وهو نظرة العلماء في وجود توازن طبيعي يتضمن خطة متكاملة لتعايش الكائنات مع بعضها. ويرى المنهج بطلان هذه الدعوى وان الذي نراه ليس نظام توازن بل (نظام تعويض لاستمرار النظام).
3 - صورة النظام الطبيعي:
يرى المنهج أن من يرى إن النظام الطبيعي هو أحسن نظام فكأنما يعتقد بعبثية الخلق وبطلان الغاية من الوجود و إلا فان هذا النظام له القدرة على السعي نحو الأحسن إذا ما نفذ الإنسان الأوامر والتزم بها.
4 - المنهج وفكرة تأثير العلويات في السفليات:
يرى المنهج إن الطبيعة لا تؤثر على الإنسان بنفس الدرجة الكامنة في الإنسان للتأثير في الطبيعة وان النظام طائع ومرن بشرط إتباع التعليمات وقاس ومعاند لمن يريد إصلاحه بطريقته أو تخريبه فهو مصمم للاستخدام المنصوص عليه.
5 - محاسن ومساوئ النظام الطبيعي:
ويظهر المؤلف هنا مساوئ النظام الطبيعي من بكتيريا ضارة وفيروسات وزلازل وفيضانات وأمراض وأعاصير وغيرها ثم يستعرض بعض المعاجز للأنبياء والتي توحي بعلاج لهذه الظواهر وتأكيد لهذه الحقيقة وان النظام الطبيعي نظام سيء ويجب الخلاص منه بالاتصال بصانعه ليتمكن الإنسان بالسيطرة عليه وتوجيهه.
6 - النظام الطبيعي وسيلة ومادة للنظام الأحسن:
وفهم النظام بهذه الطريقة يودي إلى نتيجتين وهما أن النظام يتغير وفق علاقة الإنسان بالنظام وان النظام الحالي الدنيوي ليس منفصلا عن النظام الأخروي انفصالا جغرافيا أي أنهما متصلان جغرافيا ومنفصلان زمانيا.
7 - علاقة النظام الطبيعي بالنظام الاجتماعي:
يرى المنهج أن النظام الاجتماعي يشبه النظام الطبيعي من جميع الوجوه
وان كلا العلمين متخلفين بسبب جهل القوانين. المنهج يكشف عن علاقة النظامين من جهة وبينهما وبين النظام القرآني من جهة أخرى.
وأكد المنهج على أن الإنسان هو من يصنع عالمه أي أن السفلي هو الذي يغير العلوي.
8 - علاقات رياضية:
إن مشكلة العلم الحديث لا تتمثل في معرفة حقيقة القانون الطبيعي وحركته الجوهرية وحسب بل تتمثل في عدم الدقة في الصياغة الرياضية للقانون. ويبين المنهج اصل الإعداد وإنها موجودة في النظام الطبيعي فالاصل في (الواحد) ومنه يتفرع كل شيء كاليوم والسنة والنظام المكاني (السبعة) والنظام الزماني (الثلاثة) والزوجي (الاثنان).
9 - الكشف عن ثوابت النظام الطبيعي:
يرى المنهج إن النظام الطبيعي مشحون بالإمكان للتحول إلى النظام الأحسن من خلال الكشف عن هذه الثوابت. وهو مشحون بقوتين قوة تمثل صلابته وقساوته وقوة كامنة تمثل قدرته على التحول إلى نظام أحسن.
وان هناك مرحلتان تحدثان للنظام الطبيعي ولن تقع الثانية حتى تقع الأولى. الأولى مرتبطة بالخيار الإنساني والتي يتحول فيها النظام إلى النظام الأحسن والثانية هي التي يلغي فيها هذا النظام ويحل محله نظام آخر.
10 - الخلاص من النظام الطبيعي عن طريق معرفة النظام القرآني:
يرى المؤلف أن المفسرين يقومون بالتنظير لمبادئ الإلحاد فقد اجمعوا على ذكر غايتين للآيات الكريمة وهما النعم الكثيرة والثانية الدلالة على قدرته سبحانه وتعالى في إحياء النفوس يوم القيامة.
ويرد المنهج أما الغاية الأولى فان النظام الطبيعي نعمة فقط من حيث طواعيته وإمكانية تحوله واستمراره.
وأما الغاية فالمفسرين ينظرون للتاريخ على انه استمرار لهذا النظام. وبذلك فصموا بهذا التصور عرى العلاقة بين وجود الإنسان والكون الواسع وان إلغاء النظام الكوني قبل الجنة والنار أو قبل يوم القيامة هي من إضافات المفسرين ويرى المنهج إنها تعدي على حدود الله بغض النظر عن كونها مقصودة أولا والمنهج يكشف عن غطاء الألفاظ بمعرفة أيام الله وأيام الخلق ووضع تسلسل زمني للأطوار المنتظرة والإيمان بها والعمل في الطريق الموصل إليها عن طريق فهم السنن الكونية وهتك أستار النظام الطبيعي بعلم يقيني حقيقي يتجاوز حدود الظواهر الطبيعية واستغلال خصائصها لمعرفة القوى الفاعلة.
إن العلم الوحيد القادر على كشف ذلك هو علم الكتاب والطريق الموصل إليه هو نظامه الداخلي والعقل الوحيد القادر هو عقل (من آتاه الله علم الكتاب).
وقد وضع المؤلف في آخر كتابه ثلاثة ملاحق هي نصوص تدل على صحة المنهج وأسئلة وأجوبة سريعة حول المنهج وفهرست للآيات.
هذا استعراض سريع وموجز لكتاب (النظام القرآني)، التزمت فيه بالألفاظ ما استطعت، حيث إنه يعتمد على منهج بحثي أطلق عليه مؤلفه (المنهج اللفظي). متمنيا أن أكون قد وفقت في إيصال الفكرة بأمانة علمية ونزاهة.
وإن كان لنا مواضع للتحفظ عاجلاً على بعض ما ذكره من قبيل رده لفكرة تواتر القرآن، التي لا نجد حاجة إلى رفضها، على خلاف الدليل، لمجرد أن المنهج الفظي قادر على إثبات إعجاز القرآن دون الحاجة إلى ذكر التواتر. سائلا المولى التوفيق والسداد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 06 - 2005, 09:25 ص]ـ
التواتر حقيقة واقعة
القرآن الكريم جاءنا بالتواتر
وأي قائل بغير هذا الكلام ليس منا ولسنا منه
فقول صاحبك الذي لخصته أنت (وإن كان لنا مواضع للتحفظ عاجلاً على بعض ما ذكره من قبيل رده لفكرة تواتر القرآن، التي لا نجد حاجة إلى رفضها))
يورده موارد الهلاك ويجعلنا نرد كلامه كائنا من كان
¥