تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بفتح اللام، وهو كما قال ابن مالك اسم جمع عالم وليس جمعا له، لأن العالم عام في العقلاء وغيرهم، والعالمين مختص بالعقلاء والخاص لايكون جمعا لما هو أعم منه، وتبع ابن مالك على هذا ابن هشام في التوضيح وذهب كثير إلى أنه جمع عالم على حقيقة الجمع. وقوله "وصلى الله على سيدنا ... "، قال الأزهري: الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن الأدمي دعاء، والصحيح هو قول أبي العالية: " إنَّ الصَّلاة من الله ثناؤه على المُصَلَّى عليه في الملأ الأعلى" كما جاء في البخاري. وجملة "صلى الله" خبرية لفظا إنشائية معنىً، فالمصنف أراد دعاء الله عز وجل أن يصلي على رسوله لا الإخبار بالصلاة عليه. وإفراد النبي بالصلاة عليه فقط دون السلام مكروه كما ذكره النووي في أذكاره، وأجيب عن ذلك بأن المصنف ربما يكون ترك التسليم خطاً وأتى به لفظا. والصلاة اسم مصدر كزكى تزكية وهي بمعنى الدعاء، قال الشاعر:

تقول ابنتي وقد قربت مرتحلا ... يارب جنب أبي الأوصاب والوجعا

عليك مثل الذي صليت فاغتمضي ... عينا فإن لجنب المرء مضطجعا

و"النبي" بالهمز وتركه، والتحقيق أنه إنسان أوحي إليه بشرع قديم يعمل به ويبلغه، والرسول إنسان أوحي إليه بشرع جديد يعمل به ويبلغه، و "محمد" علم منقول من اسم مفعول المضعف العين، و"آله" قال الشافعي هم أقاربه المؤمنون من بني هاشم وبني عبد المطلب، وقيل واختاره النووي: إنهم كل مسلم، والأول هو الأصح. وقوله "صحبه" جمع صاحب والراجح أنه اسم جمع لا جمع، والصحابي من اجتمع بالنبي – صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به ولو لم يرو عنه. وقوله "أجمعين" تأكيد لصحابته، والمصنف رحمه الله جمع بين الآل والصحب خلافا للروافض فإنهم يوالون الآل دون الصحب. وأصل آل أهل قلبت الهاء همزة كما قلبت الهمزة هاء في "هراق" والأصل "أراق" ثم قلبت الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح ماقبلها كما في "آدم وأمن" وهذا مذهب سيبويه. وقال الكسائي: أصله "أول" تحركت الواو وانفتح ماقبلها فقلبت ألفا ثم أدغمت الألف في الهمزة، وصغروه على أهيل وهو يشهد لسيبويه، وعلى أويل وهو يشهد للكسائي، ولايضاف إلا لذي شرف بخلاف أهل. وزعم بعضهم أن آل لاتضاف للضمير والصحيح أنها تضاف ودليله قول عبد المطلب:

وانصر على آل الصليب ... وعابديه اليوم آلك

قال المؤلف رحمه الله تعالى: (سألني بعض الأصدقاء حفظهم الله تعالى أن أعمل مختصرا في الفقه علي مذهب الإمام الشافعي رحمة الله تعالى عليه ورضوانه في غاية الاختصار ونهاية الإيجاز ليقرب على المتعلم درسه ويسهل على المبتدئ حفظه وأن أكثر فيه من التقسيمات وحصر الخصال، فأجبته إلى ذلك طالبا للثواب، راغبا إلى الله تعالى في التوفيق للصواب إنه على مايشاء قدير وبعباده لطيف خبير). وفي بعض النسخ "أما بعد" وأصلها مهما يكن من شئ بعد البسملة والحمدلة ومامعهما فأقول "سألني ... "، فوقعت كلمة أما موقع اسم هو المبتدأ وفعل هو الشرط وتضمنت معناهما فلتضمنها معنى الشرط لزمها الفاء اللازمة للشرط غالبا، ولتضمنها معنى الابتداء لزمها لصوق الاسم اللازم للمبتدأ، وتحذف في الشعر ضرورة كقوله: فأما القتال لا قتال لديكم. ويرد على قولنا (لزمها لصوق الاسم) قوله تعالى "فأما إن كان من المقربين"، والجواب أن في الكلام حذفا أي فأما المتوفى إن كان من .... ، واختاره صاحب الكشاف. واختلف في أول من تكلم بها – أما بعد -، فقيل داود عليه السلام، وهو الأشهر، وقيل هي فصل الخطاب الذي أوتيه، وأول من تكلم بها في الشعر سحبان كقوله:

لقد علم الحي اليمانون أنني ... إذا قلت أما بعد أني خطيبها

وقوله "مختصرا" هو ماقل لفظه وكثر معناه، وقال الإمام علي – رضي الله عنه -: "خير الكلام ماقل ودل، ولم يطُل فيمل". وقال الفراهيدي: "الكلام يبسط ليفهم، ويختصر ليحفظ". وقوله "الفقه" هو لغة الفهم مطلقا كما صوبه الإسنوي، وفعله فقه مثلث القاف، فبالفتح –فقَه- سبق غيره في الفهم، وبالكسر فهِم، وبالضم صار الفقه له سجية. وأما في الاصطلاح فهو معرفة أحكام الحوادث نصا واستنباطا. والكثير من المتكلمين يزعم أنه معرفة الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد – أي استنباطا فقط- كوجوب النية في الوضوء -، أما معرفة ماورد فيه نص – كوجوب الصلاة- فليس بفقه، وهذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير