ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[27 - 06 - 08, 04:31 م]ـ
السلام عليكم
هذا بحث في أصل الموضوع والإمام البخاري نموذجا وجدته في جعبة الجهاز (الهارسك) نقلته قديما من النت بعنوان:
تراجم أحاديث الأبواب دراسة استقرائية في اللغة واصطلاح المحدثين من خلال صحيح البخاري
د. علي بن عبد الله الزبن
تاريخ الإضافة: 26/ 02/2007 ميلادي - 8/ 2/1428 هجري
الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على خاتم المرسلين.
وبعد: لقد اعتنى الأئمة - رحمهم الله - بالجامع الصحيح للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - عناية فائقة، وليس هذا بغريب على الجامع الصحيح، الذين هو أصح كتاب بعد كتاب الله، وهو كلام من أوتى جوامع الكلم بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم.
ومما اعتنى به تراجم أبوابه التي قال عنها العلماء: إن فقه البخاري في تراجمه، بل إن تراجمه - رحمه الله - تعالى درر غاص عليها في بحر علمه، ثم قذف بها في بحر كتابه الصحيح.
ولقد أحببت أن أقوم بدراسة للفظه في صحيح البخاري دراسة استقرائية في اللغة واصطلاح المحدثين - أرجو أن أوفق فيها ويساعدني الأخوة الباحثون وطلبة العلم لأني لم أقف على دراسة سابقة لهذا - واستعرضت في هذه الدراسة ما يلي:
1 - الترجمة في اللغة الاصطلاح:
أولاً - الترجمة في اللغة
أ - أصل الكلمة.
ب - اللغات المحفوظة.
ج - اشتقاق الترجمة ومعناها عند أهل اللغة.
ثانياً: المعنى الاصطلاحي وارتباطه بالمعنى اللغوي:
ثالثا: أركان الترجمة:
المترجم، المترجم له، المترجم به.
رابعاً: لفظ الترجمة:
أ - ما يكون نصا.
ب - ما يكون استنباطاً.
خامساً: شرط صحة الترجمة.
سادساً - الكتب التي ألفت في تراجم أبواب البخاري.
والله أسأل العصمة من الزلل والخلل والخطأ والخطل.
والله من وراء القصد.،،،
"الترجمة في اللغة والاصطلاح"
أولاً: الترجمة في اللغة:
(أ) اختلف أهل اللغة في أصل هذه اللفظة على قولين:
1 - أنها عربية أصيلة.
2 - أنها معربة وليست عربية أصلاً، وأن أصلها "درغمان" فتصرفوا فيها إلى "ترجمان" ثم لما عربت بعد ذلك دخلها الاشتقاق كغيرها من الألفاظ [1].
ولم يجز الزبيدي بشيء منهما [2].
وأما الحافظ ابن حجر - رحمه الله - فظاهر كلامه ترجيح أنها معربة [3].
(ب) اختلف القائلون بأنها عربية أصلاً على قولين [4]:
1 - أن التاء في فعلها "ترجم" أصلية وعلى هذا فالفعل رباعي على وزن "فَعلَل".
2 - أن التاء في فعلها "ترجم" زائدة، وعلى هذا فالفعل ثلاثي من "رجم" ووزنها حينئذ وزن المزيد "تَفَعَل" [5].
وممن قال بالأول وأكده الإمام الفيروز ابادي قال: "والفعل يدل على أصالة التاء" [6].
والمراد بقوله هذا أن فتح التاء في لفظه "ترجم" دال على أصالتها وأن الفعل رباعي وزنه "فَعلَل".
وقواه الإمام الحافظ النووي - رحمة الله عليه - قال: "والتاء في هذه اللفظة أصلية ليست بزائدة والكلمة رباعية، وغلطوا الجوهري - رحمه الله - في جعله التاء زائدة وذكره الكلمة في فصل "رجم" [7] وقال أيضاً: "والتاء أصلية وأنكروا على الجوهري كونه جعلها زائدة" [8] قلت: وصرح بهذا العلامة أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي - رحمه الله - قال: "والتاء والميم أصليتان فوزن "ترجم": "فَعْلَل" مثل "دحرج" وجعل الجوهري التاء زائدة وأورده في تركيب "رَجَم" ويوافقه ما في نسخة التهذيب من باب "رجم" أيضاً.
قال اللِّحياني: وهو التَّرجمان والتُّرجمان لكنه ذكر الفعل في الرباعي وله وجه، فإنه يقال لسان مِرْجَمٌ إذا كان فصيحاً قوالاً لكن الأكثر على أصالة التاء" [9].
وممن قال بالثاني وكثرت نسبته إليه الإمام الجوهري - رحمه الله -[10] وتعصب له الإمام الزبيدي فقال: "والترجمان: تفعلان من الرجم، كما يقتضيه سياق الجوهري وغيره، وفي المفردات هو تفعلان من المراجعة بمعنى المسابة، وقد ذكره المصنف [11]. في "ت ر ج م" وكتبه بالحمرة على أنه استدرك به على الجوهري، والصواب ذكره هنا [12]، كما فعله الجوهري وغيره من الأئمة نبهنا عليه آنفا" [13].
قلت: وتنبيهه هو قوله قبل ذلك في مادة "ترجم":
" (والفعل يدل على أصالة التاء) [14] فيه تعريض على الجوهري حيث ذكره في "ر ج م" مع أن أبا حيان قد صرح بأن وزنه تفعلان، ويؤيده قول ابن قتيبة في أدب الكاتب أن الترجمة تفعله من الرجم" [15].
¥