تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الكرسي: مشتق من التكريس، وهو: الجمع، فهو معنى كلي يدل على مطلق الجمع، فإذا ما ورد عليه التقييد، كان تبعا لقيده، فالكرسي المعهود لدينا: مجموع من أعواد، والكراسة: مجموعة من أوراق ............. إلخ، وسمي العلماء: كراسي العلم لأنهم جامعوه، ولا يعلم كنه كرسي الله، عز وجل، الذي هو موضع القدمين إلا هو، وإن كان العقل يدرك معناه، ولا إشكال في إدراك المعنى، لأن إثباته لا يقتضي تشبيها، لكونه أمرا عقليا لا وجود له خارج الذهن، فمن قاسه على الكرسي المخلوق فقد خلط من جهة أن الإثبات في هذا الباب: إثبات وجود لا كيفية، وإثبات المعنى الكلي كاف في إثبات الوجود، الذي لا يعلم كنهه إلا الله، عز وجل، كما سبق، فلا يتعدى إلى إثبات الكيفية بتقييد هذا المعنى الكلي بقياسه قياس تمثيل أو شمول على كراسي المخلوقين، فهذا قياس فاسد الاعتبار من جهة: قياس الغائب على الشاهد، وقياس الخالق الذي ليس كمثله شيء على المخلوق الذي يشبه غيره، وهذا أصل مطرد في باب الصفات، فالمعنى الكلي المطلق هو المراد في الإثبات، والمعنى المقيد بآحاد المخلوقين هو المراد في النفي.

قوله تعالى: (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا):نفي يفيد العموم، كنفي: (ولا يحيطون بشيء)، وتقدم كلام الشيخ الشنقيطي، رحمه الله، عليه، فالمعنى: ولا ثقل عليه، أي ثقل من حفظ السماوات والأرض.

قوله تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ):

حصر بتعريف الجزأين: "هو" و "العلي"، و "أل" في: "العلي": جنسية تفيد استغراق كل أنواع العلو: علو القهر وعلو الذات وعلو الشأن، أو: علو الذات وعلو الصفات، وكذا: "أل" في "العظيم": تستغرق كل أنواع العظمة.

وللشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، تعليق لطيف على هذه الآية في "شرح الواسطية"، استفدت منه، ولله الحمد والمنة، في هذه المداخلة.

والله أعلى وأعلم.

ـ[أبو أسيد]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 01:04 م]ـ

جزاك خيرا الله الحي القيوم وحفظك العلي العظيم

ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 02:38 م]ـ

وجزاك خيرا أيها الكريم الفاضل وحفظك بكلماته الكونيات من كل سوء، والشرعيات من كل زلل وتقصير.

ـ[أبو ضحى]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 12:29 ص]ـ

جزاك الحى القيوم الجنة , وشفع فيك حبيبه "صلى الله عليه وسلم"0

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير