ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2005, 03:55 ص]ـ
إفتعلتم معارك وهمية مع شخص لا نكن له أيّ مكنون----فهلأ هدأتم وركزتم على الأفكار---نحن ليس في بالنا شخصكم---إنما نكتب متدبرين مدافعين عن أخيارنا الذين تمدحونهم قولا وتتعرضون لهم غمزا ولمزا--بل وفعلا---الأمة لا تقبل بين أظهرها من همّه تسفيه أخيارنا----ولا أحجر واسعا
ـ[الامين]ــــــــ[01 - 07 - 2005, 11:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعتذر من الاخوة الكرام عن تاخر الرد والمناقشة بسب ضيق المجال واختلال البال ووقوع العوائق وهجوم العلائق، ونسال من الجواد الكريم المسامحة عند الهفوة والعفو عن الزلة فيما طغى فيه القلم أو يزل فيه الفكر انه غفور رحيم.
وتحية طيبة مقرونة بأسمى معاني التقدير والاحترام الى كل من اخونا جمال حسني و اخونا محمد بن عبد الله واخونا خالد عبد الرحمن بارك الله فيهم جميعاً.
وابدأ مع الاخ الكريم محمد بن عبد الله حيث قال: فإن صح عن علي وعن ابن عباس ومجاهد رضي الله عنهم ما رويتم .......... فتلك هي الطامة الكبرى!.
إذ كيف نجمع بين مختلف في واحد؟؟.
وليس هناك سبيل إلى التوفيق والجمع ... فإما هرة وإما طست من ذهب؟؟.
وقبل الجواب على ما ذكره لابد من بيان مقدمة:
وهي ان مرجع المعارضة بين الدليلين _ اذا تمت مقومات حجيتهما بمعنى ان كلا منهما لو خلي ونفسه ولم يحصل ما يعارضه لكان حجة يجب العمل بموجبه ـ هو في الحقيقة التكاذب بينهما بحيث كل منهما يكذب الاخر ولا يجتمعان على الصدق كما لو ورد خبر يقول صلي ثم ورد خبر اخر يقول لا تصل، فهنا لا يمكن الجمع بين الخبرين فاذا لم يوجد مرجح في البين تصل النوبة الى التساقط في كلا الدليلين ونرجع الى العمومات الفوقانية او الاصول المؤمنة ونحو ذلك.
وهذا النحو من التعارض يكون مستحكما فيما اذا لم يكن للعرف نظر فيهما والا اذا كان له نظر بحيث لو عرضا عليه لجمع بينهما كما هو الحال في العام والخاص فان العرف يرى الخاص قرينة مفسرة للمراد من العام، ولئن كان بينهما تعارض فهو تعارض غير مستقر بنظره. وكذلك الحال في المطلق والمقيد.
وجميع ذلك راجع إلى تحكيم العرف في فهم الادلة بمجموعها، كما يكون هو المحكم في فهم كل دليل بنفسه مع قطع النظر عن غيره.
واذا تبين ذلك فنقول تارة: نلاحظ النسبة بين ما صح عن علي مع ما صح عن ابن عباس مع ما صح عن مجاهد رضي الله عنهم بالنظرة السطحية البدوية نرى انها متعارضة ولا سبيل إلى التوفيق والجمع بينها فإما هرة وإما طشت من ذهب.
وهذا النظر السطحي غير صحيح ولا يمكن الاعتماد عليه وهو الذي وقع فيه اخونا محمد وذلك لما سيأتي ان كونها هرة أو طشت من ذهب أو من انها ريح خجوج لا خصوصية فيه كي يكون ملحوظا على وجه الصفتية والموضوعية بما هو هو، بل الملحوظ في الرواية هي هرة مع ما اودع الله سبحانه وتعالى فيها ما يسكن النفس ويطمئن به القلب وكذلك الطشت والريح فليس الملحوظ فيهما الريح بما هي او الطشت بما هو بل بما هما سبب لسكون النفس واطمئنانها.
وأخرى: نلحظ النسبة بين الادلة بمجموعها أي من الاية الكريمة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ ... ) مع بقية الايات كما في قوله تعالى (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما) وقوله تعالى (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها) وقوله تعالى: " لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو ابناؤهم أو إخوانهم أو عشيرتهم. أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه " المجادلة - 22، أفاد سبحانه في هذه الاية ان هذه الحياة إنما هي بروح منه، وتلازم لزوم الايمان واستقراره في القلب فهؤلاء المؤمنون مؤيدون بروح من الله تستتبع استقرار الايمان في قلوبهم، والحياة الجديدة في قوالبهم، والنور المضئ قدامهم.
¥