ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 04:06 ص]ـ
العزيز عمار:
إنني سعيد بمداخلتك.
" الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ " (الفرقان:26)
الملك: مبتدأ مرفوع بالضمة.
يومئذ: يوم, ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة, وهو مضاف, و (اذ) اسم مبني على السكون الذي حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين, في محل جر بالإضافة.
الحق: صفة للملك.
للرحمن: جار ومجرور , متعلق بخبر المبتدأ.
اعتبر بعضهم أن يومئذ خبر للمبتدأ (الملك).
الجوانب البلاغية في الآية الشريفة:
الملك يومئذ فيه إشارة إلى يوم القيامة.
استخدام الرحمن فيه لمسة جمالية, حيث أضاف الملك في يوم القيامة لاسمه " الرحمن " الذي وسعت رحمته كل شيء, والجميع يتطلع إلى رحمته.
مجيء (الحق) لها فائدة فهي تشير إلى أن من كان لهم ملك محدود وزائل, فهم خارجون من دائرة هذا الملك, و بمعنى آخر أن الحاكمية الشاملة على كل الموجودات إنما هي لله, فكلمة (الحق) تفيد أن هذا الملك لا يزول ولا يتغير.
هل هناك فرق بين:
" الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ " و " الْمُلْكُ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ "
بمعنى هل مجيء (يومئذ) له فائدة أم لا؟
الجواب: نعم.
صحيح أن الملك الحق في سائر الأوقات – بما في ذلك الحياة الدنيا – لله, ولكن هذه الصورة تتضح بشكل أكبر يوم القيامة, حيث تزول كل أشكال الملك الصورية والمجازية التي كانت موجودة ذات يوم, فالناظر في ذلك اليوم يدرك حقيقة أنه أمام ملك حقيقي, ولذا جاءت الكلمة (يومئذ) لتؤكد هذه الحقيقة, داعمة للمعنى الذي تضمنته كلمة (الحق).
نلاحظ أنه تم الفصل بين الصفة - الحق - والموصوف – الملك – بالكلمة (يومئذ).
التقدير: الملك الحق يومئذ للرحمن.
بصفة عامة, لا ينبغي الفصل بين الموصوف وصفته, إلا إذا كانت هناك فائدة معنوية , وهذا ما تحقق في هذه الآية الشريفة, فترتيب الكلمات إنما هو حسب أهميتها المعنوية.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 04:36 ص]ـ
الأخ العزيز الأهدل:
أسعدني حضورك, رعاك الله سالما من كل مكروه.
أشكر لك مداخلتك.
" فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً " القصص - 8
واقعا, لم أشأ أن اتوسع في تلك اللام, ولكن تعقيبا على مداخلة شخصكم الكريم أفيد بما يلي.
من خلال تتبعي فإن عددا من العلماء - كالكعبري صاحب كتاب التبيان في إعراب القرآن - اعتبر هذه اللام لام العاقبة أو الصيرورة.
وقال ابن خالويه في كتاب " المبتدأ " في النحو:
فأما قوله تعالى: " فالتقطه أل فرعون ليكون ... " , فهي لام " كي" عند الكوفيين, ولام الصيرورة عند البصريين, والتقدير: فصار عاقبة أمرهم إلى ذلك؛ لأنهم لم يلتقطوه لكي يكون لهم عدوا .... انتهى.
الزمخشري في الكشاف رأيه مخالف لرأي صاحب " أضواء البيان " حيث يرى أنها لام كي التي معناها التعليل, على طريق المجاز دون الحقيقة, خلافا لرأي صاحب " أضواء البيان " الذي اعتبرها لام كي على سبيل الحقيقة لا المجاز.
وقال الزمخشري: .. لأنه لم يكن دواعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوا وحزنا, ولكن: المحبة والتبني, غير أن ذلك لما كانت نتيجة التقاطهم له وثمرته, شبه بالداعي الذي يفعل الفاعل الفعل لأجله ... (1)
(1) - الكشاف للزمخشري المجلد4
ـ[الضاد1]ــــــــ[26 - 08 - 2005, 07:50 م]ـ
العزيز عمار:
إنني سعيد بمداخلتك.
" الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ " (الفرقان:26)
الملك: مبتدأ مرفوع بالضمة.
يومئذ: يوم, ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة, وهو مضاف, و (اذ) اسم مبني على السكون الذي حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين, في محل جر بالإضافة.
الحق: صفة للملك.
للرحمن: جار ومجرور , متعلق بخبر المبتدأ.
اعتبر بعضهم أن يومئذ خبر للمبتدأ (الملك).
الجوانب البلاغية في الآية الشريفة:
الملك يومئذ فيه إشارة إلى يوم القيامة.
استخدام الرحمن فيه لمسة جمالية, حيث أضاف الملك في يوم القيامة لاسمه " الرحمن " الذي وسعت رحمته كل شيء, والجميع يتطلع إلى رحمته.
مجيء (الحق) لها فائدة فهي تشير إلى أن من كان لهم ملك محدود وزائل, فهم خارجون من دائرة هذا الملك, و بمعنى آخر أن الحاكمية الشاملة على كل الموجودات إنما هي لله, فكلمة (الحق) تفيد أن هذا الملك لا يزول ولا يتغير.
هل هناك فرق بين:
" الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ " و " الْمُلْكُ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ "
بمعنى هل مجيء (يومئذ) له فائدة أم لا؟
الجواب: نعم.
صحيح أن الملك الحق في سائر الأوقات – بما في ذلك الحياة الدنيا – لله, ولكن هذه الصورة تتضح بشكل أكبر يوم القيامة, حيث تزول كل أشكال الملك الصورية والمجازية التي كانت موجودة ذات يوم, فالناظر في ذلك اليوم يدرك حقيقة أنه أمام ملك حقيقي, ولذا جاءت الكلمة (يومئذ) لتؤكد هذه الحقيقة, داعمة للمعنى الذي تضمنته كلمة (الحق).
نلاحظ أنه تم الفصل بين الصفة - الحق - والموصوف – الملك – بالكلمة (يومئذ).
التقدير: الملك الحق يومئذ للرحمن.
بصفة عامة, لا ينبغي الفصل بين الموصوف وصفته, إلا إذا كانت هناك فائدة معنوية , وهذا ما تحقق في هذه الآية الشريفة, فترتيب الكلمات إنما هو حسب أهميتها المعنوية.
بوركت، وضحت الفكرة
¥