ـ[أحلام]ــــــــ[28 - 08 - 2005, 05:28 م]ـ
الاخ الفاضل ابو طالب بارك الله بكم وبعلمكم ونطمع منكم المزيد
مصداقا لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (اثنان لايشبعان طالب علم وطالب دنيا) أو كماقال
وجزاك الله على كل حرف كخطه يمينك
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 08 - 2005, 11:49 م]ـ
الأخت الكريمة أحلام:
أشكر لك حضورك وكلماتك.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[31 - 08 - 2005, 06:45 ص]ـ
سلم يراعك وجزاك الله خيرا ونفع بعلمك
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[02 - 09 - 2005, 09:52 ص]ـ
الأخ الكريم أبو سارة:
أشكر لكم اهتمامكم ومتابعتكم.
رعاكم الله سالمين.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[02 - 09 - 2005, 02:48 م]ـ
أواصل معكم رحلة البحث في معالم الإعجاز البلاغي للآية القرآنية:
(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) 44 هود
حسن النسق:
يراد بالنسق أن تكون الكلمات المتتالية ذات تلاحم قوي ومحكم وسليم, بحيث إذا أفردت كل جملة منه قامت بنفسها, واستقل معناها بلفظها عن الأخرى.
(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) 44 هود
إن هذه الآية مثال قوي على تجسيد هذا الفن البلاغي, فجمل الآية الشريفة جاءت مترادفة بواو النسق, بترتيب في غاية الجمال, فالهدف الأسمى هو أن ينطلق أصحاب نوح من السفينة إلى الأرض, وذلك لا يتحقق إلا بانحسار الماء عن الأرض, فلذلك تم توجيه النداء إلى الأرض أولا حيث أُمرت بابتلاع الماء, ثم وجه النداء الثاني إلى السماء بالإقلاع, ثم تلى ذلك مجيء خبر (غيض المااء) حيث انحسار الماء, وأعقب ذلك بيان (وقضي الأمر) والذي يوحي بهلاك القوم العصاة ونجاة القوم المؤمنين, ثم الإشارة إلى استواء السفينة واستقرارها ليبعث الأمن في أنفس النجاة, ثم اختتام المشهد بالدعاء على العصاة المكابرين.
يوجد تناسق قوي بين هذه الجمل المعطوفة.
لا حظوا أن كل جملة قائمة بذاتها, وبمكن أن تعطي معنى مستقلا منفردة:
" قيل يا أرض ابلعي ماءك "
" يا سماء اقلعي "
" غيض الماء "
" قُضي الأمر "
" استوت على الجودي "
" قيل بعدًا للقوم الظالمين "
فن الإشارة:
يراد بفن الإشارة دلالة اللفظ القليل على معان كثيرة.
في المقطع القرآني {وَغِيضَ ?لْمَاء} مثال قوي على فن الإشارة, فلقد عبر هذا المقطع عن معان كثيرة, فالماء لا يغيض حتى تكف السماء عن المطر, وتبلع الأرض ما يخرج منها فينقص ما على وجه الأرض من ماء.
ولا زلنا نسبح في بحر بلاغة هذه الآية الشريفة:
(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) 44 هود
ـ[الضاد1]ــــــــ[02 - 09 - 2005, 10:21 م]ـ
السلام عليكم أخي أبا طالب والإخوة الكرام
غيض، قضي وقيل: لماذا جاءت مبنيةً للمجهول؟ فليس بالضرورة أن الله يفعل هذا بشكل مباشر ولكن ربما تكون الملائكة بأمر من الله تعالى قامت بهذا العمل ... والله تعالى اعلم، بانتظار ردك الكريم .. وبارك الله بكم
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 09 - 2005, 01:18 ص]ـ
العزيز الضاد1:
أشكر لكم تواصلكم.
من ناحية بلاغية, فإن من أمثلة إيجاز الحذف في علم البيان هو حذف الفاعل عندما يكون معلوما, كما في قوله تعالى:
" وخلق الإنسان ضعيفا " - النساء
أي خلق اللهُ الإنسان ضعيفا.
وكذلك في هذه الأمثلة (قيل - قُضي) , فالفاعل الحقيقي معروف وهو الله سبحانه وتعالى, ولذلك حذف الفاعل وجيء بالفعل في صيغة المجهول من أجل إيصال المعنى المراد بأقل لفظ ممكن, وهذا ما يسمى بالإيجاز.
أما فاعل غيض فهي الأرض, التي قامت بابتلاع الماء بأمر من الله سبحانه وتعالى.
إن الفعل إذا تعين لفاعل بعينه استتبع لذلك أن يترك ذكر الفاعل, ويبني الفعل للمجهول.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 09 - 2005, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا طالب على هذه اللفتات الرائعة والكلمات الباهرة ..
واسمح لي - حفظك الله - أن أزيد على ما تفضّلت به احتمالين آخرين لسبب ورود العبارة بصيغة المبني للمجهول:
فصحيح أن نهاية المشهد جاءت سريعة متلاحقة وكأنها تمّت في لحظة واحدة، وأن البناء للمجهول يقصّر العبارة بحيث تحكي حال السرعة الظاهرة في هذا المشهد ..
على أنه عند التدبّر يتبيّن لنا أيضاً أن قَصَص الطوفان بدأ بالبناء للمجهول، وهو: " وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ "، فكانت المشاكلة تقتضي بأن ينتهي المشهد بالبناء للمجهول كما بدأ به. وهذا لون من التناظر الباهر الذي لا يأتي به على هذا الحسن من التقدير إلا كلام الله تعالى. أما الخلق فلا يستطيعون مثله.
ومن الممكن أيضاً أن نوحاً عليه السلام ومَن آمن معه قالوا: " يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ "، كما قالها الله تعالى أصلاً. إذن ليس من المناسب في حقّ الله تعالى أن يُقال: قال الله وقال نوح ومَن آمن معه: " يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ "، لأن الله تعالى هو الآمر على الحقيقة.
أما نوح عليه السلام ومن آمن معه فأمرهم للأرض هو نوع من التمنّي، أي: إنهم يتمنّون أن تزول مظاهر غضب الله على قوم نوح بعد أن قُضي عليهم بالغرق، فلم يعُد الطوفان مطلوباً، لذلك كان الأنسب لهذه الحالة هو البناء للمجهول الذي يُفهم منه أن الله تعالى هو الآمر على الحقيقة، وأن أمر غيره هو مجرّد تمنّ، وأمر الله تعالى نافذ.
¥