? يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين أتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء? المائدة/57
إذن فحينما يقول? الذين أوتوا الكتاب? و ? الذين آتيناهم ? بغير ? من قبلكم? فهم من الملل الثلاثة جميعا
فهنيئا للأمة جميعا التي أخفت علوم القرآن أربعة عشر قرنا وهنيئا لهم على هذا العلم (الجمّ) الذي جعل الأولياء والكفار سواء وجعل محرفي الكتاب الأول بدلا من محرفي القرآن تغطية على تحريف هذه الأمة!
وكل ذلك ما هو إلا قطرة من بحر حقائق هذه الآيات ولا نريد أن ننبئكم بما هو (شر من ذلك)! "
ـ[عالم آخر]ــــــــ[26 - 06 - 2005, 07:54 ص]ـ
"التناقض في شروح العلماء لحيثيات التناقض
لقد رأيت من التمهيد السابق ثلاثة أمور:
الأول: إن الاختلاف في الكتاب الإلهي شقاق، عن علم وقصد لأن الكتاب الإلهي غايته إزالة الاختلاف فلا يمكن أن يقع فيه اختلاف، فإن قلت فماذا نسمي اختلاف العارف به المؤمن مع أهل الشقاق، أليس هو أختلاف ايضا؟
ولماذا لا تشمله لفظة الذين اختلفوا، إذا قلت ذلك ذكرناك أن هؤلاء مع أهل الشقاق ولم يختلفوا في الكتاب نفسه.
أما الذين اختلفوا من غير هؤلاء ومن غير أهل العلم فمنهم من آمن ومنهم من كفر، فالذي سلّم الأمر للذين?آتيناهم الكتاب ?، ولو لم يعرف تأويله آمن ومن سلّم للذين ? أوتوا الكتاب? ولو كان جاهلا بحقيقة تحريفه فقد كفر. لماذا لأن معرفة حقيقة إتباع هؤلاء أو هؤلاء ممكنة بأيسر السبل من غير حاجة لمعرفة تأويله، فلا يتبع قوم ما إلا لتشابه قلوبهم ونواياهم وهو ما يحتمه النظام اللفظي للقرآن مما يطول إيضاحه ويخرج بنا عن غاية هذا الفصل.
الثاني: أن المقارنة اللفظية بين تلك الآيات تحتم النتائج التي أعلن عنها المنهج من أول صفحاته وهي: وجود النظام القرآني الصارم الذي يكشف نفسه بنفسه، وفداحة الخطأ في تصور وجود المرادفات في القرآن، فإذا جعلت الذين أوتوا الكتاب والذين آتيناهم الكتاب وأهل الكتاب وأهل الإنجيل (اليهود والنصارى) والذين هادوا وقوم موسى .... الخ إذا جعلت هذه الألفاظ متساوية ومترادفة كما فعل عامة المفسرين فقد وضعت قدما راسخة في الاختلاف في الكتاب منذ تلك اللحظة.
فالنظام القرآني نظام دقيق بما يكفي للإجابة عن أي سؤال من غير اختلاف أو تناقض مع آية أخرى في أي موضع آخر من القرآن الكريم.
فلو قلت مثلا كيف الفرق بين اليهودي والنصراني في نفس المركب ? أوتوا الكتاب من قبلكم?، فنقول هناك مركبان للفرز يحلان محل مركب?من قبلكم? للإشارة إلى أحدهم وهما ? الذين أوتوا حظاً من الكتاب?،
? الذين أوتوا نصيبا من الكتاب?، وكذلك فإن ? الذين قالوا إنا نصارى? هم غير (النصارى) .... وهكذا فالاختلاف في الكتاب مردة إلى انكار النظام الداخلي فيه لا إلى أي شيء آخر ومعلوم إن هذا الإنكار سببه إنكار أن يكون من عند اله، لأنه لم يوافق أهواءهم ويود كل امرى منهم أن يؤتى صحفا منشرة على هواه وحسب طلبه فلما لم يذعن لهم بإجابة هذا المطلب
? أتت بقرآن غير هذا أو بدله? (يونس 15)
لم يكن أمامهم طريق سوى ? ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله?، من خلال محاولة هدم هذا النظام الداخلي بإخضاعه للقواعد تارة ولأساليب العرب أخرى وإثبات احتوائه على سبعين نوعا من الإبهام، وتفسير المفردة بغيرها وتساوي معاني المفردات واحتوائه التمثيل الإستعاري والكناية والمجاز .... إلى آخر القائمة المدفوعة الحساب من أجل أن يكون بديلا (للصحف المنشرة)، فيلائم الساحر والكاهن واللغوي والعربي والأعجمي وكل عقيدة صحيحة أو فاسدة ويأخذ منه القدري والمرجئي والمعتزلي والخارجي والباطني كلّهم على حد سواء وهو لجميعهم ينتصر ويؤيد.
وسارت في هذا الطريق أمة كبيرة جدا بعلمائها ونحوييها، يدفعها خصمها وعدوها إلى هذا الهدف وهي تجري أمامه فرحة بما تفعل من غير أن تنتبه إلى أنها تجري إلى سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجد شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض إذا
أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
¥