تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - صرح ابن حجر الهيتمي (ت973هـ) أن الأزرقي إمام شأن ذرع المسعى، وقال في حقه: " تقرر أنه العمدة في هذا الشأن كله في درج الصفا والمروة .. ".

وقال أيضا: " وإن كلام الأزرقي صريح فيه، وإنه أعني الأزرقي أولى بالاعتماد من غيره .. ".

وفوق ذلك كله نقل عن الأزرقي جمع غفير من أئمة العلم والتاريخ كابن جرير وابن الأثير وابن كثير والذهبي وغيرهم مما يدل على رسوخ قدمه وتوثيق العلماء له في أخبار مكة ووصف معالم البيت العتيق والمسعى.

2 - الفاكهي وروايته:

قال التقي الفاسي: " وللإمام الأزرقي والفاكهي فضل السبق والتحرير والتحصيل، فإن ما ذكراه هو الأصل الذي انبنى عليه هذا الكتاب وفي كتاب الفاكهي وهو محمد بن إسحاق بن العباس المكي أمور كثيرة مفيدة جداً ليست من معنى تأليف الأزرقي ولا من المعنى الذي ألفناه،وكان في المائة الثالثة، والفاكهي تأخر عن الأزرقي قليلا في غالب الظن، ومن عصرهما إلى تاريخه خمسمائة سنة ونحو أربعين سنة وأزيد لم يصنف بعدهما في المعنى الذي صنفا فيه أحد .. ".

ولقد أكثر الفاسي النقل عن الفاكهي والاعتماد عليه في كتابيه العقد الثمين وشفاء الغرام، وكلاهما مخصص لتاريخ مكة وما يتعلق بها من تراجم وأخبار.

وقال التقي الفاسي أيضاً عنه: " وكتابه في أخبار مكة كتاب حسن جدا لكثرة ما فيه من الفوائد النفيسة، وفيه غنية عن كتاب الأزرقي، وكتاب الأزرقي لا يغني عنه؛ لأنه ذكر فيه أشياء حسنة مفيدة جدا لم يذكرها الأزرقي. وأفاد في المعنى الذي ذكره الأزرقي أشياء كثيرة لم يفدها الأزرقي، وإني لأعجب من إهمال الفضلاء لترجمته، فإن كتابه يدل على أنه من أهل الفضل، فاستحق الذكر، وأن يوصف بما يليق به من الفضل والعدالة أو الجرح وحاشاه من ذلك، وشابهه في إهمال الترجمة الأزرقي صاحب أخبار مكة الآتي ذكره. وهذا عجب أيضا، فإنه بمثابة الفاكهي في الفضل، وما هما فيما أحسب بدون الجندي صاحب فضائل مكة. فإن له ترجمة في كتب العلماء والله أعلم بتحقيقة ذلك".

3 - رواية الحربي:

لم تشتهر رواية الحربي بين المحررين والمحققين في تاريخ مكة والمناسك فيما يتصل بعرض المسعى، إلا أن هذا لا يدل بحال من الأحوال على عدم قبول روايته في ذلك أو ردها، فالحربي صدوق ثقة، وهو من أئمة العلم والفقه، ومن الحفاظ للحديث المميزين لعلله، ورث أموالا كثيرة أنفقها في طلب الحديث، ومن زهده أنه ما احتفل في ملبسه ولا في مأكله يوما قط ولا شكا مرضا بجسده إلى أحد من أهله. حتى قيل إنه يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وورعه وعلمه.

يتبع إن شاء الله

ـ[أبو تميم الكناني]ــــــــ[16 - 10 - 08, 08:38 ص]ـ

المبحث الثاني

التحقيق في عرض المسعى وفتاوى المتأخرين فيه

إن الأزرقي والفاكهي والحربي هم أقدم من بين عرض المسعى من حيث القياس بالذراع، ولا يعني ذلك عدم تحديد غيرهم لعرض المسعى، وإنما هم أصحاب أقدم مستند في عرض المسعى وصل إلينا مدونًا، وكان ما قرره الأزرقي والفاكهي مبينا لعرض المسعى الذي سعى فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن سعى معه من المسلمين ولم يجاوزوه، الأمر الذي جعل الفقهاء يعتمدون على ذلك في تقرير أحكام عرض وطول المسعى، ويقوي ذلك أن الأزرقي والفاكهي ممن عاش في القرن الثالث المشهود له بالخيرية، وعاصرا أئمة الإسلام ممن نقلوا الشرع الحنيف عن رجال لم يبعدوا عن عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه كثيراً، كما أن الاعتماد على كلام الأزرقي والفاكهي مبني على أنهما بينا أوسع عرض لأرض المسعى، قبل حدوث نقصان فيه بسبب دخول بعض الديار والأبنية في بعض أرجائه من جهته الشرقية، أي أن كلامهما بين ما كان عليه أصل عرض المسعى الشرعي المعني في نصوص الكتاب والسنة، قبل أن يضيق بسب طرو البناء المستحدث في أرضه، فيكون ذرع الأزرقي والفاكهي (35 ذراعا ونصف) هو الحد الأوسع لعرض المسعى.

وقد بقي الناس على اعتبار أكثر عرض المسعى (35 ذراعاً ونصف الذراع) حتى دخلت سنة 1357هـ/ 1932م، حيث أمر الملك عبد العزيز بإزالة النواتىء العارضة على جانبي المسعى، فصار المشعر من الصفا والمروة بعد عملية الرصف متساوي الأطراف، وبلغ عرضه بالنظام المتري عشرين متراً ونصف المتر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير