تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ*} (206) سورة الأعراف). وقال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ*} سورة الأنبياء. وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.وقال –سبحانه-: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ*}.وغيرها من الآيات

أما الأحاديث النبوية، صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيهاموضع قدر أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجداً لله، والله لو تعلمون ما أعلملضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلىالصعدات تجأرون) 2, وغيره من الأحاديث التي تصف لنا عبادة الملائكة لله عز وجل، وتحقيقهم لها كما أراد الله تعالى منهم، كل بحسب قربته وطاعته - عليهم سلام الله-.

الجن والعبادة:

الجن خلق من خلق الله –تعالى- وهم أيضاً عالم آخر غير عالمنا لا نراه، ولهم خصوصياتهم وسلوكياتهم، وهناك شبه كبير بين عالمهم و عالم الإنس، مع أن هيئتهم وصفة خلقتهم تختلف تماماً عن بني آدم، وهم عالم خفي لا نراه كما قال –تعالى-: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف, فقد منحهم الله القدرة على التشكل بصور وأشكال مختلفة, في صورة حيوانات، أو حتى في صورة الإنس ..

ولولا حفظ الله –تعالى- للإنسان وحراسته بالملائكة كما قال: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} (11) سورة الرعد، لسعت المشياطين في إكمال تخطفها لنا في كل طريق وفي كل شارع وسهل وجبل، لكن من تمام حكمة الله ورحمته وعدله أن جعل في مخلوقاته موازنة عجيبة! فإذا كان الجن يروننا ولا نراهم، وذلك أقرب إلى الإيقاع والإضرار بنا؛ فإن الله جعل للعبد حفظا كلاء يحفظه ويكلؤه به من ملائكة وأوراد وأذكار وآيات ونحوها ...

والجن مأمورون بالعبادة كذلك كما أمر بها الإنس، و مأمورون بتحقيقهاكما حققتها الملائكة -عليهم السلام- قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات , وقد وردت آيات وأحاديث تبين استجابة رجال من الجن لدعوات الأنبياء، منهم ومحمد صلى الله عليهما وسلم كما قال تعالى: {قَالُوايَاقَوْمَنَاإِنَّاسَمِعْنَاكِتَابًاأُنزِلَ مِنبَعْدِمُوسَى مُصَدِّقًالِّمَابَيْنَيَدَيْهِيَهْدِيإِلَىالْحَقِّ وَإِلَىطَرِيقٍمُّسْتَقِيمٍ} (الأحقاف: 30): أي القرآن وكانوا مؤمنين بموسى قال عطاء كانوا يهودا فأسلموا ولذلك قالوا أنزل من بعد موسى وعن ابن عباس أن الجن لم تكن سمعت بأمر عيسى فلذلك قالت: " أنزل من بعد موسى "3 وقال في الآية قبلها عن محمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِذْصَرَفْنَاإِلَيْكَنَفَرًامِّنَالْجِنِّيَسْتَم ِعُونَالْقُرْآنَفَلَمَّا حَضَرُوهُقَالُواأَنصِتُوافَلَمَّاقُضِيَوَلَّوْاإِل َىقَوْمِهِممُّنذِرِينَ} (الأحقاف: 29) وهم في استجابتهم هذه فرق وأشتات حالهم كحال الإنس , منهم الصالحون ومنهم دون ذلك،كما قالوا هم عن أنفسهم {وَأَنَّامِنَّاالصَّالِحُونَ وَمِنَّادُونَذَلِكَكُنَّاطَرَائِقَقِدَدًا} (لجن: 11) قال القرطبي: "أي قال بعضهم لبعض لما دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وإنا كنا قبل استماع القرآن منا الصالحون ومنا الكافرون وقيل: ومنا دون ذلك أي: ومن دون الصالحين في الصلاح وهو أشبه من حمله على الإيمان والشرك كُنَّاطَرَائِقَقِدَدًا أي فرقا شتى قاله السدي. الضحاك: أديانا مختلفة. قتادة: أهواء متباينة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير