[ما الذي توصيني به؟ اكتب لي كلاما ينفعني الله به!! من درر كلام شيخ الاسلام محمد بن ع]
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[29 - 11 - 07, 12:42 م]ـ
ما الذي توصيني به؟ اكتب لي كلاما ينفعني الله به!!
ما الذي توصيني به؟
ج: الذي أوصيك به وأحضك عليه: التفقه في التوحيد، ومطالعة كتب التوحيد فإنها تبين لك حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله وحقيقة الشرك الذي حرمه الله ورسوله وأخبر أنه لا يغفره، وأن الجنة على فاعله حرام، وأن من فعله حبط عمله.
والشأن كل الشأن في معرفة حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله وبه يكون الرجل مسلما مفارقا للشرك وأهله.
اكتب لي كلاما ينفعني الله به!!
أول ما أوصيك به: الالتفات إلى ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - من عند الله تبارك وتعالى، فإنه جاء من عند الله بكل ما يحتاج إليه الناس، فلم يترك شيئا يقربهم إلى الله وإلي جنته إلا أمرهم به، ولا شيئا يبعدهم من الله ويقربهم إلى عذابه إلا نهاهم وحذرهم عنه. فأقام الله الحجة على خلقه إلى يوم القيامة، فليس لأحد حجة على الله بعد بعثة محمد – صلى الله عليه وسلم.
قال الله عز وجل فيه وفي إخوانه من المرسلين: ? إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ? إلى قوله: ? لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً ?.
فأعظم ما جاء به من عند الله وأول ما أمر الناس به توحيدُ الله بعبادته وحده لا شريك له وإخلاص الدين له وحده كم قال عز وجل: ? يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ? ومعنى قوله: ? وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ? أي: عظم ربك بالتوحيد وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له. وهذا قبل الأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرهن من شعائر الإسلام.
ومعنى ? قُمْ فَأَنْذِرْ ? أي: أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له. وهذا قبل الإنذار عن الزنا والسرقة والربا وظلم الناس وغير ذلك من الذنوب الكبار.
وهذا الأصل هو أعظم أصول الدين وأفرضها ولأجله خلق الله الخلق، كما قال تعالى: ? وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ?.
ولأجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب كما قال تعالى: ? وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنُ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ?.
ولأجله تفرق الناس بين مسلم وكافر، فمن وافى الله يوم القيامة وهو موحد لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن وافاه بالشرك دخل النار، وإن كان من أعبد الناس.
وهذا معناه قولك: لا إله إلا الله، فإن الإله هو الذي يدعى ويرجى لجلب الخير ودفع الشر، ويخاف منه ويتوكل عليه.
خمسون سؤالا ً وجواباً في العقيدة
لشيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
منقول للفائدة