وقال r ( وإماطة الأذى عن الطريق صدقة) رواه أبو داود عن أبي ذر?، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر الجامع الصغير وزيادته [1/ 1406] حديث رقم: [8096].
وقال r ( وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة) رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه عن ابي ذر ? قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر صحيح الترغيب والترهيب [3/ 14] ومشكاة المصابيح [1/ 430].
وقال r ( إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجراً عن طريق الناس أوشوكة أوعظماً عن طريق الناس وأمر بمعروف أونهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار) رواه مسلم عن عائشة، انظر الجامع الصغير وزيادته [1/ 416] حديث رقم: [2391].
- بل إن إماطة الأذى عن طريق الناس أوظلهم ولو كان شيئاً يسيراً جداً سبباً لدخول الجنة إذا نوى المسلم بإبعاده حتى لا يؤذي المسلمين:
جاء عنه r أنه قال: (مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة ?، انظر الجامع الصغير وزيادته [1/ 1081] حديث رقم: [5863]
وعن أنس بن مالك t قال: كانت شجرة تؤذي الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس قال: قال نبي الله r ( فلقد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة) رواه أحمد وأبو يعلى ولا بأس بإسناده في المتابعات قال الشيخ الألباني: (حسن صحيح) أنظر: صحيح الترغيب والترهيب [3/ 82]
هداية ودلالة الضال والحاير في الطريق:
- إن هداية الضال والحاير في الطريق لمن الصدقات التي يثيب الله العبد عليها.
جاء عنه r أنه قال: (كل سلامى من الناس عليه صدقة ..... و دل الطريق صدقة) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة ?، انظر الجامع الصغير وزيادته [1/ 866] حديث رقم: [4528].
- وقوله: [دل الطريق بفتح الدال أي بيانه لمن أحتاج إليه وهو بمعنى الدلالة] أنظر فتح الباري ابن حجر [6/ 85] وعمدة القاري [14/ 175].
- وقال r ( وهديك الرجل في أرض الضالة صدقة) قال الشيخ الألباني: (صحيح لغيره) أنظر: صحيح الترغيب والترهيب [3/ 80].
- وقال r ( على كل نفس في كل يوم طلعت عليه الشمس صدقة منه على نفسه من أبواب الصدقة: ..... وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ...... كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك) رواه الإمام أحمد والنسائي عن أبي ذر ?، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر الجامع الصغير وزيادته [1/ 749] حديث رقم: [4038]
الذباب:
قال ? (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء و في الآخر شفاء) رواه البخاري عن أبي هريرة ?، انظر حديث رقم: 837 في الجامع الصغير وزيادته [1/ 84].
وفي رواية قال ? (وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينزعه) رواه أبو داود عن أبي هريرة ?، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 835 في الجامع الصغير وزيادته [1/ 84].
وفي رواية قال ? (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله فيه فإن في أحد جناحيه سما و في الآخر شفاء وإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء) رواه الإمام أحمد والنسائي والحاكم عن أبي سعيد ?، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 836 في الجامع الصغير وزيادته [1/ 84].
- جناح الذباب الذي فيه الداء السم قيل هو (الجناح اليسار)، والجناح الذي فيه الدواء قيل هو (الجناح الأيمن). فيض القدير [4/ 450].
- الذباب هو الطير المعروف من جملة الحشرات، وهو جمع والواحد ذبابة، وقيل هو اسم جمع يقال للواحد. فتح الباري لابن حجر [1/ 118].
- وقال الجوهري: ولا تقل ذبانة وجمع القلة أذبة والكثرة ذبان. عمدة القاري [15/ 200].
- سمي الذباب بهذا الاسم لأنه كلما ذب آب [أي كلما ذب وطُرد رجع]. عون المعبود [10/ 231].
- والذباب يتولد من العفونة. فيض القدير [3/ 569].
- والذباب معروف وهو من أضعف الحيوانات وأصغرها وأذلها وأحقرها وأهشها وأسرعها موتا، يموت مع البرد.
- فقد أمر النبي ? إذا وقع في شراب من ماء أو لبن أو مرق أو أي شراب لو وقع فيه ذباب أمر أن نغمسه ثم ننزعه ثم نرميه، أما الشراب فنشربه ثم علل النبي ? ذلك بأن في أحد جناحيه داء وفي الأخر دواء وهو يتقي بجناحه الذي فيه الداء إذا أهوى جعله الأسفل فإن نزعته قبل أن تغمسه صار الشراب فيه الداء دون الشفاء وإذا غمسته تقابل الشفاء والداء فارتفع الداء.
- والحديث دليل ظاهر على جواز قتله دفعاً لضرره وأن الذباب يُطرح ولا يُؤكل، وأنه إذا مات في ماء فإنه لا ينجسه لأنه ? أمر بغمسه ومعلوم أنه يموت من ذلك ولا سيما إذا كان الطعام حاراً فلو كان ينجسه لكان أمراً بإفساد الطعام وهو ? إنما أمر بإصلاحه. عون المعبود [10/ 231].
- حُكي أن بعض الخلفاء سأل الشافعي رحمه الله: لم خلق الله الذباب، من باب الإستهزاء بهذا المخلوق العجيب، والإنكار على الله في ذلك، فقال الشافعي رحمه الله تعالى: مذلة للمملوك [يعني به هذا الخليفه الذي أراد أن يسخر ويستهزء بهذا المخلوق]. فيض القدير [3/ 569] بتصرف.
- وقال ? (الذباب كله في النار إلا النحل) رواه البزار والطبراني في الكبير عن ابن عمر وعن ابن عباس وابن مسعود ?، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3442 في الجامع الصغير وزيادته [1/ 576].
وأخيراً:
هذا ما تيسر جمعه فما أصبت فيه فمن فضل الله عز وجل وتوفيقه وله الحمد والشكر، وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله العلي العظيم، وأسال الله أن يجعلنا من التوابين المنيبين إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا، والحمد لله رب العالمين.
تنبيه:
- أطلب من الأخوة الزملاء القراء من يجد ملاحظة أو تصويب أو استدراك أو زيادة أن يراسلني على الأميل وله مني جزيل الشكر والتقدير والاحترام.
كتبه/
عيسى بن حسن الذياب
إمام جامع الأندلس
المملكة العربية السعودية
الدمام 9/ 4/1429هـ
[email protected]