ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[01 - 08 - 2005, 04:31 ص]ـ
الأخ الفاضل صالح ..
لقد نقلت لنا كتب التفسير والتاريخ أقوال عدد من العلماء يذكرون أن إبليس كان من الملائكة، وأنه كان خازناً للجنّة، أو للسماء الدنيا، وأنه كان من أشرف الملائكة، وأكرمهم قبيلة .. إلى آخر تلك الأقوال، وقد روي في هذا آثار كثيرة، وغالبها من الإسرائيليات التي تُنقل ليُنظر فيها، والله أعلم بحال كثير منها، ومنها ما يُقطع بكذبه، لمخالفته للحق الذي بأيدينا .. فهي أقوال لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان، وما لم يوجد عن صاحب ولا تابع ولا تابع تابع خبر يصحّ موصولاً ولا شاذّاً ولا مشهوراً عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيبقى ذلك كله محلاً للنظر. وفيما يلي، نذكر ما ثبت لدينا بالنصّ الصحيح عما يخصّنا في إبليس - أعاذنا الله وإياكم منه:
أولاً: أن إبليس كان من الجن، قال تعالى: " فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ " (الكهف: 50)، والجنّ غير الملائكة والإنس، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه خبر المصطفى صلى الله عليه وسلم: " أن الملائكة خلقوا من نور، وأن الجن خلقوا من مارج من نار، وأن آدم خلق من طين ". وفي قوله تعالى: أن " إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ "، بلاغ صريح بأنه ليس من جنس الملائكة.
ثانياً: في قوله تعالى: " فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ "، تأكيد على أمرين: الأول: أن إبليس كان من الجنّ، والجنّ - كالإنس - مخلوق مكلّف بأوامر ونواهٍ، وله اختيار، يستطيع أن يطيع، ويستطيع أن يعصي، وما دام له اختيار فإنه ليس من الملائكة، لأن الملائكة ليس لهم اختيار، فهم " لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " (التحريم: 6). والثاني: أن إبليس لزم نفسه بمنهج الله قبل أن تغلب عليه طبيعة الاختيار وتأخذه الكبرياء، حين أُمر بالسجود لآدم عليه السلام، لأن الفاسق لا بدّ أن يكون قد أسلم أولاً، لكي يخرج عن دينه، ويكون فاسقاً فيما بعد، وهذا ما يميّزه من الكافر بعده، ومن المنافق قبله. فالكافر لم يدخل الإسلام أبداً، والمنافق لم يخرج من الإسلام أبداً، ولو في الظاهر على الأقل، أما الفاسق فهو قد أسلم ثم فعل ما يخرجه عن الدين سواء كان الخروج مؤقتاً أو دائماً. فإذا كان خروجه مؤقتاً – أي تاب بعد فسوقه – فإنه يعود إلى أمّة الإسلام كواحد من أفرادها. أما إذا كان خروجه دائماً – أي لم يتب بل استمرّ على فسوقه – فهو يصبح في عداد الكافرين والملحدين.
ثالثاً: إذا كان إبليس – أعاذنا الله وإياكم منه – من العابدين لله قبل معصيته، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الملائكة ليس لهم اختيار وأن إبليس كان قادراً على المعصية ويطيع، ويأتي الله عن طواعية واختيار، فهو يكون في هذه الحالة أعلى منزلة من المَلَك، ولذلك سمّاه بعضهم: طاووس الملائكة. فإنه كان يزهو في حضور الملائكة بإلزام نفسه بمنهج الله، وكان يزهو على الملائكة بأنه صالح أن يطيع أو أن يعصي، ولكنه تميّز بالطاعة.
رابعاً: ومن هنا قلنا إن إبليس كان من الملائكة وظيفة ومن الجن نسباً وأصلاً، فإن الحق تبارك وتعالى يقول: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (الذاريات: 56). فالغاية من خلق الجن والإنس هي العبادة. وإبليس الجني – أعاذنا الله وإياكم منه – كان عابداً لله مع الملائكة طائعاً لأمره سبحانه، ثم أوقعه الغرور في المعصية فكفر، فلمّا تحوّل إلى الكفر، ورضي به، وأصبح محبّاً للشرّ، طالباً له، يتلذّذ بفعله والدعوة إليه، ويحرص عليه بمقتضى خبث نفسه، وإن كان موجباً لعذابه: " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " (ص 82 - 83).
والله أعلم
ـ[صالح بن سعد بن حسن المطوي]ــــــــ[04 - 08 - 2005, 10:11 ص]ـ
أخي في
الله سبحانه له الحمد
لؤي الطيبي
لقد كان إستدلالك على ما ذكر في كتب التاريخ والتفاسير
من أقوال لا تقوم على ساق في علم الجرح والتعديل
وأكثر مايقال فيها أنها أثر من تابع التابعين
وهذا الأثر يأتي في خانة القصاص أكثر من التأويل
ولا يوجد تفسيرمن الشارع لما تصديت له
والنص قال (وما كنت متخذ المظلين عضدا)
وهذ النص صريح في نسف ما أستدللت به
و أخطأت مرة ثانية بأن جعلت درجة الملوكية درجة كسبية
كأنك مع الذين يقولون أن درجة النبوة كسبية وليست وهبية
و الملائكه خلق خاص والدرجات فيها وهبية ومغلقة على الملائكه فقط
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 08 - 2005, 03:32 م]ـ
الأخ الحبيب صالح ..
قبل أن أناقشك فيما طرحت من موضوعات .. أطلب منك - أخي الكريم - أن تتكرّم علينا بكتابة مسطورة غير متفرّقة، فإن طريقة كتابتك - حفظك الله - تجعلنا لا نركز في فحواها بسبب تباعد العبارات والفقرات عن بعضها البعض، وكأننا نقرأ صفحة واحدة في عشر صفحات ..
أما بالنسبة لمضمون كلامك، فأنت تقول - حفظك الله: لقد كان استدلالك على ما ذُكر في كتب التاريخ والتفاسير من أقوال لا تقوم على ساق في علم الجرح والتعديل، وأكثر ما يقال فيها أنها أثر من تابع التابعين، وهذا الأثر يأتي في خانة القصاص أكثر من التأويل، ولا يوجد تفسيرمن الشارع لما تصدّيت له، والنص قال: " وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا "، وهذ النص صريح في نسف ما استدللت به.
وأنا أسأل في الحقيقة: أي استدلال تقصد - حفظك الله؟ وأي تفسير قمتُ أنا بالتصدّي له، فعارض قول الحق تبارك وتعالى: " وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا "؟
ثم تقول - حفظك الله: وأخطأت مرة ثانية بأن جعلت درجة الملوكية درجة كسبية، كأنك مع الذين يقولون إن درجة النبوة كسبية وليست وهبية، والملائكه خلق خاصّ والدرجات فيها وهبية ومغلقة على الملائكه فقط.
وأنا أسأل من جديد: كيف استنتجت أنني جعلت درجة الملوكية كسبية؟
فأفدنا - يا راعاك الله - واجعل كلامك واضحاً ليتسنّى لنا فهمه، وذلك من خلال الإشارة إلى النصوص التي ترى فيها إشكالاً.
¥