عليه أمر الاختلاف حول رحلة سحنون؛ ونص القاضي كالتالي:

" ورحل في طلب العلم أول سنة ثمان وثمانين ومائة، فيما قاله أبو العرب، وابن حارث. قال ابنه: خرج إلى مصر أول سنة ثمان وسبعين في حياة مالك، ومات مالك وهو ابن ثمانية عشر أو تسعة عشر. وكانت رحلته إلى زياد بتونس، وقت رحلة ابن بكير إلى مالك. قال سحنون: كنت عند ابن القاسم، وجوابات مالك ترد عليه. فقيل له: فما منعك من السماع منه. قال قلة الدراهم. وقال مرة أخرى لحى الله الفقر، فلولاه لأدركت مالكاً. فإن صحّ هذا، فله رحلتان. وإلا فما قال ابنه أصح. فإنه سمع ممن مات قبل ثمان وثمانين من المدنيين بها، كابن نافع. توفي سنة ست وثمانين".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير