تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 09 - 2005, 03:13 م]ـ

الأخ العزيز لؤي:

إنني لسعيد بحضورك.

هذه الحالة يعيشها أولئك الرسل في المرحلة النهائية من دعواتهم, حيث يصل الأمر بهم إلى اليأس الكامل من استجابة أولئك القوم لما يرونه من مواقف قومهم الآخذة في العناد, وما دعاء الرسل على قومهم بعذاب الاستئصال إلا دليل على ذلك, فو كان الرسل لم يقطعوا الأمل في استجابة قومهم, لما دعوا عليهم بعذاب الاستئصال.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 09 - 2005, 04:36 م]ـ

الأخ أبو طالب

إسمح لي أن أعترض على عبارتك

(وقد اتخذ الفلاسفة هذه الآية أصلا أثبتت عليه دلالة التمانع في علم الكلام,) فلم يقل الفلاسفة بدليل التمانع--فهم لا يثبتون الخالق ولا يثبتون وحدته إنّما يقولون بالعليّة والتي تعني انبثاق المخلوقات عن مسبب لها دون تقدير

الفلاسفة كإبن سينا والفارابي والكندي كفّار لا مكان لهم بين علماء الكلام كالفخر الرازي والجويني والغزالي والآمدي والشهرستاني وغيرهم

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 09 - 2005, 04:56 م]ـ

الأخ العزيز الضاد 1:

أشكر لكم حضوركم وتواصلكم.

الأخ العزيز جمال:

أشكرك كثيرا من الأعماق على هذه الإطلالة الجميلة.

إنما أردت علما ءالكلام, وقد وردت كلمة الفلاسفة خطأ.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[26 - 09 - 2005, 09:01 م]ـ

رحلتنا البلاغية القادمة ستكون في رحاب الآية الكريمة:

" يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " - الحج:73

استخدم القرآن الكريم الأمثال بما ترسمه من مشاهد تصويرية تقريرا للحق وترغيبا للأخذ به.

للأمثال قيمة بيانية وجمالية عالية وتاثير فاعل في النفس, فهي تخاطب العقل والحس في آن واحد, فتكون الفكرة اكثر وضوحا و قوة واستحكاما , لأن إشراك الحس في تصورها يجعلها أكثر رسوخا في النفس, حيث تتجلى الصورة الحركية للمشهد المنقول الذي يخلق للفكرة بعدا واسعا لا تعطيه المعاني الذهنية المجردة.

ما ذا لو جاء النعبير القرآني هكذا:

" إن ما تعبدون من دون الله لعاجزة عن خلق أي شيء مهما دق "

إن تجليات الصورة الفنية التي رسمها القرآن الكريم في هذه الآية الشريفة لا يحققها هذا التعبير الذهني المجرد, ففي المشهد التمثيلي القرآني تكثيف للمعنى من خلال تلك الصور المتحركة المتتالية.

لا زلنا نسبح في بلاغة الآية الشريفة:

" يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " - الحج:73

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 09 - 2005, 01:10 م]ـ

" يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " - الحج:73

أول جانب بلاغي نلمسه في هذه الآية الشريفة هو ما يعبر عنه بـ (جدة اختراع المعنى أو سلامة الاختراع) , والمقصود به الإتيان بمعنى لم يُسبق إليه, فالمعنى الذي تضمنه التعبير القرآني " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا " لم يأت به أحد من قبل, ويعتبر من أبلغ ما قيل في تجهيل الكافرين وتسخيف أحلامهم.

إكمالا للفائدة, أود أن أشير إلى أن البلاغيين قسموا سلامة الاختراع إلى قسمين: الأول المعاني ذات الاتصال بالحوادث المتجددة والأمور الطارئة, والآخر تلك المعاني المستخرجة من غير شاهد حال متصورة. وقد أبدع شعراء العربية كأبي تمام وابن الرومي في هذا المجال, حيث أبدع الأخير في خلق الأشكال للمعاني المجردة , أو خلق بعض الرموز لبعض الأشكال المحسوسة, ويمكن إدراك ذلك في مطالعة نتاجهم الشعري.

كمثال للنوع الأول استشهد بأبيات أبي تمام في إحراق الأفشين:

ما زال سر الكفر بين ضلوعه

حتى اصطلى سر الزناد الواري

نارا يساور جسمَه من حرها

لهب كما عصفرت شق إزار

طارت لها شعل يُهدم لفحها

أركانه هدما بغير غبار

فصلن منه كل مجمع مفصل

وفعلن فاقرة بكل فقار

مشبوبة رفعت لأعظم مشرك

ما كان يَرفع ضوءها للساري

صلى لها حيا وكان وقودها

ميتا ويدخلها مع الفجار

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير