تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا العالم الجليل قد أشار على تلميذه وابن أخته المتخرج في علوم الحديث لديه، المحدث الناقد والفقيه البارع مولانا ظَفَر أحمد التهانوي - زادت مآثره - أن يستوفي أدلة أبواب الفقه بجمع أحاديث الأحكام في الأبواب من مصادر صعبة المنال، مع الكلام على كل حديث في ذيل كل صفحة بما تقضي به صناعة الحديث، من تقوية وتوهين، وأخذ ورد على اختلاف المذاهب (11).

فاشتغل هذا العالم الغيور بهذه المهمة الشاقة نحو عشرين سنة اشتغالاً لا مزيد عليه حتى أتم مهمته بغاية من الإجادة بتوفيق الله سبحانه في عشرين جزءًا لطيفًا بقطع (آثار السنن) وسمى كتابه هذا: (إعلاء السنن)، وجعل له في جزء خاص مقدمة بديعة في أصول الحديث نافعة للغاية في بابه (12).

والحق يقال إني دهشت من هذا الجمع وهذا الاستقصاء، ومن هذا الاستيفاء البالغ في الكلام على كل حديث بما تقضي به الصناعة متنًا وسندًا، من غير أن يبدو عليه آثار التكلف في تأييد مذهبه، بل الإنصاف رائده عند الكلام على آراء أهل المذاهب، فاغتبطت به غاية الاغتباط، وهكذا تكون همة الرجال وصبر الأبطال، أطال الله بقاءه في خير وعافية، ووفقه لتأليف أمثاله من المؤلفات النافعة.

وقد طبع المؤلف - حفظه الله - نحو عشرة أجزاء من ذلك الكتاب طبعًا حجريًا وقد نفدت نسخ الأجزاء الأول. وأما طبع الباقي فيجري ببطء بالغ، فيا ليت بعض أصحاب المطابع الكبيرة بمصر سعى في جلب الكتاب المذكور من مؤلفه، وطبع تمام الكتاب من أوله إلى آخره بالحروف الجميلة المصرية، ولو فعل ذلك أحدهم لخدم العلم خدمة مشكورة، وملأ فراغًا في هذا الباب (13).

ومن مشاهير علماء الهند أيضًا ممن يعنون بأحاديث الأحكام العلامة المحدث الشيخ مهدي حسن الشاهجهانفوري المفتي حفظه الله، فإنه شرح كتاب (الآثار) للإمام محمد بن الحسن الشيباني في مجلدين ضخمين. كثر الله سبحانه من أمثال هؤلاء الرجال.

وهذه نبذة يسيرة من مآثر هؤلاء الإخوان، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

الحواشي:

(1) طبعت هذه المقالة في مجلة (الإسلام) بمصر في سنة 1357 هـ، ثم أشاعتها مجلة (المفتي) في ديوبند، ثم نقلتها منها مجلة (الصديق) بمُلتان في شهر رجب سنة 1373. كذا قال العلامة المحدث الفقيه الشيخ ظَفَر التهانوي في مقدمة (قواعد في علوم الحديث) ص13.

(2) قال عنه الإمام الكوثري في (فقه أهل العراق وحديثهم) ص11، وهي المقدمة التي قدم بها لكتاب (نصب الراية): " أهم كتاب في نظر الفقيه".

(3) طبع الكتاب في مجلدين بدار القلم بتحقيق د. محمد فضل المراد.

(4) وقال الإمام الكوثري عن هذا الكتاب في (فقه أهل العراق وحديثهم) ص10 أنه: "كتاب لا نظير له في استقصاء الأحكام"، ثم قال ص11: " وكتاب الزيلعي هذا يجد فيه الحنفي صفوةَ ما استدل به أئمة المذاهب من أحاديث الأحكام، ويلقى المالكي فيه نقاوة ما خرجه ابن عبد البر في (التمهيد) و (الاستذكار) وخلاصة ما بسطه عبد الحق في كتبه، في أحاديث الأحكام، والشافعي يرى فيه غربلة ما خرجه البيهقي في (السنن)، و (المعرفة)، وغيرهما، وتمحيص ما ذكره النووي في (الخلاصة) و (المجموع) و (شرح مسلم)، واستعراض ما يبينه ابن دقيق العيد في (الإِلمام) و (الإمام) و (شرح العمدة). وكذلك الحنبلي يلاقي فيه وجوه النقد في كتاب (التحقيق) لابن الجوزي، و (تنقيح التحقيق) لابن عبد الهادي، وغير ذلك من الكتب المؤلفة في أحاديث الأحكام ... مع استيفاء الكلام في كل حديث، من أقوال أئمة الجرح والتعديل، ومن كتب العلل المعروفة، وهذا ما جعل لهذا الكتاب ميزة عظمى بين كتب التخاريج." اهـ.

(5) للمحدث البارع المفسر المحقق الشيخ شَبِّير أحمد العثماني، وقد توفي سنة 1396هـ رحمه الله تعالى.

() للفقيه المحدث الشيخ خليل أحمد السهارنفوري المتوفى سنة 1346 رحمه الله تعالى.

(6) لإمام العصر المحدث الكبير والفقيه المحقق الحجة الشيخ محمد أنور شاه الكشميري صاحب (فيض الباري بشرح البخاري) المولود سنة 1292 والمتوفى سنة 1352 رحمه الله تعالى.

(7) وكتب عليه حواش وتعليقات نافعة عصريُّه الشيخ محمد أنور الكشميري سُميت (الإتحاف لمذهب الأحناف)، وقد توفي الشيخ النيموي رحمه الله تعالى في حدود سنة 1322، كما ذكر العلامة الشيخ محمد يوسف البَنّوري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير