[بيان خطأ من قال إن " اللهم أعتق رقابنا من النار " من الخلل الكبير في الدعاء]
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 11 - 07, 02:24 م]ـ
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه كلمات كتبتها حول الموضوع من مدَّة وكنت أتردد في نشرها أو تركها، فرأيت أن في نشرها فائدة للجميع إن شاء الله، ولن أعدم إن شاء الله ناصحا وموجها من المطالعين للموضوع، ممن لديهم أهلية في العلوم الشرعية.
خطأ من قَالَ إن قول الداعي في دعائه
" اللهم أعتق رقابنا من النار "
من الخلل الكبير في الدعاء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد استمعت إلى تسجيل لأحد طلبة العلم يَقُوْل فيه إن من الأخطاء الَّتِيْ يرتكبها بعض الأئمة في دعائهم في رمضان قول الدَّاعي " اللهم اجعلنا من عتقائك من النار "، وزعم أن هَذَا الدعاء فيه خلل كبير!، ثم زعم أن هَذَا الداعي يتحقق فيه قول الإمام القرطبي " لربما كان في دعائه العطب وهو لا يشعر "
ثم بدأ يشرح للمستمعين مكمن الخطورة والخطإ العظيم في هَذَا الدعاء فَقَالَ _ مضمون الكلام دون إخلال _:
عتقاء الله من النار هم الجهنميون!
ثم قرأ بعض حديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الطويل في الشفاعة المخرَّج في الصحيحين وغيرهما إلى أن وصل إلى الشَّاهد المزعوم وهو قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يعرفهم أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الله من النار))
قَالَ: يأتي بعض الأئمة فيقول: اللهم اجعلنا من عتقائك.
يعني يلزم من هَذَا دخول النَّار!.
وقال: وإنما الحديث الَّذِيْ " إن في كل ليلة عتقاء "
لم يرد فيه من النار، وقد تقصيت هَذَا.
ثم بدأ يؤول معني العتق ليوافق رأيه الَّذِيْ قاله. اهـ
هَذَا ما قاله الشيخ ملخصا، ولم أزد عليه أو أنقص منه حتى لا يتهمني بعض الجهلة أني اقتطعت أو قوَّلت الرجل ما لم يقل أو أني لم افهم ما قَالَ أو نحوها من العبارات التافهة الَّتِيْ تتردد من بعضهم، والتسجيل الصوتي موجود في موقع البث الإسلامي ومنه استمعت إلى الدرس
الجواب عن هذا القول:
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن من أهم الأمور الَّتِيْ ينبغي على طالب العلم الَّذِيْ يوجِّه النَّاس ويعلِّمهم شرائع الدين وسنة سيد المرسلين أن يكون متحريا في جميع أحكامه الحق والصواب، وأن لا يتعجَّل الحكم على بعض الأمور الَّتِيْ يراها مخالفة لما يعتقده أو يراها من المحدثات أو الأمور الَّتِيْ تخالف هدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويزدادُ العبءُ على كاهل طالبِ العلمِ الَّذِيْ عُرف بين الناس أنه لا يُخرج كلمة إلا بعد أن يتحرى الصواب فيها، لأن الناس يثقون في كلامه وعلمه ويحسبونه والله حسيبه من أهل الخير الذين يحسبون للكلمة حسابا قبل إخراجها.
ومن الأمور المعلومة لمن باشر العلمَ وطلَبَهُ على أيدي العلماء، ولم يقنع بمعلوماتٍ تكفيْهِ لمعرفةِ بعضِ أمورِ دينِهِ، ثمَّ جَدَّ في طلبِ العلمِ واجتهَدَ، وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحصيله، فمن كان هَذَا حاله ستمرُ عليه حالاتٍ كثيرةٍ يقفُ فيها متحيِّرا، وستمرُ عليه بعض الأحكام الَّتِيْ يقف فيها موقف العاجز عن الإقدام على القول بالجواز أو القول بالحرمة، وستمر عليه نوازل جديدة يعجز عن تصنيفها بين الإباحة أو البدعة، ولكنه لن يعجز عن ذلك إلى الأبد، بل تجده حريصا على بحثها والتقصي حولها، حتى يشرح الله صدره للحق إن شاء الله، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ بعد تحريه واجتهاده فلن يُعدم نيل الأجر الواحد إن شاء الله.
ومن المقاتل الَّتِيْ ينبغي لطالب العلم أو العالم مهما بلغ قدره أن لا يقع فيها، أن يدَّعي التقصي والتتبع ثم يظهر أنه لم يتقص ولم يتتبع، بل أطلق القول لثقته فيما توصل إليه، بناء على معلومات قديمة، أو ثقة في محفوظه من الأدلة، والذَّاكرة خوَّانة، فليحذر طالب العلم المحقِّق الانقياد لها دون مراجعة الأصول من كتب المنقول والمعقول، فكم من دعاوى أطلقها فضلاء، لا تساوي عند التحقيق والبحث شيئا، وإني أنصح نفسي المقصِّرة وبقية إخواني أن يكون الحق غايتنا، وأن نخضع له دون شرط أو قيد، وأن نعود إليه إن
¥