والخضيري في عرف الناس في نجد خاصة - ولا أعرفها إلا في نجد - هو الذي ليس له قبيلة معروفة ينتمي إليها , أي ليس معروفا بأنه قحطاني أو تميمي أو قرشي لكنه عربي ولسانه عربي ومن العرب وعاش بينهم ولو كانت جماعته معروفة.
و المولى في عرف العرب هو: الذي أصله عبد مملوك ثم أعتق. و العجم هم الذين لا ينتسبون للعرب يقال: عجمي , فهم من أصول عجمية وليسوا من أصول عربية , هؤلاء يقال لهم أعاجم.
والحكم في دين الله أنه لا فضل لأحد منهم على أحد إلا بالتقوى سواء سمي قبليا أو خضيريا أو مولى أو أعجميا كلهم على حد سواء. لا فضل لهذا على هذا ولا هذا على هذا إلا بالتقوى ; كما قال صلى الله عليه وسلم «لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي إلا بالتقوى ولا فضل لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى» (1)، وكما قال الله سبحانه وتعالى {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (2)
لكن من عادة العرب قديما أنهم يزوجون بناتهم للقبائل التي يعرفونها ويقف بعضهم عن تزوج من ليس من قبيلة يعرفها , وهذا باق في الناس. وقد يتسامح بعضهم , يزوج الخضيري والمولى والعجمي , كما جرى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فإن النبي عليه الصلاة والسلام زوج أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنها وهو مولاه وعتيقه زوجه فاطمة بنت قيس رضي الله عنها وهي قرشية , وكذلك أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وهو من قريش زوج مولاه سالما بنت أخيه الوليد بن عتبة ولم يبال لكونه مولى عتيقا.
وهذا جاء في الصحابة رضي الله عنهم وبعدهم كثير , ولكن الناس بعد ذلك خصوصا في نجد وفي بعض الأماكن الأخرى قد يقفون عن هذا ويتشددون فيه على حسب ما ورثوه عن آباء وأسلاف , وربما خاف بعضهم من إيذاء بعض قبيلته إذا قالوا له: لم زوجت فلانا , هذا قد يفضي إلى الإخلال بقبيلتنا وتختلط الأنساب وتضيع إلى غير ذلك , قد يعتذرون ببعض الأعذار التي لها وجهها في بعض الأحيان ولا يضر هذا , وأمره سهل.
المهم اختيار من يصلح للمصاهرة لدينه وخلقه , فإذا حصل هذا فهو الذي ينبغي سواء كان عربيا أو عجميا أو مولى أو خضيريا أو غير ذلك , هذا هو الأساس , وإذا رغب بعض الناس أن لا يزوج إلا من قبيلته فلا نعلم حرجا في ذلك. والله ولي التوفيق.