7) " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ " (الأنفال: 30)
8) " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ " (الأنفال: 45)
9) " وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ " (هود: 120)
10) " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ " (الرعد: 39)
11) " كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء " (إبراهيم: 24)
12) " يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ " (إبراهيم: 27)
13) " وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا " (النحل: 94)
14) " قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ " (النحل: 102)
15) " فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً " (الإسراء: 12)
16) " وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً " (الإسراء: 74)
17) " كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا " (الفرقان: 32)
18) " وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ " (الشورى: 24)
19) " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " (محمد: 7)
هذه هي الآيات التي ورد فيها اللفظان (م ح و) و (ث ب ت) في كتاب الله العزيز .. وكما نرى في هذه الآيات، فإن المحو والإثبات هما مسألة زمانية مكانية، ساحتها عالم الخلق وليس عالم الأمر ..
فثبات المؤمنين في القتال، وتثبيت الأقدام، وتثبيت الفؤاد، والقول الثابت، ومحو آية الليل، ومحو الباطل .. كل ذلك ساحته عالم الخلق المحكوم للأسباب ولقوانين الزمان والمكان.
وما يؤكّد ذلك أيضاً هو أن المحو والإثبات في الآية الكريمة المدروسة يرتبطان بالمشيئة ولا يرتبطان بالإرادة: " يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ".
فكل حركة من حركات هذا الكون تتنقّل بين المحو والإثبات، لا تخرج عن إطار مشيئة الله تعالى .. فنقصان الرزق وزيادته، والموت والحياة، والشقاء والسعادة، وممارسة الكفر والإيمان .. وكل ما يُمحى ويثبت بين هذه المسائل المتناقضة، لا يخرج عن إطار مشيئة الله عزّ وجلّ، التي تسخّر أسباب كل شيء في هذا الكون.
والآية الكريمة موضع الدرس، إنما فيها ردّ على طلب المشركين معجزة (آية) من الرسول صلى الله عليه وسلم .. والله تعالى يردّ عليهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كغيره من الرسل، بشر له ذرية وأزواج، وإن المعجزة والبرهان والدليل والعذاب .. وكل ما طلبوه من شواهد حسيّة تنتمي لعالم الخلق الذي يشاهدونه، هو حدث له وقته المحدّد بعلم الله سبحانه وتعالى، ولا يستطيع أي رسول أن يأتي به من تلقاء نفسه، قال تعالى: " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " (الرعد: 38 - 39).
فالآية التي طلبوها ليست آية قرآنية تنتمي لعالم الأمر .. إنها معجزة حسيّة تنتمي لعالم الخلق ..
وما يؤكّد أيضاً أن المحو والإثبات هما في ساحة المشيئة وينتميان لعالم الخلق، وليس في القرآن، هو ورودهما بصيغة الاستمرارية: " يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ ". فلو كان المحو في القرآن الكريم لأتيا بصيغة الماضي، لأن القرآن الكريم نزل وانتهى نزوله ..
ولكن المحو والإثبات يعنيان الحركة المستمرّة للأشياء بين هذين النقيضين في عالم الخلق، لذلك نراهما بصيغة الاستمرارية، فالذي يموت مثلاً يُمحى من ساحة الأحياء ويثبت في ساحة الأموات، والذي يؤمن يُمحى من ساحة الكفّار ويثبت في ساحة المؤمنين، والذي يكفر يُمحى من ساحة المؤمنين ويثبت في ساحة الكافرين ... وهكذا.
¥