وأما ذو القرنين فقد آتاه الله تعالى مُلك الدنيا وفتحها عليه من مشرقها إلى مغربها، فهل شكر ربّه على هذه النعم العظيمة؟ تبيّن السورة أن ذا القرنين قد شكر ربّه بالصور التالية: أولاً: إنه أقام العدل في الأرض، فعاقب الظالم وأحسن إلى المحسن " قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا " (الكهف: 87 - 88). ثانياً: منع ظلم يأجوج ومأجوج عن جيرانهم، فأقام سدّاً هائلاً دون أن يأخذ عليه أجراً، معترفاً بأن الله تعالى أنعم عليه بالأموال الكثيرة " قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ " (الكهف: 94 - 95). ثالثاً: عندما أنهى بناء السدّ، لم ينسب الفضل في ذلك إلى نفسه، بل نسبه إلى رحمة الله تعالى " قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي " (الكهف: 98). وبذلك نجح ذو القرنين في ابتلاء الشكر، إذ التجأ إلى الله تعالى مرجعاً الأمور إليه، ولم يلجأ إلى هوى نفسه، ولا إلى الشيطان وإغراءاته ..
وهكذا يظهر اول وجه من الهندسة الإلهية في مواضيع هذه القصص الأربع – التي تتوسّطها قصّة آدم عليه السلام، وذلك في استيعابها لجميع النماذج البشرية، فنموذجان من عامّة الناس: أصحاب الكهف، وصاحب الجنتين. ونموذجان من خاصّة الناس: أحدهما نبيّ مرسل: موسى عليه السلام، والآخر ملك عظيم: ذو القرنين.
ومن عجب أن يخفق صاحب القمّة الروحية (موسى عليه السلام) في ابتلاء الصبر، بينما ينجح صاحب القمّة الدنيوية (ذو القرنين) في ابتلاء الشكر. ومن عجب أن ينجح فتية ليسوا في مقام موسى عليه السلام في ابتلاء الصبر، بينما يخفق صاحب الجنتين في ابتلاء شكر على نعم كثيرة أغدقها الله تعالى عليه، ولم يكن يكلّفه هذا الشكر سوى الاعتراف بفضل الله عليه.
والملاحظ أن ابتلاءات الصبر والشكر تتوزّع على القصص الأربع بالتساوي، كما يتوزّع النجاح والإخفاق عليها بالتساوي، وهو تنويع مرتّب متناسق يشمل جميع الحالات الممكنة التي قد يتعرّض لها البشر، وجميع النماذج البشرية التي تزخر بها الحياة:
أصحاب الكهف ==== > صبر === > نجاح
صاحب الجنتين ==== > شكر === > إخفاق
آدم عليه السلام ==== > صبر وشكر
موسى عليه السلام ==== > صبر === > إخفاق
ذو القرنين ===== > شكر === > نجاح
هذا هو المشهد الأمامي لموضوع الابتلاء في هذه السورة المباركة، غير أننا إذا تعمّقنا فيها، وجدنا أنواعاً أخرى من الابتلاء تموج بها سورة الكهف، وكأنها سورة ابتلاء .. وهذا ما سنحاول بيانه فيما بعد إن شاء الله تعالى ..
يتبع ..
ـ[أمين هشام]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 12:54 ص]ـ
ومع هذا - وقبل أن أبيّن لكم الفرق بين القسمة والهندسة - أنقل لكم ما أورده السيوطي في العلوم المستنبطة من القرآن. قال – رحمه الله: " وقد احتوى – أي القرآن الكريم – على علوم أخرى من علوم الأوائل، مثل الطب، والجدل، والهيئة، والهندسة، والجبر، والمقابلة ... "، صدق الله العظيم!.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 01:13 ص]ـ
يا شيخ أمين ..
لو أنكم تحلّيتم بالصبر وتريّثتم قليلاً ..
لا أظنّكم تفقهوه ..
أين الفصيح القناص جمال عن هذا البديع!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أمين هشام]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 01:26 ص]ـ
يا شيخ أمين ..
لو أنكم تحلّيتم بالصبر وتريّثتم قليلاً ..
لا أظنّكم تفقهوه ..
أين الفصيح القناص جمال عن هذا البديع!!!!!!!!!!!!!!
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 04:06 ص]ـ
جمد اشتراك أمين هشام.
فلا داعي للرد عليه بعد اليوم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 05:22 ص]ـ
[ B] ومع هذا - وقبل أن أبيّن لكم الفرق بين القسمة والهندسة - أنقل لكم ما أورده السيوطي في العلوم المستنبطة من القرآن. قال – رحمه الله: " وقد احتوى – أي القرآن الكريم – على علوم أخرى من علوم الأوائل، مثل الطب، والجدل، والهيئة، والهندسة، والجبر، والمقابلة ... "، صدق الله العظيم!.
هذا الكلام منهم كفر صريح
لقد ذيّلوا كلام الأخ لؤي والذي هو كلام بشر بقولهم "صدق الله العظيم"ولا يذيل إلا كلام الله بهذا القول--فلبئس ما فعلتم
ـ[صوت الحق]ــــــــ[22 - 08 - 2005, 03:49 م]ـ
حتى هذه لم تفهمها يا جمال فكفرت قول الرجل
فما أراده أخونا الأمين ((الإستهزاء))
أجعلتم قول السيوطي رحمه الله حجة بعد الرسل
.
أما ما جاء في قولك أخي لؤي من تعريف للهندسة والقسمة
(((أما القسمة، فهي: عملية تفكيك لعناصر بين أجزاء مرتبطة مع بعضها البعض.
وأما الهندسة، فهي: عمليّة ربط بين عناصر الأجزاء، وكشف عن المناسبات في النظام الرابط بين هذه العناصر .. )))
فكيف يا فصيح تكون الهندسة = القسمة وهما متضادات بالمعنى حسب قولك!!!؟!!!!
أما مصطلح الهندسة البشري فلا علاقة له بالربط بل هي في (لسان العرب) الحدُّ والقياس
فأين الحد من الربط؟!!!
¥