تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كامل علي هذه الحال. وتستمد الذبابة مهاراتها الفائقة في الإقلاع , والطيران , والهبوط من التصميم المثالي لجسدها , ولأجنحتها إذ أن النهايات السطحية للأوردة المنتشرة في تلك الأجنحة تحمل شعيرات حساسة جدا لقياس ضغط الهواء واتجاه الرياح , كذلك فإن أجهزة الحس الموجودة تحت الأجنحة , وخلف رأس الذبابة تقوم بنقل معلومات الطيران إلي دمائها باستمرار ثم إلي رأسها الذي يرسل أوامره إلي العضلات باستمرار أيضا لتوجيه الأجنحة في الاتجاه الصحيح , وبذلك يتم توجيه الذبابة في أثناء الطيران بدقة وإحكام فائقين مما يعينها علي إصابة الهدف , وتجنب المخاطر بكفاءة عالية.

ويعين الذبابة في ذلك أيضا عينان مركبتان , لا يزيد حجم الواحدة منهما علي نصف الملليمتر المكعب , وتتكون كل عين منهما من ستة آلاف عيينة سداسية لها القدرة علي الرؤية في جميع الاتجاهات , وكل واحدة من هذه العيينات مرتبطة مع ثمانية أعصاب مستقبلة للضوء , اثنان منها للألوان , وستة متخصصة في ضبط تحركات الذبابة لأنها تكشف كل شيء في المجال البصري لها وبذلك يكون مجموع الخيوط العصبية في الواحدة من عيني الذبابة ما يقدر بـ 48 ألف خيط عصبي يمكنها معالجة أكثر من مائة صورة في الثانية الواحدة.

هذا بالإضافة إلي مليون خلية عصبية متخصصة بالتحكم في حركة الذبابة من أعلي إلي أسفل وبالعكس , ومن الأمام إلي الخلف وبالعكس. كل ذلك يعين الذبابة على الانقضاض علي الشراب أو الطعام فتحمل منه بواسطة كل من فمها والزغب الكثيف المتداخل الذي يغطي جسمها ما تحمل ثم تهرب مبتعدة في عملية استلاب حقيقية بمعنييها: الاختلاس , ونزع الشيء على القهر. " ... انتهى كلام الدكتور النجار.

النقطة الثالثة:

أما الجانب الإعجازي اللغوي الثالث فهو في اختيار الكلمة (لا يستنقذوه).

للذباب خرطوم تمتص به ما تسلبه , ليصل إلي جهازها الهضمي المزود بخمائر لها القدرة علي هضم الطعام وتمثيله تمثيلا كاملا في ثوان معدودة. أما إذا كان الطعام صلبا فإن الذباب يفرز إنزيمات هاضمة تذيب الطعام الصلب, ثم تقوم بامتصاصه سريعا, وفي كلتا الحالتين لا يمكن استرجاع ما استلبه الذباب لأنه تحول إلى أجزاء دقيقة, فتأمل الدقة في استخدام (لا يستنقذوه).

الكلمة (استنقذ) على وزن استفعل, ومعروف أن الزيادة في المبنى تفيد الزيادة في المعنى, وهي بمعنى أنقذ لكن فيها مبالغة, فالعبارة (لا يستنقذوه) تفيد عجز الآلهة الزائفة عن إنقاذ ما سلبه الذباب مهما بذلوا من جهد ومحاولات.

ولا زلنا نسبح في بحر عظمة بلاغة الآية الشريفة:

" يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " - الحج:73

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 10 - 2005, 05:06 ص]ـ

أظنّ أنّك توافقني على وجود فرق بين الإستلاب والإختلاس---فالإستلاب هو أخذ ما للغير قهرا وأمام عينيه لذلك استخدمها السياق---أمّا الإختلاس فهو أخذ ما للغيرمن وراء ظهره وغالبا ما يكون بالتدبير والحيلة---حتّى أن الفقهاء لا يقطعون المختلس---وما يقوم به الذباب ليس اختلاسا

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[08 - 10 - 2005, 08:03 م]ـ

عزيزي جمال:

أسعدني حضور شخصكم الكريم.

سلبه سلْبا وسلََبا: اختلسه. (1)

الاستلاب: الاختلاس. (2)

الاسْتِلابُ الاختِلاس. و السَّلَب ما يُسْلَبُ (3)

سلَبهُ يسلُبهُ سَلْبًا وسَلَبًا اختلسهُ. (4)

---

(1) القاموس المحيط للعلامة اللغوي الفيروزآبادي, المجلد الأول.

(2) معجم الصحاح للعلامة اللغوي ألبي نصر اسماعيل بن حماد الجوهري, المجلد الأول.

(3) لسان العرب للعلامة اللغوي ابن منظور, المجلد السادس: ز- س

(4) معجم محيط المحيط لبُطْرُس البُسْتاني

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 10 - 2005, 08:47 م]ـ

ومع ذلك فرق شاسع بين من تسلبه قهرا وجها لوجه وبين من تختلس منه من وراء ظهره وتولّي هاربا---حاول تجاوز القواميس وتأمل في استخدام القرآن للكلمة" يسلبهم" إذ لا يمكن أن يحل محلها " يختلس منهم"

ولو حاولت أخي الكريم أن تفتش عندنا في كتبنا الفقهيّة عن معنى الإختلاس لوجدت الفرق

قال الشوكاني (وَالْمُخْتَلِسُ الَّذِي يَسْلُبُ الْمَالَ عَلَى طَرِيقَةِ الْخِلْسَةِ) نيل الأوطار

وورد في الموسوعة الفقهية (الِاخْتِلَاسُ وَالْخَلْسُ فِي اللُّغَةِ: أَخْذُ الشَّيْءِ مُخَادَعَةً عَنْ غَفْلَةٍ. قِيلَ الِاخْتِلَاسُ أَسْرَعُ مِنْ الْخَلْسِ، وَقِيلَ الِاخْتِلَاسُ هُوَ الِاسْتِلَابُ. وَيَزِيدُ اسْتِعْمَالُ الْفُقَهَاءِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ أَنَّهُ: أَخْذُ الشَّيْءِ بِحَضْرَةِ صَاحِبِهِ جَهْرًا مَعَ الْهَرَبِ بِهِ سَوَاءٌ جَاءَ الْمُخْتَلِسُ جِهَارًا أَوْ سِرًّا، مِثْلُ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ إلَى مِنْدِيلِ إنْسَانٍ فَيَأْخُذَهُ)

http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=1&DocID=100&MaksamID=165&ParagraphID=827&Sharh=0&HitNo=15&Source=1&SearchString=G%241%23%C7%E1%E3%CE%CA%E1%D3%230%230%230%23%23%23%23%23

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير