تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فكلمة (موجود) هي اسم مفعول ولا ينطبق اسم المفعول على الله سبحانه وتعالى إلا كلمة معبود وما وازاها؛ أي أن الله واجد وليس (موجوداً)

وبارك الله بك وحياك الله

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 09 - 2005, 12:50 ص]ـ

العزيز الضاد1:

أسعدني حضور شخصكم الكريم - رعاكم الله - كثيرا.

في قوله تعالى:

" كل شيء هالك إلا وجهَه "

استخدام " كلمة " وجهه " هي من باب المجاز وليس الحقيقة, فليس المقصود منها أن الوجه جزء منه سبحانه, فالله ليس كمثله شيء.

سأعود مرة أخرى لإعطاء تفصيل أكثر حول هذا الجانب.

---

تعقيبا على قولكم

استخدام كلمة موجود.

أتفق معكم أن الله سبحانه وتعالى, هو الواجد كما أنه - سبحانه وتعالى - الموجِد للأشياء.

غير أن استخدام كلمة (موجود) , لا يراد منها - دائما - معناها الخلق, وهو الوجود من العدم, واستخدامها هنا بمعنى الحضور أو الشهود على سبيل المجاز.

تأمل قوله تعالى:

" إن الله كان عليما حكيما " - النساء: 24

هل يفهم من الآية أنه كان في السابق عليما, بينما في الوقت الحالي - جل ثناؤه - ليس كذلك؟

" وكان الله سميعا عليما "

هل يفهم من الآية أنه كان في السابق سميعا, بينما في الوقت الحالي - جل ثناؤه - ليس كذلك؟

بالتأكيد لا, فالله عليم وسميع في كل الأوقات والأحوال.

نقول:

على الجميع أن يكونوا موجودين الساعة التاسعة.

لا يفهم من هذا العبارة أن يكونوا مخلوقين, بل تعني أن يكونوا حاضرين غير غائبين.

من معاني كلمة موجود:

أولا: مخلوق موجود من عدم.

ثانيا: حاضر, أي ليس بغائب, فعندما نقول: " فلان مَوْجُودٌ فِي المسجد ": أَيْ أن وُجُودُهُ فِي المسجد حَاصِلٌ. .

ثالثا: الموجود في المطلح الفلسفي, هو الثابت في الذهن وفي الخارج.

رابعا: كائن, ومثال ذلك: أنا افكر إذا أنا موجود, أي كائن.

خامسا: متوافر, فعندما نقول: الكتب موجودة في المكتبة, يعني أنها متوافرة, وليس معناها أنها أوجدت من العدم.

وعندما يقال أن الله - سبحانه وتعالى - موجود, فالمراد أنه حاضر ليس بغائب, لا يخلو منه مكان ولا زمان وليس المراد أنه مخلوق أو موجود من العدم, فللكلمة موجود معان متعددة, ويفهم المعنى المراد من سياق الجملة.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 09 - 2005, 02:22 ص]ـ

إضافة:

من معاني الوجود هو العلم كما ذكر الفخر الرازي في " التفسير الكبير " والزمخشري في " الكشاف "

" ألم يجدك " من الوجود الذي بمعنى العلم. (1)

" ألم يجدك يتما فآوى. ووجدك ضالا فهدى. ووجدك عائلا فأغنى " – الضحى " 6 - 8

وجد: بمعنى علم, ليس بمعنى خلق, وموجود تعني في هذه الحالة معلوم.

فلو قلنا إن الله موجود, بمعنى إن الله معلوم, فلا يوجد في ذلك ما ينافي العقيدة.

فلو قلنا لا إله موجود إلا الله, بمعنى (لا إله معلوم أو حاضر) إلا الله, فلا يوجد خطأ في هذه الجملة من ناحية لغوية أو عقدية.

إذا ألخص معاني موجود:

- مخلوق (من العدم).

- معلوم.

- متوافر.

- كائن.

- حاضر, أي له وجود.

- الموجود في المطلح الفلسفي, هو الثابت في الذهن وفي الخارج.

(1) التفسير الكبير المجلد 16؛ الكشاف المجلد 6.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[07 - 09 - 2005, 12:13 ص]ـ

عزيزي الضاد:

ردا على مداخلتكم الكريمة: كل شيء هالك إلا وجهَه: كيف سيكون مستثنىً منه والله (سبحانه وتعالى) ليس شيئاً؟

أقول, مستمدا من الله التوفيق والسداد.

هل الله شيء أم أنه ليس بشيء؟

ذهب علماء جمهور علماء أهل السنة إلى أن الله سبحانه وتعالى شيء, وقد استدلوا على ذلك بالآية الشريفة:

" قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ... " – الأنعام: 19

وإليك بعض الشواهد على ذلك.

قال الرازي معقبا على هذه الآية الشريفة: " ... فبين الله تعالى أن أكبر الأشياء شهادة هو الله ... " (1)

ثم قال: " والجواب اللائق بقوله " أي شيء أكبر شهادة " هو أن يقال: هو الله, ثم يقال بعده " الله شهيد بيني وبينكم " وعلى هذا التقدير فيصح الاستدلال بهذه الآية أيضا على أنه تعالى يسمى باسم الشيء, فهذا تمام تقرير هذا الدليل. " (2)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير