[فضائل الصدقة]
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[01 - 12 - 07, 12:01 ص]ـ
[فضائل الصدقة]
سعيد بن حمود محمد آل زياد
مقدمة
الحمد لله القائل: "يا أيها الَّذِينَ آمنوا أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون" [البقرة: 254].
والصلاة والسلام على رسول الله الذي بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد .. فهذه وُريقَاتٌ في فضائل الصدقة من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة والتابعين، وأتقدم بشكري بعد شكر الله لكل من ساهم في إعداد هذه الوُريقَات وأسال الله تعالى أن ينفع بها المسلمين.
أولاً:فضل الصدقة من القرآن الكريم:
قال الله تعالى: " الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" [البقرة: 3].
وقال الله تعالى: "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" [البقرة: 195].
قال حذيفة بن اليمان وابن عباس وعطاء ومجاهد: المعنى لا تلقوا بأيديكم بأن تتركوا النفقة في سبيل الله وتخافوا العيلة، فيقول الرجل: ليس عندي ماأنفقه (مختصر تفسير القرطبي 1/ 215).
وقال الله تعالى: "يا أيها الَّذِينَ آمنوا اْ أَنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ" [البقرة: 254].
يكون إنفاق الأموال مرة واجباً ومرة ندباً بحسب تعين الجهاد وعدم تعينه. وأمر تعالى عباده بالإنفاق مما رزقهم الله وأنعم به عليهم، وحذّرهم من الإمساك إلى أن يجيء يومّ لا يمكن فيه بيع ٌ ولا شراءٌ ولا استدراك نفقة (مختصر تفسير القرطبي 1/ 283).
وقال الله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم" [البقرة: 261].
وقال الله تعالى: "الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" [البقرة: 262].
وقال الله تعالى: "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم" (البقرة:263).
وقال الله تعالى: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسعٌ عليمٌ" [البقرة: 263] الآية.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير الآية الكريمة ((اثنان من الله، واثنان من الشيطان: (الشيطان يعدكم الفقر) يقول (لا تنفق مالك وأمسكه لك فإنك تحتاج إليه)، (ويأمركم بالفحشاء) (والله يعدكم مغفرة منه) على هذه المعاصي، (وفضلاً) في الرزق)).تفسير الطبري، رقم الأثر (6168،5/ 571).
وقال الرازي: (فالمغفرة إشارة إلى منافع الآخرة، والفضل إشارة إلى منافع الدنيا وما يحصل من الرزق والخلف) التفسير الكبير (7/ 65).
وقال القاضي ابن عطية في تفسير الآية الكريمة: (والمغفرة هي الستر على عباده في الدنيا والآخرة، والفضل هو الرزق في الدنيا والتوسعة فيه، والتنعيم في الآخرة، وبكلٍ قد وعد الله تعالى).
وقال الإمام ابن القيِّم الجوزية في تفسير الآية الكريمة: (هذا، وإن وعده له بالفقر ليس شفقة عليه، ولا نصيحة له ..... وأمّا الله سبحانه وتعالى فإنّه يعد عبده مغفرة منه لذنوبه، وفضلاً بأن يخلف عليه أكثر مّما أنفق وأضعافه إما في الدنيا أو في الدنيا والآخرة) التفسير القيم (ص 168).
وقال الشوكاني: (والفضل أن يخلف عليهم أفضل مما أنفقوا فيوسِّع لهم في أرزاقهم، وينعم عليهم في الآخرة بما هو أفضل وأكثر وأجل وأجمل) فتح القدير (1/ 438).
وقال الله –تعالى-: "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون" [البقرة: 272].
وقال الله –تعالى-: "للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم" [البقرة: 273].
¥