وهذا الساطع هو الفجر الكاذب عند الفلكيين المعاصرين, ويكون له سطوع في بعض أيام السنة ـ خاصة مع صفاء الجو ـ بحيث يغر من لا يعرفه ولذلك قال عليه الصلاة والسلام "لايغرنكم الساطع".
وهذا الشفق الفلكي يكون على درجة (18) وقد وضع عليه تقويم رابطة العالم الإسلامي وتقويم العجيري, أما تقويم أم القرى فقد وضع على درجة (19) أي مع تقديم أربع إلى خمس دقائق, وقد وجدت دراسات فلكية حديثة لتحديد الدرجة الصحيحة لبداية الفجر الصادق.
والذي استقرت عليه الدراسات أنه مابين (5 ,14 إلى 15) (أي أن الفارق بينها وبين تقويم أم القرى مابين 15 إلى 23 دقيقة بحسب فصول السنة)
المصدر
وهذا الذي قاله الشيخ الخثلان أنه آخر ما استقرت عليه الدراسات معارض بمثله ..
وهو بحث الأستاذ الدكتور أحمد إسماعيل خليفة أستاذ المساحة بكلية الهندسة جامعة الأزهر ورئيس لجنة التقاويم بهيئة المساحة حيث قال:
هذا ونود أن نشير هنا إلى تجربة هامة أجريت في عام 1984 أثناء قيام فريق البحث المكلف من لجنة تحقيق مواقيت الصلاة بأكاديمية البحث العلمي بتحقيق وقت صلاة الفجر بصحراء أسوان، حيث قدم القاضي محمد حسن مندوب دار الإفتاء المصرية بفريق البحث تقريرا أفاد برصده بالعين المجردة لحظة غروب الشمس وغياب الشفق الأحمر ثم ظهور الشفق الأبيض ثم ظهور الفجر الكاذب الذي أعقبه ظهور الفجر الصادق، ويستدل من هذا التقرير أن المواقيت التي سجلها كانت متفقة تقريبا مع حسابات الهيئة المصرية العامة للمساحة.
أما الاختلاف الذي رصدته لجنة الشيخ الخثلان وبه أثبتت التفاوت بين الفجر الصادق وبين الفجر الشرعي المثبت في تقويم أمر القرى فقد زعمت لجنة الشيخ الخثلان أنه مبني على رصدهم للفجر الصادق بوصفه الشرعي الوارد في النصوص وهو أمر اعتبرته الهيئة المصرية للمساحة في بحثها الذي أثبتت فيه تطابق الفجر الفلكي مع الفجر الشرعي، بل بينت أن سبب الاختلاف في تقدير وقت الفجر منشؤه أن بعض الرائين يعتبر الفجر المستطير الذي وصفته النصوص الشرعية علامة لدخول وقت الفجر من دون اعتبار إلى تأثر الرؤية بعوامل طبيعية قد تؤخر رؤية الفجر المستطير
يقول الدكتور أحمد إسماعيل خليفة في البحث المذكور:
إن موضوع تعيين وقت صلاتي العشاء والفجر كان وما يزال محل خلاف بين علماء المسلمين قديما وحديثا ولعل مما أدى إلى كثرة إثارة الموضوع في العقود الأخيرة زيادة تلوث الجو مما ترتب عليه عدم تمييز أول ضوء الفجر حيث لا يرى الضوء إلا بعد مرور فترة تسمح بانتشاره ويصير أكثر وضوحا مما دعا كثيرا من عامة الناس إلى إثارة البلبلة والجدل حول صحة وقت صلاة الفجر وهذه البلبلة تعود إلى بعض العوامل الطبيعية التي تؤثر على بدء إحساس العين بضوء الفجر ...
ثم شرع في بيان بعضا من تلك العوامل وعدد منها:
التلوث وتأثير وجود القمر وتأثير الضوء الصناعي ... ومن أهم العوامل المؤثرة التلوث، فنتيجة للرطوبة والأتربة ودخان المصانع وعوادم السيارات .. الخ يؤدي إلى تشتيت الضوء فتقل شدته ... الخ كلامه.
ومن هنا نعلم أن ضبط الفلكيين للشفق الفلكي (الفجر الفلكي) بأنه حين تكون الشمس تحت الأفق 18 درجة لم يراعوا فيه صفة الفجر الشرعي، لأنه اصطلاح كوني عام لهم، ولكن الفلكيين المسلمين لما قاسوه على وصف الفجر الصادق وجدوه مطابقا في ثلاثة أمور:
الأول: أن الشفق الفلكي (الفجر الفلكي) هو أول سطوع لضوء الشمس في الأفق من حيث الإمكانية لا من حيث الرؤية الواقعية وقد حددوه بالحساب (وسيأتي المأخذ عليهم في ذلك.
الثاني: أن الشفق الفلكي أو الفجر الفلكي تكون السماء فيه مظلمة، وهذا يتناقض مع زاعم لجنة الشيخ الخثلان والتي حددت الفجر الصادق بـ 14 إلى 15 درجة، ومعنى ذلك أن ما قبل هذه الدرجات لا بد أن يكون هو وقت الفجر الكاذب وهو وقت استطالة الضوء في السماء مع أن الفجر الفلكي تكون السماء فيه مظلمة كما نص الفلكيون.
قال في حاشية رد المحتار:
¥