تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والصحابة y كأبي بن كعب وعمران بن حصين وأم زفر والتابعون من بعدهم كانوا يختارون الصبر على البلاء احتسابا للأجر وطمعا في أن يكونوا من جملة السبعين ألفا الذين من صفتهم أنهم «لا يَسْتَرْقُونَ» ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn25)) ( أي: لا يطلبون الرقية من غيرهم)، فلا يبعد أن يحمل قول سعيد على هذا المعنى العظيم، وهو أنه كان لا يرى الاسترقاء لكنه رخص فيه لغيره إذا اضطر إليه. نظيره ما جاء عن عطاء الخراساني أنه سئل عن المأخوذ عن أهله والمسحور نأتي نطلق عنه؟ قال: لا بأس بذلك إذا اضطر إليه ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn26)) . فالاضطرار هنا ليس اللجوء إلى الساحر، بل عدم صبره على البلاء بأن يضعفه عن العبادة أو الكسب، فيلجأ إلى النشرة المباحة.

يقوي هذا ما ورد في عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ قلت: أنا. ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت. قال: فماذا صنعت؟ قلت: استرقيت. قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي. فقال: وما حدثكم الشعبي؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة. فقال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع. ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي r قال: « ... فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ... هم الذين لا يرقون ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn27)) ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn28)) .

فقوله: (قد أحسن من انتهى إلى ما سمع) هو اقتباس من قوله r لأبي سعيد الخدري t ومن معه: «أحسنتم» في رقيته المشهورة لسيد القوم. وقوله: (ولكن حدثنا ابن عباس t ... ) هذا الاستدراك وظيفته رفع التوهم الذي قد يتولد من كلامه السابق، فلا يفهم منه عدم وجود حالة أفضل من الاسترقاء، ألا وهي ترك الاسترقاء توكلا.

5 - إن الذي يذهب السحر بإذن الله U هو كلام الله (الذي ما ذُكر على شر إلا أزاله ومحقه، ولا على خير إلا نمّاه وزاده) ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn29)) ، خاصة سورتا الفلق والناس، معوذتا رسول الله r في سحره ورقيته r في مرضه. واللتان (لا يستغني عنهما أحد قط، وأن لهما تأثيرا خاصا في دفع السحر والعين وسائر الشرور) ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn30)) . دلّ على ذلك واقعة سحر النبي r التي بينت كيفية الاستشفاء من السحر وتلخصت في الدعاء وتكراره: (دعا رسول الله r ثم دعا ثم دعا) ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn31)) ، وكان من ثمرة الدعاء رؤيا دلته r على موضع السحر وواضعه، ثم الرقية عندما نشره r جبريل بالمعوذتين لإذهاب أثر السحر عنه r . ولاحظ أيها القارئ اللبيب أن الرقية هنا ليست فاحصة بمعنى أنها ليست لغرض معرفة ما يشكو منه النبي r ، بل هي لإبراء ما يجده r من وجع السحر.

أما مجيء الملكين وجلوس أحدهما عند رأسه r والآخر عند رجليه r وما جرى بينهما من حوار، فليس هذا خاصا به r ، بل هو رؤيا منام كما في مسند أحمد وغيره: (عن عائشة قالت: لبث رسول الله r ستة أشهر يرى أنه يأتي ولا يأتي. فأتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال أحدهما للآخر: ما باله؟ قال: مطبوب. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: فيم؟ قال: في مشط ومشاطة في جف طلعة ذكر في بئر ذروان تحت رعوفة. فاستيقظ النبي r من نومه فقال: أي عائشة ألم ترين أن الله أفتاني فيم استفتيته ... ) ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34#_ftn32)) وبالتالي فأمته تشترك معه في هذا الأمر لأن المبشرات باقية فيها بعد انقطاع النبوة. فقد يرى الرجل الصالح رؤيا أو تُرى له تبشره بقرب شفائه أو ترشده إلى ما يحقق له ذلك، والفرق إنما في كون رؤياه r حق في مطلق الأحوال، أما رؤيا غيره r ففيها الحق والضغث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير