10 - التقديم للتدلي من الأعلى إلى الأدنى.
وهذه الأسباب من نقولات السيوطي عن ابن الصائغ. وقد أضاف إليها سببين هما ():
الأول: كون التقديم أدل على قدرة الخالق.
والثاني: التقديم لرعاية الفاصلة.
ويلاحظ أن السيوطي في نقله لم يقدم جديداً اللهم ما نقله عن ابن الصائغ الحنفي الذي ذكر سبباً جديداً هو: (التقديم للتبرك). تلك هي أهم إسهامات البلاغيين في هذا النوع من " التقديم والتأخير". ويمكننا إيجاز هذه الآراء في جدول كلي يمنحنا نظرة إجمالية لهذه الجهود:
العالم
التقديم السهيلي ابن الأثير ابن الزملكاني ابن النقيب الطيبي العلوي ابن القيم الزركشي السيوطي
الدلالة على القدرة -- ++ -- ++ -- -- - ++ ++
الغلبة والكثرة -- ++ -- ++ ++ -- - ++ ++
العلة والسببية ++ ++ ++ ++ ++ ++ + ++ ++
رعاية الفاصلة -- -- -- ++ ++ -- - ++ ++
الذات = الطبع ++ -- ++ -- -- ++ + ++ ++
الشرف والفضل ++ -- ++ -- ++ ++ + ++ ++
الرتبة ++ -- ++ -- -- -- + ++ --
السبق بالزمان ++ -- ++ -- -- ++ + ++ ++
الخفة اللفظية ++ -- ++ -- -- -- + ++ --
التبرك -- -- -- -- -- -- - -- ++
التعظيم -- -- -- -- -- -- - -- ++
المناسبة -- ++ -- ++ -- -- - -- ++
الحث عليه -- -- -- -- -- -- - ++ ++
الترقي من الأدنى إلى الأعلى -- -- -- -- -- -- - ++ ++
التدلي من الأعلى إلى الأدنى -- -- -- -- -- -- - ++ ++
سبق ما يقتضي تقديمه -- -- -- -- -- -- - ++ --
مراعاة اشتقاق اللفظ -- -- -- -- -- -- - ++ ++
تحقق ما بعده -- -- -- -- -- -- - ++ --
التنبيه على أنه مطلق لا مقيد -- -- -- -- -- -- - ++ --
التنقل -- -- -- -- -- -- - ++ --
التنبيه على أن السبب مرتب -- -- -- -- -- -- - ++ --
مراعاة الإفراد -- -- -- -- -- -- - ++ --
التحذير منه -- -- -- -- -- -- - ++ --
التعجيب من شأنه -- -- -- -- -- -- - ++ --
الترتيب -- -- -- -- -- -- - ++ --
الاحتياط -- -- -- -- ++ -- - -- --
مراعاة النظم -- -- -- -- ++ -- - -- --
الداعية -- -- -- -- -- -- - ++ --
السبق بالمكان -- -- -- -- -- ++ - -- --
السبق باعتبار الإنزال -- -- -- -- -- -- - -- ++
السبق بوجوب التكليف -- -- -- -- -- -- - -- ++
الاهتمام عند المخاطب -- ++ -- ++ ++ -- - ++ --
جدول رقم (1)
تلك هي أهم الأسباب الداعية إلى تقديم " ما قدم والمعنى عليه ".
ثانياً: ما قدم والمراد به التأخير
وهذا النوع مشكل ظاهرا، فلما اتضح ما به من تأخير زال ما به من إشكال. وقد تناول هذا النوع العديد من البلاغيين (). فالزركشي يجعل لهذا النوع دلالتان تدلان عليه هما ():
1 - ما يدل عليه الإعراب، مثل تقديم المفعول على الفاعل نحو قوله تعالى: ? إِنَّمَا يَخْشَى اللَهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ? سورة فاطر آية رقم (28).
وتقديم الخبر على المبتدأ كقوله تعالى: ? وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ ? سورة الحشر آية رقم (2) وغير ذلك مما يجب في الصناعة النحوية.
2 - ومنه ما يدل عليه المعنى نحو قوله تعالى: ? أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ? سورة الجاثية آية رقم (23). يقول الزركشي: " أصل الكلام: (هواه إلهه) كما تقول: (اتخذ الصنم معبودا) لكن قدم المفعول الثاني على الأول للعناية، كما تقول: (علمت منطلقا زيدا) لفضل عنايتك بانطلاقه " (). ونحو قوله تعالى:? فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى? سورة الأعلى آية رقم (5). يقول الزركشي:" أي: أحوى غثاء، أي: أخضر يميل إلى السواد، والموجب لتأخير (أحوى) رعاية الفواصل " ().
هذا وقد دلل الإمام الزركشي على وجود هذا النوع بـ (46 ست وأربعين آية) مما أتاح له الفرصة لأن يدقق رأيه في ثنايا هذا التحليل، ويوضح ما في هذه الآيات من نكات التقديم.
¥