المقصود من هذه الأبيات هو: تصحيح الأسهم المنكسرة.
بمعنى: بعد الفراغ من تأصيل المسألة (عدلاً، أو عولاً، أو رداً) ننظر بين سهام كل فريق، وعدد رؤوسهم، فقد نجد أن بعض السهام لا تنقسم على عدد الرؤوس برقم صحيح، مثل: (مات عن: زوج، وثلاث أخوات ش) أصل المسألة من/6/، للزوج النصف/3/، وللأخوات الثلاث الثلثين/4/، ونلاحظ أن/4/عدد الأسهم، لا تنقسم على /3/ عدد الرؤوس قسمة صحيحة، فما العمل للوصول إلى رقم صحيح؟
الجواب على ذلك: لا بد من عملية حسابية دقيقة ومختصرة، وهدفها تصغير الأعداد قدر المستطاع، وفي الوقت نفسه تصحح الأسهم المنكسرة فتصبح صحيحة، وتنقسم على الرؤوس بدون كسر أي سهم.
لذلك نجد من تمام المعلومة أن نعرِّف التصحيح، وكلمة الأسهم أو السهام.
التصحيح لغة: مشتق من الصحة، وإزالة السقم.
اصطلاحاً: الوصول إلى تقسيم التركة بسهام صحيحة لا كسر فيها.
المراد بالسهم: اصطلاح على تقسيم التركة إلى أسهم ذات قيمة تقديرية، بمعنى السهم الواحد، أي الجزء الواحد قيمته كذا، كما في شركات الأسهم. فالسهم قسم مخصوص، وجاء في الحديث الشريف: (واضربوا لي معكم سهماً) ().
يقول الإمام الرحبي:
مماثل من بعده مناسب******* وبعده موافق مصاحب
والرابع: المباين المخالف******* ينبيك عن تفصيلهنّ العارف
ولتحقيق هذا الهدف اصطلح علماء الفرائض على أربع مصطلحات، يجب إيضاحها، وفهمها، وهي: (التماثل –مماثل-، التداخل-المناسب-، التوافق-موافق-، التباين-المباين-)، وهذه كلها تقع بين عددين.
1 - التماثل: لغة التشابه، واصطلاحاً: أن يكون هناك عددان متطابقان متماثلان إذا انقسم أحدهما على الآخر كانت النتيجة /1/، مثل: (3 و 3) - (5 و5).
2 - التداخل: لغة من الدخول ضد الخروج، واصطلاحاً: أن يكون هناك عددان الأكبر ضعف الأصغر، وينقسم عليه بدون باق، مثل: (4 و 8) - (3 و9).
3 - التوافق: لغة من الوفق وهو التقريب، واصطلاحاً: أن يكون هناك عددان غير متماثلين، وغير متداخلين، ولكن يقسم بينهما عدد آخر غير الواحد، ويُسمى القاسم المشترك (ودائماً نأخذ القاسم المشترك الأعظم)، بمعنى إن كان هناك عددان يقسمان، نأخذ الأكبر منهما. مثل: (4و6) (8 و20).
4 - التباين: لغة التباعد، واصطلاحاً: أن يكون هناك عددان متباعدان، لا توجد بينهما أي علاقة مما سبق ذكره، مثل: (4و7 * 12و 17).
طريقة العمل في التصحيح
عندما يوجد أشخاص متعددون في صنف واحد من الورثة، أو أكثر من صنف:
الحالة الأولى: وجود جزء سهم واحد:
في التماثل: مطابقة بين عدد الرؤوس والأسهم، فلا داعي لعمل شيء، وكذلك إذا كان عدد الأسهم ضعف عدد الرؤوس.
أما في الحالات الأخرى وهي:
أ- إن كان عدد الرؤوس ضعف عدد الأسهم فيكون بينهما توافق: وعندها ننظر إلى القاسم المشترك بينهما، فنأخذ ناتج قسمة عدد الرؤوس، ونضعه بجانب الفرض، ويُسمى (جزء السهم).
وفي هذه الحالة: التداخل يُسمى توافق.
ب- إذا كان بين عدد الرؤوس وعدد الأسهم تباين: نأخذ كامل عدد الرؤوس ونضعه بجانب الفرض، ويُسمى (جزء السهم).
ملاحظة: جزء السهم الذي نحصل عليه نضرب به أصل المسألة، ثم أسهم كل وارث.
فذاك جزء السهم فاحفظنه******* واحذر هُدِيتَ أن تزيغ عنه
واضربه في الأصل الذي تأصلا******* وأحص ما انضم وما تحصّلا
أمثلة للإيضاح:
-ماتت عن: زوج، وأختين شقيقتين.
أصل من/6 وتعول إلى 7/، للزوج/3/ وللأختين/4/، لكل واحدة/2/. فلا داعي لعمل شيء، لأن الأسهم انقسمت على الرؤوس بشكل صحيح.
- ماتت عن: زوج، وست أخوات شقيقات.
أصل المسألة من/6 وتعول إلى 7/، للزوج/3/، وللأخوات/4/ وهنا الأسهم لا تنقسم على عدد رؤوس الأخوات، ننظر: بين/6 و4/ توافق بـ/2/ فنأخذ وفق عدد الرؤوس، أي
6÷2=3 وهو جزء السهم، نضرب به أصل المسألة/7/= 21، ثم نضرب سهام الزوج بجزء السهم الموضوع فوق أصل المسألة 3×3= 9، وسهام الأخوات:4×3=12 لكل واحدة ثلاثة أسهم.
أما إن كان بين عدد الرؤوس والسهام تباين، فنأخذ كامل عدد الرؤوس.
مثال للحل:
- ماتت عن: زوج، وثلاث أخوات شقيقات.
- مات عن: أب، وأم، وثمان بنات.
- ماتت عن: زوج، وثلاث بنات ابن، وعم.
- مات عن: زوجة، وثلاث أخوات لأب، وأختين لأم.
وفي الدرس التالي إذا كان في المسألة أكثر من جزء سهم (إن شاء الله تعالى).
وبالله التوفيق.
ـ[أبو الجود البابي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 06:28 ص]ـ
قبل الشروع في متابعة الدرس التالي، الذي فيه: إذا كان في المسألة (أكثر من جزء سهم) تجب مدارسة الدرس السابق والتأكد من أن الفكرة الأولى أصبحت واضحة، وقمنا بحل المسائل بشكل صحيح، وبعدها نتابع، لأن الدرس الثاني مبني على الأول.
وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[03 - 05 - 10, 03:09 م]ـ
أرجو من الإخوة أن يتفاعلوا مع الشيخ فهو يبذل وقته وجهده من أجل نشر هذا العلم ونفع إخوانه من محبي هذا العلم وغيرهم - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
¥