تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[10 - 09 - 2005, 12:22 ص]ـ

العزيز الضاد1:

أشكر لكم تواصلكم.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[10 - 09 - 2005, 12:23 ص]ـ

" لَّيْسَ ?لْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ?لْمَشْرِقِ وَ?لْمَغْرِبِ وَلَـ?كِنَّ ?لْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاٌّخِرِ وَ?لْمَلَـ?ئِكَةِ وَ?لْكِتَـ?بِ وَ?لنَّبِيِّينَ وَءَاتَى ?لْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِى ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَـ?مَى? وَ?لْمَسَـ?كِينَ وَ?بْنَ ?لسَّبِيلِ وَ?لسَّآئِلِينَ وَفِي ?لرِّقَابِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءَاتَى ?لزَّكَو?ةَ وَ?لْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـ?هَدُواْ وَ?لصَّابِرِينَ فِى ?لْبَأْسَآءِ و?لضَّرَّاءِ وَحِينَ ?لْبَأْسِ أُولَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ " – البقرة: 177

طرح المشككون بالقرآن شبهات لغوية حول هذه الآية, منها:

- مجيء الصابرين منصوبة, بدلا من كونها مرفوعة ومعطوفة على (الموفون).

- في قوله تعالى " ولكن البر من آمن بالله ... " حيث يرون أنه كان ينبغي أن يقول: " ولكن البر أن تؤمنوا وتؤتوا وتقيموا ... " لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.

سنتعرض للرد على هاتين الشبهتين, و الإشارة إلى جوانب نحوية لغوية وبلاغية أخرى مرتبطة بهذه الآية الشريفة.

لماذا جاءت (الصابرين) منصوبة , ولم تجيء مرفوعة؟

الجواب:

لأنها منصوبة لفعل محذوف تقديره, أخص أو أمدح - أي أخص الصابرين - إشعارا بفضل الصبر وما له من مكانة عظيمة.

لاحظوا وجود القطع بين الموفون والصابرين.

قال الألوسي: " ومجي القطع في العطف مما أثبته الأئمة الأعلام ووقع في الكتاب أيضاً واستحسنه الأجلة وجعلوه أبلغ من الاتباع " (1)

وقال الفارسي: " إذا ذكرت الصفات الكثيرة في معرض المدح و الذم فالأحسن أن تخالف بإعرابها, ولا تجعل كلها جارية على موصوفها, لأن هذا الموضع من مواضع الإطناب في الوصف والإبلاغ في القول, فإذا خولف بإعراب الأوصاف مكان المقصود أكمل لأن الكلام عند الاختلاف يصير كأنه أنواع من الكلام, وضروب من البيان, وعند الاتحاد يكون وجها واحدا, وجملة واحدة " (2)

وللإجابة على الشبهة الثانية:

" ولكن البر من آمن بالله ... "

يوجد هنا جانب بلاغي, وهو الإيجاز بحذف المضاف , وتقدير ذلك: ولكن البر برّ من آمن.

(1) تفسير الألوسي.

(2) تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي, المجلد 2

لا زلنا نسبح في جمال هذه الآية:

" لَّيْسَ ?لْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ?لْمَشْرِقِ وَ?لْمَغْرِبِ وَلَـ?كِنَّ ?لْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاٌّخِرِ وَ?لْمَلَـ?ئِكَةِ وَ?لْكِتَـ?بِ وَ?لنَّبِيِّينَ وَءَاتَى ?لْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِى ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَـ?مَى? وَ?لْمَسَـ?كِينَ وَ?بْنَ ?لسَّبِيلِ وَ?لسَّآئِلِينَ وَفِي ?لرِّقَابِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءَاتَى ?لزَّكَو?ةَ وَ?لْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـ?هَدُواْ وَ?لصَّابِرِينَ فِى ?لْبَأْسَآءِ و?لضَّرَّاءِ وَحِينَ ?لْبَأْسِ أُولَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ " – البقرة: 177

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 12:03 ص]ـ

أود إعطاء مزيد من الإيضاح حول قطع التابع عن المتبوع

" لَّيْسَ ?لْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ?لْمَشْرِقِ وَ?لْمَغْرِبِ وَلَـ?كِنَّ ?لْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لاٌّخِرِ وَ?لْمَلَـ?ئِكَةِ وَ?لْكِتَـ?بِ وَ?لنَّبِيِّينَ وَءَاتَى ?لْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِى ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَـ?مَى? وَ?لْمَسَـ?كِينَ وَ?بْنَ ?لسَّبِيلِ وَ?لسَّآئِلِينَ وَفِي ?لرِّقَابِ وَأَقَامَ ?لصَّلَو?ةَ وَءَاتَى ?لزَّكَو?ةَ وَ?لْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـ?هَدُواْ وَ?لصَّابِرِينَ فِى ?لْبَأْسَآءِ و?لضَّرَّاءِ وَحِينَ ?لْبَأْسِ أُولَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُتَّقُونَ " – البقرة: 177

قطع التابع عن المتبوع – كما هو واضح في هذه الآية الكريمة - يعتبر من الفنون البلاغية, فإذا ذكرت صفات للمدح أو الذم جاء الإعراب مخالفا, وفي ذلك اجتلاب للانتباه, لأن تغيير المألوف يدل على زيادة ترغيب في استماع المذكور, وإعطائه مزيدا من الأهمية.

نجد مثالا آخر على ذلك في قوله تعالى:

" سيصلى نارا ذات لهب. وامرأتُه حمالةَ الحطب " المسد 3 - 4

تأملوا المقطع: " وامرأتُه حمالةَ الحطب "

امرأة: مرفوعة

حمالة: منصوبة.

امرأته: معطوف على الضمير الفاعل في سيصلى – أي سيصلى هو و امرأته – مرفوعة بالضمة, والهاء ضمير متصل مبني في محل جر.

حمالة: مفعول به لفعل محذوف تقديره, أذم أو أعني.

حمالة: مؤنث حمال, صيغة مبالغة اسم الفاعل الثلاثي من الثلاثي حمل, وزنه فعالة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير