الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين المبعوث رحمة للعالمين، وبعد
تمهيد:
فإن باب السهام يندرج تحت العنوان الأكبر الذي هو باب الحساب، ولذلك بعض الأئمة يجعلون الباب واحد، وهو باب الحساب وتحته عنوان فرعية أو جانبية، وهي:
تأصيل المسائل، ثم العول، ثم الرد، ثم تصحيح السهام.
وهذا ما عليه الإمام الرحبي، في تسلسل الأبحاث، وإن اختلف التبويب. فذكر التأصيل، ثم العول، ولعل الإمام لم يذكر نظماً في الرد، على اعتبار أصل مذهبه (الشافعي) بأنه لا يوجد رد، وهذا مجرد احتمال نظنه، وإلا فلا نعلم يقيناً لماذا لم يذكر بحث الرد في نظمه.
ونسأل الله أن يوفقنا ويكرمنا فنأتي على ذكر بحث الرد في النهاية.
فأقول وبالله التوفيق:
باب السهام
السهام جمع سهم، وهو الحظ والنصيب، أو هو جزء من مجموعة أجزاء التركة، فالسهم قسم مخصوص، وجاء في الحديث الشريف: (واضربوا لي معكم سهماً) [صحيحي البخاري ومسلم]. وهو ذو قيمة تقديرية.
ومن المعلوم في علم الفرائض لا يصح في الأسهم إلا ما كان منها سليماً صحيحاً، فلا يُقبل أن يُقال مثلاً: للبنت الواحدة سهم وثلث من أربعة. وفي هذا الباب: يُبحث في تصحيح السهام غير المنقسمة على عدد رؤوس أصحابها.
فبعد أن عرفنا تأصيل المسائل، وما يمكن أن يعول منها وما لا يعول، ننظر في السهام، هل تنقسم على أصحابها قسمة صحيحة أم لا، فيقول الإمام الرحبي
وإن ترى السهامَ ليست تنقسم على ذوي الميراث فاتبع ما رُسم
أي لا يُكتفى بالحل الأولي للمسألة، بل لا بد من التدقيق والنظر ما بين سهام كل صنف وعدد رؤوسهم، فإن كانت السهام تنقسم قسمة صحيحة فبها ونعمت، وإلا فيجب التصحيح، وتكون القسمة صحيحة: إذا ساوت السهام عدد الرؤوس، أو كانت السهام ضعف عدد الرؤوس.
مثل: مات عن: أب، وأم، وأربع بنات.
فللأب السدس/ 1 /، وللأم السدس / 1 / , وللبنات الثلثان/ 4 /، وهي مساوية تماماً لعدد الرؤوس، وكذلك لو كان عدد البنات اثنتين، لكل واحدة منهما سهمان.
وهذا لا إشكال فيه، لكن الإشكال إذا لم تنقسم، فَمَ العمل؟
يقول الإمام: ............ ........ فاتبع ما رُسم
اتبع أيها البَنَّاء التلميذ النجيب، ما رسمه المهندس من خرائط لبنائك، ما بينه الإمام، من الطرق العلمية الصحيحة التي توصل إلى النتائج المرجوة بالطرق المختصرة، فاطلبها منه، وإياك والتطويل، لأن من التطويل كلت الهمم، فقال لك:
واطلب طريق الاختصار في العمل ........
فما هو هذا العمل تعالوا نتابعه في الدرس القادم إن شاء الله
ـ[أبو الجود البابي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 06:24 ص]ـ
واطلب طريق الاختصارفي العمل*******بالوفق والضرب يجانبك الزلل
واردد إلى الوفق الذي يوافق*******واضربه في الأصل فأنت الحاذق
وإن كان جنساً واحداً أو أكثرا******* فاتبع سبيل الحق واطرح المِرا
وإن تر الكسر على أجناس******* فإنها في الحكم عند الناس
تحصر في أربعة أقسام******* يعرفها الماهر في الأحكام
الشرح الإجمالي:
المطلوب دائماً الاختصار في الأعداد أثناء حل المسائل، وهو من الضروريات الفرائضية، وذلك لتصغير الأعداد مخافة الزلل، وهو الوقوع في الخطأ، وذلك من خلال عمليات حسابية فرائضية، نأتي على تفصيلها، هذه العمليات مَن يعرفها أو يتقنها فهو الحاذق: أي العارف المتقن المحكم، يُقال: حَذِقْتُه – بكسر الذال- أي عرفته وأتقنته، وحذق العمل: أحكمه.
فعليك أيها الفرضي العارف اتباع سبيل الحق، وترك الجدال والمراء، فقد ورد عن الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: (من ترك المراء وهو مبطل بُني له بيت في ربض الجنة، ومَن تركه وهو محق بُني له بيت في وسطها ... ) [أبو داود، والترمذي].
بمعنى: هناك البعض يقول: ما الفرق بين أن تكون من / 4 / أو من /12/، طالما الربع حاصل كيفما كان لصاحبه، والنصف كذلك ... الخ، فنقول: وما الداعي إلى تضخيم الأعداد؟
فلعملية الاختصار هناك مصطلحات حسابية فرائضية، سنعمل على إيضاحها، وتفصيلها، لأنه فعلاً مَن يتقن التعامل بها يصبح ماهراً في حل مسائل الفرائض، لذلك سنعمل جاهدين على شرحها وتفصيلها لعلنا أن نكون من الماهرين في أحكام الفرائض، وبذلك يشملنا قول الإمام الرحبي:
........................... ******* يعرفها الماهر في الأحكام
الشرح الإجمالي:
¥