الزعم لايصح، لأن كلا الحكمين – ماورد فيه نص أو ما استنبط – فقه، ولاعبرة بتقسيمات المناطقة. وقوله "علي مذهب" المذهب لغة هو مكان الذهاب وهو الطريق، واصطلاحا الأحكام التي اشتملت عليها المسائل. والفقه من أشرف العلوم الشرعية إن لم يكن أشرفها، ولو لم يكن للفقه من شرف سوى قوله – صلي الله عليه وسلم -: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" لكفى. وقوله "الشافعي" هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب. قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء " فقيه الملة"، ومناقبه جمة مشهورة يضيق المقام عن الحديث عنها، ولد رحمه الله بمنى وقيل بعسقلان سنة خمسين ومائة، وتوفي رحمه الله يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين. وقوله "رضوان" يصح في رائه الضم والكسر، والكسر لغة أهل الحجاز، قال بعضهم:
رُضى ورُضوان بضم عن تميم ... والكسر من أهل الحجاز مستديم.
وقوله "غاية ..... "، الغاية هي ترتب الأثر على الشئ، كما تقول غاية الصلاة الصحيحة إجزاؤها وعدم القضاء، وغاية البيع الصحيح حل الانتفاع بالمبيع، وغاية عقد النكاح الصحيح حل استمتاع الزوج بزوجته. والاختصار أن يُسلَك الطريقُ الأقرب للوصول إلى الغرض، و الايجاز قريب منه. قال في المصباح: وجُز اللفظ وجازة، فهو وجيز، أي قصير سريع الوصول للفهم. والغاية والنهاية متقاربتان، بمعنى: أقصى مايمكن الوصول إليه. وقيل الاختصار حذف عرض الكلام، والايجاز حذف طول الكلام. والمختصر ينتفع به المبتدئ بالتعلم وغير المبتدئ بالتذكر لما عنده أو بجمعه أصول المسائل الكثيرة المشتتة في ذهنه بعبارات مختصرة قريبة إلي الذهن. و"التقسيمات" جمع تقسيم وهو في اللغة التفريق وفي الاصطلاح ضم قيود إلي أمر مشترك ليحصل منه أقسام بعد تلك القيود، فالأمر المشترك كالماء فإذا ضممت إليه قيد الإطلاق بأن قلت ماء مطلق حصل قسم، وإذا ضممت إليه قيد الاستعمال بأن قلت ماء مستعمل، حصل قسم أخر. و"الحصر" هو الضبط، و "الخصال" جمع خَصلة، وهي المسائل الفقهية. و"القدير" فعيل بمعنى فاعل أي قادر، و"اللطيف" العالم بدقائق الأمور ومشكلاتها والرفيق فالله عز وجل عالم بعباده وبمواضع حوائجهم، رفيق بهم. و"الخبير" من خبَرت الشئ أخبره فأنا به خبير أي عليم، وخبر من باب نصر.
والله سبحانه أعلم.
وقد ألحقت في المرفقات متن أبي شجاع مضبوطا، وهذا الطرح الأول علي ملف وورد.
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[19 - 08 - 08, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك
فلنشفع الملتقى (ابسامة)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 03:26 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء، و حشرك في زمرة المتقين الأصفياء، و أعطاك من العلم ما يزيدك بين الناس حلة و بهاء.
ـ[أبو اسماعيل الشافعي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 08:28 ص]ـ
تسجيل متابعة
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[رضا ابراهيم محمد]ــــــــ[21 - 08 - 08, 05:46 م]ـ
كتاب الصيام
الكتاب في اللغة مشتق من الكتب وهو الجمع ومنه كتيبة الجيش، وتكتب بنو فلان إذا اجتمعوا، وخط إذا كتب بالقلم لاجتماع الحروف. واصطلاحا اسم لجملة مختصة من العلم تشمل أبوابا وفصولا غالبا. والكتاب جنس والباب نوع والفصل لمفردات المسائل. والباب لغة فرجة في ساتر، واصطلاحا اسم لجملة مختصة من العلم مشتملة على فصول ومسائلَ غالبا. والفصل لغة هو حاجز بين شيئين واصطلاحا اسم لجملة مختصة من العلم تشمل مسائل غالبا. والمسألة لغة السؤال واصطلاحا مطلوب خبري يبرهن عليه بالعلم. وقد ألحق بعضهم بهذه التعريفات التنبيه وهو لغة الدلالة عما غفل عنه المخاطَب، واصطلاحا مايفهم من مجمل بأدني تأمل، وقيل قاعدة تعرف بها الأبحاث الأتية بجملة.
مسألة:حد الاصطلاح لغة واصطلاحا:
الاصطلاح هو الاتفاق عامة، وفي الاصطلاح هو اتفاق طائفة مخصوصة من أهل علم ما على أمر مخصوص اذا أطلق انصرف إليه. كمثال اتفاق طائفة الأصوليين على أن الواجب هو ماأمر به الشارع أمرا جازما. فإذا أطلق الواجب انصرف إلي هذا الأمر.
¥